اخر المقالات

mercredi 3 mars 2021

بسم الله الرحمن الرحيم
الميلاد والنشأة ينحدر الشهيد حبيب الشرقاني الفيلالي من أسرة فيلالية يرجع أصلها إلى مدينة أرفود، حيث وُلد هناك في أواخر القرن التاسع عشر وانتقل مع أسرته إلى مدينة مكناس التي عاش بها ردحا مهما من حياته كعادة الكثيرين من أبناء منطقة تافيلالت الذين استقروا في مكناسة الزيتون، حيث ما تزال بيوت أفراد العائلة هناك. وقد كان الحاج الحبيب يمارس الفلاحة في البادية أياما والتجارة في باقي الأيام الأخرى، مع ما كانت تتيحه له هذه المهنة من سفر وترحال ولقاء بأصناف مختلفة من الناس. وقد ارتبط الشهيد بفلسطين ارتباطا وثيقا بحكم وجود مجموعة من أفراد آل الفيلالي بالقدس خاصة، سافروا إليها واستقروا بها على فترات مختلفة، وكذا بحكم شَدّه الرحال إليها في كل مرة كان يقوم بها بالحج في اتجاه الكعبة بالحجاز في الجزيرة العربية
رحّالة على نهج ابن بطوطة تعددت رحلات الشهيد حبيب إلى المشرق العربي، وخاصة للحج حيث زار مكة والمدينة لهذا الغرض في المرة الأولى عن طريق البر. وفي أثناء زيارته تلك عرّج على مدينتي القدس والخليل أثناء خضوعهما حينها للسيطرة العثمانية، في رحلة استمرت ثلاث سنوات. ليعود إلى الحج ثانية عن طريق البر قبل العودة إلى مكناس. وفي المرة الثالثة، كانت الرحلة عن طريق البحر، مع زوجته فاطمة السيفي التي كانت تنتهز فرصة المرور من هناك للقاء والدها المستقر بالقدس. وكانت هذه الرحلة طويلة عكس الرحلات الأخرى، حيث استقرا بجوار الكعبة لمدة أربع سنوات، قبل أن يقررا المغادرة في اتجاه فلسطين بعد وفاة طفل صغير لهما ولد هناك وأسموه وفقا للتقاليد المغربية باسم "المكّي"، بعد دفنه بالبقيع. كما تحكي بانفعال كبير ابنة الشهيد حبيب الفيلالي الحاجة عائشة الشرقاني (وهي فوق الثمانين من العمر) التي التقيتها في بيتها بالدوحة. "حتى زواج والدتي كان بطلب من أبي الشهيد حبيب ليَدها من عمها، لأن أباها كان موجودا في القدس، فكانت الزيارة إلى هناك مناسبة للقاء والدها مباشرة لمباركة زواجهما"، تؤكد ذلك وهي تتأمل سقف البيت متذكرة قصصا عن والدتها الراحلة وأبيها الشهيد. كان وصول هذه الأسرة إلى فلسطين لحظة اندلاع الحرب الأوروبية الأولى سنة 1914 ليجتمع شمله مع مجموعة من آل الفيلالي الذين سبقوه للإقامة هناك، خاصة في مدينتي القدس والرملة؛ ومن ضمنهم الحاج عبيد المختار الفيلالي الذي كان من المشاركين في ثورة 1936 الكبرى التي انطلقت بإضراب الستة أشهر، حيث تم اعتقاله وبعد الإفراج عنه توفي نتيجة حسرته على الإهانات التي تعرض لها من لدن جيش الاحتلال البريطاني ليُدفن من سيصبح ابنه صهرا له فيما بعد في مدينة الرملة. أما زوجته الحاجة عائشة الفيلالية ابنة قصر تبوعصامت فقد دفنت بعد وفاتها في القدس. وهكذا، سيصبح مُقام العائلة ومستقرها في القدس بحي المغاربة الشهير، الذي كان ضحية أول قرار للصهاينة بعد احتلالهم لها سنة 1967 القيام بهدمه على رؤوس قاطنيه في عملية أشرف عليها الإرهابي موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها. وبالرغم من ذلك بقي في القدس المحتلة حوالي 2740 مواطنا فلسطينيا من أصول مغربية موزعين على مناطق القدس المختلفة بعد هدم حارة المغاربة. بعد استقراره في القدس، بدأ حبيب الشرقاني الفيلالي يأخذ تدريجيا مكانته داخل مجتمع أهل القدس، حيث تحول بيته إلى مرجع لجميع المغاربة الذين يقطنون فلسطين، أو أولئك الذين يعبرون من مدنها في طريقهم للحج أو للدراسة وتلقي المعارف، أو لممارسة التجارة في بلاد الشام. وهكذا، أصبح بيت الشهيد حبيب الشرقاني في حي المغاربة ملاذا لكل الأسر المغربية هناك، حيث تحدثت ابنته الحاجة عائشة الشرقاني عن العلاقات المتضامنة التي كانت تجمع العائلات المغربية هناك، مثل عائلات التواتي والجبلي والتيجاني والعروسي والفيلالي واحميدة (المنحدرة من محاميد الغزلان) والحيحي والشهيد السحار والباشا والعلوي وغانم (عائلة منحدرة من آسفي) والمراكشي وعبد الوهاب (عائلة منحدرة من منطقة بني عروس شمال المغرب) والمصلوحي والدكالي والتلمساني والمهدي المزكلدي (شيخ المغاربة الذي كان يستقبل جميع الوافدين إلى القدس من عموم المغرب العربي الكبير) والأعرج والسباعي والزواوي (عائلة من أصول جزائرية تنحدر من منطقة القبايل) والطيب (أصولهم من الزاوية الناصرية في تامكرودت).. وغيرهم أسماء كثيرة لا تتذكرها السيدة عائشة في عملية تداعي ذكرياتها البعيدة في الزمن.
وهكذا، أصبح السيد حبيب الشرقاني من وجهاء المغاربة في القدس، صاحب مكانة وهيبة واضحة، يزور بيته كبار الشخصيات القادمة للقدس حتى بعد استشهاده، حيث إن الزعيم المغربي علالا الفاسي زار بيته في دجنبر من سنة 1953 حين قام بزيارة للقدس قبل احتلالها والتقى أبناءه هناك. هذه المكانة هي التي جعلت الشهيد حبيب مقربا من وجوه النضال الفلسطيني حينها، وخاصة مفتي القدس أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا وأبرز الوجوه الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين، حيث ما زالت ذاكرة الحاجة عائشة تستحضر كيف أن زيارة الحسيني لبيت والدها منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومشاهدته لها جعلت المفتي يطلب من أبيها ضرورة إدخالها إلى المدرسة، وهي في سن الخامسة حينها؛ وهو الطلب الذي لم يتردد الشهيد حبيب بتلبيته لصديقه المفتي، خاصة ونها كانت الابنة الوحيدة لأبويها ضمن عدد من الإخوة الذكور. وكانت صداقة الشهيد حبيب للمفتي مستمرة إلى حين استشهاده، حيث كان لهما لقاء خارج فلسطين، حين كان المفتي يعالج في مدينة الإسكندرية. أما أبناء الشهيد حبيب فقد برز منهم إبراهيم الذي كان مكلفا بتوزيع المساعدات الرسمية التي كانت تأتي من المغرب وتوزيعها على كل المغاربة الموجودين في فلسطين كلها، حيث تحكي الحاجة عائشة: "أن تلك المعونة كانت توزع على الجميع ولا تفرق بين مغاربة فلسطين مهما كانت أصولهم، من المغرب الأقصى أم من تونس أم من الجزائر بالتقسيم الحالي". وقد شارك في عدد من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية إلى حدود احتلال الصهاينة لما تبقى من فلسطين في عدوان 1967، ليضطر بعدها للخروج إلى المغرب بعد أن كان مطلوبا من لدن الصهاينة، حيث استقر به المقام في مدينة مكناس حتى وفاته سنة 2006. كما عرف الراحل إبراهيم بكونه كان مسؤولا عن أمن الحرم داخليا وخارجيا من خلال مسؤوليته عن عدد من أبواب المسجد الأقصى، تذكر منها شقيقته الحاجة عائشة: "باب المجلس وباب المغاربة وباب المدرسة وباب الحديد.."، وهي المسؤولية التي جعلته قريبا من والده لحظة استشهاده. شهادة في قلب الحرم القدسي كان للمغاربة دور مشهود في التصدي للاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ غزوها من لدن البريطانيين سنة 1917، حيث تتذكر السيدة عائشة ابنة الشهيد حبيب كيف أنه كانت توجد في حارة المغاربة بالقدس امرأة مغربية كانت تسمى الطنجاوية (نسبة لانحدارها من مدينة طنجة) كانت تفتح بيتها للمقاومين للاجتماع فيه والتخطيط لعمليات المقاومة، بسبب عدم انتباه المستعمرين الإنجليز والعصابات الصهيونية المتحالفة معهم لبيت تقطنه امرأة. وهو البيت الذي كان منطلق الكثير من العمليات الفدائية التي شارك فيها أشقاؤها، وخاصة إبراهيم. أما أبوها الشهيد حبيب فقد كان قبل استشهاده قد تهيأ لمقاومة طويلة للمحتل، حيث اقتنى رشاشا وخبأه في بيته. وأثناء اشتداد المعارك بين العصابات الصهيونية ومجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، هاجمت العصابات الصهيونية الحرم القدسي يوم 10/10/1948 وأطلقت النار على كل من يتحرك بداخله، فسقط العديد من الشهداء كان من ضمنهم السيد حبيب الشرقاني حيث كان يتوضأ في باحة الحرم الأقصى استعدادا لأداء الصلاة مع مجموعة من المغاربة هناك، لتختلط دماؤه بمياه نافورة الماء هناك.. ولأن رصاص العصابات الصهيونية التي هاجمت حارة المغاربة ومداخل المسجد الأقصى كان كثيفا، لم يتمكن مرافقوه من سحب جثته إلا بصعوبة بالغة حيث كان الرصاص يلعلع هناك. وبعد أن تم ربط ابنه إبراهيم بحبل محيط به، قام بالزحف على بطنه في اتجاه مكان النافورة ليسحب جثمان والده الذي اخترقت رأسه رصاصة من جهة الأذن لتخرج من الجهة الأخرى، وكان السحب بمساعدة رفاقه الذين تحصنوا خلف أحد الجدران القريبة، ليتم دفنه في باحة الحرم غير بعيد عن مكان استشهاده. شهيد ضمن كوكبة من المقاومين المغاربة سنة 1948 لم يكن الشهيد حبيب الشرقاني المغربي الوحيد الذي استشهد في تلك الأيام العصيبة التي سبقت إخضاع فلسطين للاستعمار الصهيوني (بين سنتي 1947 و1948)، بل كان هناك مجموعة من الأسماء أوردها الأستاذ عارف باشا العارف في موسوعته الشهيرة

حبيب الشرقاني الفيلالي .. ابن مكناس الذي استُشهد في قلب القدس

بسم الله الرحمن الرحيم
الميلاد والنشأة ينحدر الشهيد حبيب الشرقاني الفيلالي من أسرة فيلالية يرجع أصلها إلى مدينة أرفود، حيث وُلد هناك في أواخر القرن التاسع عشر وانتقل مع أسرته إلى مدينة مكناس التي عاش بها ردحا مهما من حياته كعادة الكثيرين من أبناء منطقة تافيلالت الذين استقروا في مكناسة الزيتون، حيث ما تزال بيوت أفراد العائلة هناك. وقد كان الحاج الحبيب يمارس الفلاحة في البادية أياما والتجارة في باقي الأيام الأخرى، مع ما كانت تتيحه له هذه المهنة من سفر وترحال ولقاء بأصناف مختلفة من الناس. وقد ارتبط الشهيد بفلسطين ارتباطا وثيقا بحكم وجود مجموعة من أفراد آل الفيلالي بالقدس خاصة، سافروا إليها واستقروا بها على فترات مختلفة، وكذا بحكم شَدّه الرحال إليها في كل مرة كان يقوم بها بالحج في اتجاه الكعبة بالحجاز في الجزيرة العربية
رحّالة على نهج ابن بطوطة تعددت رحلات الشهيد حبيب إلى المشرق العربي، وخاصة للحج حيث زار مكة والمدينة لهذا الغرض في المرة الأولى عن طريق البر. وفي أثناء زيارته تلك عرّج على مدينتي القدس والخليل أثناء خضوعهما حينها للسيطرة العثمانية، في رحلة استمرت ثلاث سنوات. ليعود إلى الحج ثانية عن طريق البر قبل العودة إلى مكناس. وفي المرة الثالثة، كانت الرحلة عن طريق البحر، مع زوجته فاطمة السيفي التي كانت تنتهز فرصة المرور من هناك للقاء والدها المستقر بالقدس. وكانت هذه الرحلة طويلة عكس الرحلات الأخرى، حيث استقرا بجوار الكعبة لمدة أربع سنوات، قبل أن يقررا المغادرة في اتجاه فلسطين بعد وفاة طفل صغير لهما ولد هناك وأسموه وفقا للتقاليد المغربية باسم "المكّي"، بعد دفنه بالبقيع. كما تحكي بانفعال كبير ابنة الشهيد حبيب الفيلالي الحاجة عائشة الشرقاني (وهي فوق الثمانين من العمر) التي التقيتها في بيتها بالدوحة. "حتى زواج والدتي كان بطلب من أبي الشهيد حبيب ليَدها من عمها، لأن أباها كان موجودا في القدس، فكانت الزيارة إلى هناك مناسبة للقاء والدها مباشرة لمباركة زواجهما"، تؤكد ذلك وهي تتأمل سقف البيت متذكرة قصصا عن والدتها الراحلة وأبيها الشهيد. كان وصول هذه الأسرة إلى فلسطين لحظة اندلاع الحرب الأوروبية الأولى سنة 1914 ليجتمع شمله مع مجموعة من آل الفيلالي الذين سبقوه للإقامة هناك، خاصة في مدينتي القدس والرملة؛ ومن ضمنهم الحاج عبيد المختار الفيلالي الذي كان من المشاركين في ثورة 1936 الكبرى التي انطلقت بإضراب الستة أشهر، حيث تم اعتقاله وبعد الإفراج عنه توفي نتيجة حسرته على الإهانات التي تعرض لها من لدن جيش الاحتلال البريطاني ليُدفن من سيصبح ابنه صهرا له فيما بعد في مدينة الرملة. أما زوجته الحاجة عائشة الفيلالية ابنة قصر تبوعصامت فقد دفنت بعد وفاتها في القدس. وهكذا، سيصبح مُقام العائلة ومستقرها في القدس بحي المغاربة الشهير، الذي كان ضحية أول قرار للصهاينة بعد احتلالهم لها سنة 1967 القيام بهدمه على رؤوس قاطنيه في عملية أشرف عليها الإرهابي موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها. وبالرغم من ذلك بقي في القدس المحتلة حوالي 2740 مواطنا فلسطينيا من أصول مغربية موزعين على مناطق القدس المختلفة بعد هدم حارة المغاربة. بعد استقراره في القدس، بدأ حبيب الشرقاني الفيلالي يأخذ تدريجيا مكانته داخل مجتمع أهل القدس، حيث تحول بيته إلى مرجع لجميع المغاربة الذين يقطنون فلسطين، أو أولئك الذين يعبرون من مدنها في طريقهم للحج أو للدراسة وتلقي المعارف، أو لممارسة التجارة في بلاد الشام. وهكذا، أصبح بيت الشهيد حبيب الشرقاني في حي المغاربة ملاذا لكل الأسر المغربية هناك، حيث تحدثت ابنته الحاجة عائشة الشرقاني عن العلاقات المتضامنة التي كانت تجمع العائلات المغربية هناك، مثل عائلات التواتي والجبلي والتيجاني والعروسي والفيلالي واحميدة (المنحدرة من محاميد الغزلان) والحيحي والشهيد السحار والباشا والعلوي وغانم (عائلة منحدرة من آسفي) والمراكشي وعبد الوهاب (عائلة منحدرة من منطقة بني عروس شمال المغرب) والمصلوحي والدكالي والتلمساني والمهدي المزكلدي (شيخ المغاربة الذي كان يستقبل جميع الوافدين إلى القدس من عموم المغرب العربي الكبير) والأعرج والسباعي والزواوي (عائلة من أصول جزائرية تنحدر من منطقة القبايل) والطيب (أصولهم من الزاوية الناصرية في تامكرودت).. وغيرهم أسماء كثيرة لا تتذكرها السيدة عائشة في عملية تداعي ذكرياتها البعيدة في الزمن.
وهكذا، أصبح السيد حبيب الشرقاني من وجهاء المغاربة في القدس، صاحب مكانة وهيبة واضحة، يزور بيته كبار الشخصيات القادمة للقدس حتى بعد استشهاده، حيث إن الزعيم المغربي علالا الفاسي زار بيته في دجنبر من سنة 1953 حين قام بزيارة للقدس قبل احتلالها والتقى أبناءه هناك. هذه المكانة هي التي جعلت الشهيد حبيب مقربا من وجوه النضال الفلسطيني حينها، وخاصة مفتي القدس أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا وأبرز الوجوه الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين، حيث ما زالت ذاكرة الحاجة عائشة تستحضر كيف أن زيارة الحسيني لبيت والدها منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومشاهدته لها جعلت المفتي يطلب من أبيها ضرورة إدخالها إلى المدرسة، وهي في سن الخامسة حينها؛ وهو الطلب الذي لم يتردد الشهيد حبيب بتلبيته لصديقه المفتي، خاصة ونها كانت الابنة الوحيدة لأبويها ضمن عدد من الإخوة الذكور. وكانت صداقة الشهيد حبيب للمفتي مستمرة إلى حين استشهاده، حيث كان لهما لقاء خارج فلسطين، حين كان المفتي يعالج في مدينة الإسكندرية. أما أبناء الشهيد حبيب فقد برز منهم إبراهيم الذي كان مكلفا بتوزيع المساعدات الرسمية التي كانت تأتي من المغرب وتوزيعها على كل المغاربة الموجودين في فلسطين كلها، حيث تحكي الحاجة عائشة: "أن تلك المعونة كانت توزع على الجميع ولا تفرق بين مغاربة فلسطين مهما كانت أصولهم، من المغرب الأقصى أم من تونس أم من الجزائر بالتقسيم الحالي". وقد شارك في عدد من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية إلى حدود احتلال الصهاينة لما تبقى من فلسطين في عدوان 1967، ليضطر بعدها للخروج إلى المغرب بعد أن كان مطلوبا من لدن الصهاينة، حيث استقر به المقام في مدينة مكناس حتى وفاته سنة 2006. كما عرف الراحل إبراهيم بكونه كان مسؤولا عن أمن الحرم داخليا وخارجيا من خلال مسؤوليته عن عدد من أبواب المسجد الأقصى، تذكر منها شقيقته الحاجة عائشة: "باب المجلس وباب المغاربة وباب المدرسة وباب الحديد.."، وهي المسؤولية التي جعلته قريبا من والده لحظة استشهاده. شهادة في قلب الحرم القدسي كان للمغاربة دور مشهود في التصدي للاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ غزوها من لدن البريطانيين سنة 1917، حيث تتذكر السيدة عائشة ابنة الشهيد حبيب كيف أنه كانت توجد في حارة المغاربة بالقدس امرأة مغربية كانت تسمى الطنجاوية (نسبة لانحدارها من مدينة طنجة) كانت تفتح بيتها للمقاومين للاجتماع فيه والتخطيط لعمليات المقاومة، بسبب عدم انتباه المستعمرين الإنجليز والعصابات الصهيونية المتحالفة معهم لبيت تقطنه امرأة. وهو البيت الذي كان منطلق الكثير من العمليات الفدائية التي شارك فيها أشقاؤها، وخاصة إبراهيم. أما أبوها الشهيد حبيب فقد كان قبل استشهاده قد تهيأ لمقاومة طويلة للمحتل، حيث اقتنى رشاشا وخبأه في بيته. وأثناء اشتداد المعارك بين العصابات الصهيونية ومجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، هاجمت العصابات الصهيونية الحرم القدسي يوم 10/10/1948 وأطلقت النار على كل من يتحرك بداخله، فسقط العديد من الشهداء كان من ضمنهم السيد حبيب الشرقاني حيث كان يتوضأ في باحة الحرم الأقصى استعدادا لأداء الصلاة مع مجموعة من المغاربة هناك، لتختلط دماؤه بمياه نافورة الماء هناك.. ولأن رصاص العصابات الصهيونية التي هاجمت حارة المغاربة ومداخل المسجد الأقصى كان كثيفا، لم يتمكن مرافقوه من سحب جثته إلا بصعوبة بالغة حيث كان الرصاص يلعلع هناك. وبعد أن تم ربط ابنه إبراهيم بحبل محيط به، قام بالزحف على بطنه في اتجاه مكان النافورة ليسحب جثمان والده الذي اخترقت رأسه رصاصة من جهة الأذن لتخرج من الجهة الأخرى، وكان السحب بمساعدة رفاقه الذين تحصنوا خلف أحد الجدران القريبة، ليتم دفنه في باحة الحرم غير بعيد عن مكان استشهاده. شهيد ضمن كوكبة من المقاومين المغاربة سنة 1948 لم يكن الشهيد حبيب الشرقاني المغربي الوحيد الذي استشهد في تلك الأيام العصيبة التي سبقت إخضاع فلسطين للاستعمار الصهيوني (بين سنتي 1947 و1948)، بل كان هناك مجموعة من الأسماء أوردها الأستاذ عارف باشا العارف في موسوعته الشهيرة

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
شطرباش فاطمة...المرأة التي استحقت لقب الخنساء عن جدارة أبصرت النور فاطمة شطرباش سنة 1902 م، بمشتة أرزحيث دوار رأس فرجيوة بلدية عين بيضاء احريش التي يغلب عليها الطابع الريفي وصعوبة التضاريس، تربت في أحضان أسرة ريفية كانت الفلاحة والمواشي المصدر الأساسي لمعيشتهم، إضافة إلى تربيتها كانت ماهرة في حرفة النسيج والصناعة التقليدية، حيث اقترنت بالسيد فيلالي بن أحمد وهومن عائلة محافظة مكتفية ذاتيا بما يحصل عليه أبناؤها من موارد زراعية، حيث أنجبت عشرة أولاد منهم ثلاث بنات وسبعة ذكور، وتولت تربيتهم تربية حسنة. فكانت هذه المرأة مثالا في التربية والسهر على أبنائها بالروح الجماعية داخل العائلة الكبيرة، وبعد أحداث الثمن ماي 1945 الفاصل الأخير الذي أكدت فيه فرنسا للشعب الجزائري أن حقه على فوهات المدافع فليختار! فاختار الشعب واختارت هذه الأسرة معه طريق الثورة والجهاد، وقدمت لثورة الأحرار (1954-1962) ما يزيد عن عشرين مجاهدا منهم ثمانية عشر سقطوا في ميدان الشرف، كان من نصيب هذه الخنساء خمسة من أبنائها وهم محمد، معمر والشهيد مسعود والمختار والهاشمي، حيث قال فيها الشاعر أحمد قاجة فاطمة شاطرباش خرجت من العير أم الخنسوات دليلهم شعار أم الخمس فحول شهداء يا جهير فيلالي في لقبهم عز الأخيار

الخنساء زوجة السيد فيلالي فاطمة شاطباش ام الفيلاليين الشهداء الخمس

بسم الله الرحمن الرحيم
شطرباش فاطمة...المرأة التي استحقت لقب الخنساء عن جدارة أبصرت النور فاطمة شطرباش سنة 1902 م، بمشتة أرزحيث دوار رأس فرجيوة بلدية عين بيضاء احريش التي يغلب عليها الطابع الريفي وصعوبة التضاريس، تربت في أحضان أسرة ريفية كانت الفلاحة والمواشي المصدر الأساسي لمعيشتهم، إضافة إلى تربيتها كانت ماهرة في حرفة النسيج والصناعة التقليدية، حيث اقترنت بالسيد فيلالي بن أحمد وهومن عائلة محافظة مكتفية ذاتيا بما يحصل عليه أبناؤها من موارد زراعية، حيث أنجبت عشرة أولاد منهم ثلاث بنات وسبعة ذكور، وتولت تربيتهم تربية حسنة. فكانت هذه المرأة مثالا في التربية والسهر على أبنائها بالروح الجماعية داخل العائلة الكبيرة، وبعد أحداث الثمن ماي 1945 الفاصل الأخير الذي أكدت فيه فرنسا للشعب الجزائري أن حقه على فوهات المدافع فليختار! فاختار الشعب واختارت هذه الأسرة معه طريق الثورة والجهاد، وقدمت لثورة الأحرار (1954-1962) ما يزيد عن عشرين مجاهدا منهم ثمانية عشر سقطوا في ميدان الشرف، كان من نصيب هذه الخنساء خمسة من أبنائها وهم محمد، معمر والشهيد مسعود والمختار والهاشمي، حيث قال فيها الشاعر أحمد قاجة فاطمة شاطرباش خرجت من العير أم الخنسوات دليلهم شعار أم الخمس فحول شهداء يا جهير فيلالي في لقبهم عز الأخيار

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم

مسيرة الاسد الهصور الشهيد حسان فيلالي

بسم الله الرحمن الرحيم

0 commentaires:

lundi 1 mars 2021

بسم الله الرحمن الرحيم
شهيد الثورة الجزائرالشهيد فيلالي مصطفى الذي استشهد بواد حميمين ولاية قسنطينة ،الخروب في سنة ١٩٦١

تاريخ الشهيد مصطفى فيلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
شهيد الثورة الجزائرالشهيد فيلالي مصطفى الذي استشهد بواد حميمين ولاية قسنطينة ،الخروب في سنة ١٩٦١

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة [quote]ظهرت جمعية العلماء المسلمين على الساحة الجزائرية بعد مضي قرن من الإستعمار الفرنسي الذي ظن أنه قدأفلح في طمس الهوية الوطنية من دين و لغة حيث هدم المساجد و حول بعضها إلى كنائس و منع تعليم اللغة العربية و ضيق على النشاط الديني الذي انحسر بفعل التجهيل في بعض الشعائر أو الأنشطة الطرقية التي لا تزيد الناس إلا تخديرا.و لكي يتمكن العلماء بقيادة الإمام ابن باديس ـ رحمه الله ـ من القيام باصلاحاتهم أسسوا جمعيات و حلقات دراسية بعضها في فرنسا ذاتها بين العمال ، كما أنشؤوا مساجد خاصة ومدارس ابتدائية لتدريس العلوم الدينية والعربية قدر عددها بمائة وثلاثين مدرسة في مختلف أنحاء القطر الجزائري ، وشجعوا طلابهم على الإرتحال في طلب العلم ، إلى جامع الزيتونة والجامع الأزهر وغيرهما من الجامعات في الوطن العربي طلبا للدراسات العليا . كما أسسوا مدرسة عليا في قسنطينة وانتشر نفوذهم بصفةة عامة في المدن الصغرى . نشاط جمعية العلماء بفرجيوة و قد أسست الجمعية ببلدة فج مزالة مدرسة للتعليم العربي كان يديرها و يدرس بها الشهيد محمد شوارفة و الشيخ عبد المجيد حيرش.كما أسست مدرسة أخرى بمشتى عين الدفلى كان يديرها و يدرس بها الشيخ خليلي البشير.و قد تشرفت بلدة فج مزالة بزيارة الإمام العلامة الشيخ الشير الإبراهيمي رحمه الله حيث ألقى درسا بمسجدها العتيق و الوحيد آنذاك.يذكر الإما ابن باديس في معرض سرده لتلاميذ الجمعية أسماء ثلاثة من أبناء منطقة فرجيوةهم:الطاهر بن يخلف ، و محمد بن الشيخ المطيش ، ومحمد شوارفة.و قد ذكر لنا الشيخ محمد يحي أنه درس على يد الإمام ابن باديس حوالي خمسين يوما بالجامع الأخضر بقسنطينة.و ذكر الشيخ محمد خير الدين الكاتب العام للجمعية في مذكراته عند تطرقه لقائمة الشيوخ الذين اعتمدتهم الجمعية للخروج من أجل الوعظ خلال شهري أوت و سبتمبر لسنة 1954 الشيخ سليمان بشنون مكلفا بمنطقة فج مزالة. طلبة منطقة فرجيوة بمعهد ابن باديس بقسنطينة إسم الطالب مكان السكن ملاحظة سراط السعيد بنات عثمان شهيدسراط محمد بنات عثمان ـ ــــــبوحنة مسعود قلالة شهيدعبد الرزاق أحمد غار الزيتون مدير مدرسة متوفىبو السكين البشير أولاد بوقرة مدير متوسطة متقاعداحريش علي الربع شهيدفيلالي محمد بنات عثمان شهيدمرمول البشير سخيفة أستاذ جامعي متقاعدلطرش الشريف الربع مدير مدرسة متوفىفيلالي اعمر بنات عثمان حارس متوسطة متوفىبلحامدي الطالب سيدي مدور تاجر متوفىبن جدو المختار عياض معلم متوفىحدمسعود مسعود القندولة مدير مدرسة متقاعد حدمسعود أحمد القندولة شهيــــد سيدي عيسى سليمان الربع ــــــــــــــــبن شريف السعيد عين الدفلى معلم متقاعدسويوط مسعود بني قشة ــــــــــــــــــــبوذراع أحمد بني قشة ـــــــــمكرود مسعود منتورة ـــــــــــــــــقشي الصديق بني قشة مدير مدرسة متقاعدملاحظة : هذه نبذة عن نشاط جمعية العلماء المسلمين و شيوخها و تلاميذها بمنطقة فرجيوة سجلتها اعتمادا على شهادة والدي الشفوية ، وأدعو كل من له اهتمام بالموضوع أن يبادر لتسجيل و جمع ما لأمكنه من معلومات و شهادات حفاظا على الذاكرة الجماعية للمنطقة نشاط جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة مُساهمة من طرف alidz في الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 20:19 في مشتة بنات عثمان ، كانت مدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و قد دشنت من طرف نائب رئيس الجمعية العلامة البشير الابراهيمي و تخرج منها عدة طلبة تابعوا دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ، و بعد تخرجهم أكملوا دراسنهم بجامع الزيتونة بتونس ، و بعد تحصلهن على شهادة النخرج ، انتقلوا الى جامع الازهر و أكملوا دراسنهم هنتك و منهم الشيخ الاسناد الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي، و المختالر الفيلالي ، الدي كان امام بعدة مسجاد و أخرها مسجد المنصورة بقسنطينة و أخوه عمار الفيلالي الدي كان امام في مسجد السوق و تخرج عل يده عدة شيوج بمسجد السويقة بقسنطيمة ، و الاسناد محمد الفيلالي ابن المدني الدي كان استاد في عدة كدارس تابعة لجمعية العلماء ، منهت مدرسة الاغواط للبنات ، ثم حول الى مدرسة باتنة ، و عند اندلاع الثورة النحق بصفوف جيش التحرير الوطني و عدد من الطلبة الدين خرجوا من هده المدرسة ملاحظة : نعلمكم ان الكاتب العام لبوعكاز حاكم منطقة فرجيوة و هو القاضي الفيلالي ابن الفيلالي و قد ورثوا هده الوظيفة ابا عن جد كمد دخول الاترتك الى قسنطينة و لدينا وثلئق و أدلى تتبث دلك و ان شاء الله الحق بهدا الموضوع صورا عن الوثائق المكتوبة على الجلد و الكتان من سنة 1600 الى 1953 و ان العلامة ابن خلدون في المجلد 11 و الثاني عشر قد دكر فرجيوة عدة مرات و من مصادر شفوية عن الاجداد و كبار السن يقال ان المهاجر ابو دينار مدفون في مقبرة مشتة بنات عثمان ن المكان المسمى بالجنان بالقرب من قبر الحاج على الفيلالي و ان مقر اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر كانت تسجل فت منزل الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي و لا زالت الكازمة او الدهليز التي يحفظون الات البث موجودة في المطبخ او المكان المسملا بالنوالة و لا زالت موجودة لحد الان رغم الدمار المتعد الدي حل بالمكان و لا زال الشهود أحياء و هم السيد فيلالي بلقاسم و اخوه السي اسماعيل و ابناء اعمامهم عبد العالي و نعمان الدين كانو ينقلون هده الالات الى رأس جبل البور الكبير تم جبل عياط و يوم أخرج في جبل زارزة ...الخ حيث ان قادة المنطقة التانية للثورة يقطنونة في هده المشتة و يسمونها بالمكان الامن ، حيث ان زعيم الولاية ، المجاهد على كافي امضى عدة ايام في مشتة بنات عتمان، مع العلم شريف بن عناني كان من ينقل الزاد من مدينة فرجيوة من طرف السيد بن عزرين و السيد طرشي تاجران بفرجيوة يزودان الجبهة بالباس و الأطعمة بطرق سرية من عدة أماكن ، وهناك كثير من المجاهدين الدين قضوا نحبهم في الستقلال او بعدهاو مازالوا احياء و لم يسجلوا انفسهم في سجل المجاهدين ، و لا زالت اثار التعديب و الرصاص في اجسامهم و منهم من ادخل السجن أثاء الثورة ، و لا يمكن نسيان هؤلاء الاشخاص و منهم : صراط العربي ، نعمان فيلالي ، عبد العالي فيلالي ، بلقاسم فيلالي ، اسماعيل فيلالي ، عبد القادر فيلالي ،شريف بلعناني و غيرهم من من شاركوا في الثورة و لم يتحصلوا على والوثائق حيث ان سيف المهاجر ابو دينار لا يزال الى حد الان في فرجيوة و كانت تورثه عائلة الفيلالي ابا عن جد و يوجد حاليا عند احفاد الشيخ العلامة المدني الفيلالي و ان شاء الله اوزودكم بأدلة تارخية عنه

تاريخ ابناء قبيلة ال فيلالي في عهد الاستعمار الفرنسي

بسم الله الرحمن الرحيم
جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة [quote]ظهرت جمعية العلماء المسلمين على الساحة الجزائرية بعد مضي قرن من الإستعمار الفرنسي الذي ظن أنه قدأفلح في طمس الهوية الوطنية من دين و لغة حيث هدم المساجد و حول بعضها إلى كنائس و منع تعليم اللغة العربية و ضيق على النشاط الديني الذي انحسر بفعل التجهيل في بعض الشعائر أو الأنشطة الطرقية التي لا تزيد الناس إلا تخديرا.و لكي يتمكن العلماء بقيادة الإمام ابن باديس ـ رحمه الله ـ من القيام باصلاحاتهم أسسوا جمعيات و حلقات دراسية بعضها في فرنسا ذاتها بين العمال ، كما أنشؤوا مساجد خاصة ومدارس ابتدائية لتدريس العلوم الدينية والعربية قدر عددها بمائة وثلاثين مدرسة في مختلف أنحاء القطر الجزائري ، وشجعوا طلابهم على الإرتحال في طلب العلم ، إلى جامع الزيتونة والجامع الأزهر وغيرهما من الجامعات في الوطن العربي طلبا للدراسات العليا . كما أسسوا مدرسة عليا في قسنطينة وانتشر نفوذهم بصفةة عامة في المدن الصغرى . نشاط جمعية العلماء بفرجيوة و قد أسست الجمعية ببلدة فج مزالة مدرسة للتعليم العربي كان يديرها و يدرس بها الشهيد محمد شوارفة و الشيخ عبد المجيد حيرش.كما أسست مدرسة أخرى بمشتى عين الدفلى كان يديرها و يدرس بها الشيخ خليلي البشير.و قد تشرفت بلدة فج مزالة بزيارة الإمام العلامة الشيخ الشير الإبراهيمي رحمه الله حيث ألقى درسا بمسجدها العتيق و الوحيد آنذاك.يذكر الإما ابن باديس في معرض سرده لتلاميذ الجمعية أسماء ثلاثة من أبناء منطقة فرجيوةهم:الطاهر بن يخلف ، و محمد بن الشيخ المطيش ، ومحمد شوارفة.و قد ذكر لنا الشيخ محمد يحي أنه درس على يد الإمام ابن باديس حوالي خمسين يوما بالجامع الأخضر بقسنطينة.و ذكر الشيخ محمد خير الدين الكاتب العام للجمعية في مذكراته عند تطرقه لقائمة الشيوخ الذين اعتمدتهم الجمعية للخروج من أجل الوعظ خلال شهري أوت و سبتمبر لسنة 1954 الشيخ سليمان بشنون مكلفا بمنطقة فج مزالة. طلبة منطقة فرجيوة بمعهد ابن باديس بقسنطينة إسم الطالب مكان السكن ملاحظة سراط السعيد بنات عثمان شهيدسراط محمد بنات عثمان ـ ــــــبوحنة مسعود قلالة شهيدعبد الرزاق أحمد غار الزيتون مدير مدرسة متوفىبو السكين البشير أولاد بوقرة مدير متوسطة متقاعداحريش علي الربع شهيدفيلالي محمد بنات عثمان شهيدمرمول البشير سخيفة أستاذ جامعي متقاعدلطرش الشريف الربع مدير مدرسة متوفىفيلالي اعمر بنات عثمان حارس متوسطة متوفىبلحامدي الطالب سيدي مدور تاجر متوفىبن جدو المختار عياض معلم متوفىحدمسعود مسعود القندولة مدير مدرسة متقاعد حدمسعود أحمد القندولة شهيــــد سيدي عيسى سليمان الربع ــــــــــــــــبن شريف السعيد عين الدفلى معلم متقاعدسويوط مسعود بني قشة ــــــــــــــــــــبوذراع أحمد بني قشة ـــــــــمكرود مسعود منتورة ـــــــــــــــــقشي الصديق بني قشة مدير مدرسة متقاعدملاحظة : هذه نبذة عن نشاط جمعية العلماء المسلمين و شيوخها و تلاميذها بمنطقة فرجيوة سجلتها اعتمادا على شهادة والدي الشفوية ، وأدعو كل من له اهتمام بالموضوع أن يبادر لتسجيل و جمع ما لأمكنه من معلومات و شهادات حفاظا على الذاكرة الجماعية للمنطقة نشاط جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة مُساهمة من طرف alidz في الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 20:19 في مشتة بنات عثمان ، كانت مدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و قد دشنت من طرف نائب رئيس الجمعية العلامة البشير الابراهيمي و تخرج منها عدة طلبة تابعوا دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ، و بعد تخرجهم أكملوا دراسنهم بجامع الزيتونة بتونس ، و بعد تحصلهن على شهادة النخرج ، انتقلوا الى جامع الازهر و أكملوا دراسنهم هنتك و منهم الشيخ الاسناد الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي، و المختالر الفيلالي ، الدي كان امام بعدة مسجاد و أخرها مسجد المنصورة بقسنطينة و أخوه عمار الفيلالي الدي كان امام في مسجد السوق و تخرج عل يده عدة شيوج بمسجد السويقة بقسنطيمة ، و الاسناد محمد الفيلالي ابن المدني الدي كان استاد في عدة كدارس تابعة لجمعية العلماء ، منهت مدرسة الاغواط للبنات ، ثم حول الى مدرسة باتنة ، و عند اندلاع الثورة النحق بصفوف جيش التحرير الوطني و عدد من الطلبة الدين خرجوا من هده المدرسة ملاحظة : نعلمكم ان الكاتب العام لبوعكاز حاكم منطقة فرجيوة و هو القاضي الفيلالي ابن الفيلالي و قد ورثوا هده الوظيفة ابا عن جد كمد دخول الاترتك الى قسنطينة و لدينا وثلئق و أدلى تتبث دلك و ان شاء الله الحق بهدا الموضوع صورا عن الوثائق المكتوبة على الجلد و الكتان من سنة 1600 الى 1953 و ان العلامة ابن خلدون في المجلد 11 و الثاني عشر قد دكر فرجيوة عدة مرات و من مصادر شفوية عن الاجداد و كبار السن يقال ان المهاجر ابو دينار مدفون في مقبرة مشتة بنات عثمان ن المكان المسمى بالجنان بالقرب من قبر الحاج على الفيلالي و ان مقر اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر كانت تسجل فت منزل الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي و لا زالت الكازمة او الدهليز التي يحفظون الات البث موجودة في المطبخ او المكان المسملا بالنوالة و لا زالت موجودة لحد الان رغم الدمار المتعد الدي حل بالمكان و لا زال الشهود أحياء و هم السيد فيلالي بلقاسم و اخوه السي اسماعيل و ابناء اعمامهم عبد العالي و نعمان الدين كانو ينقلون هده الالات الى رأس جبل البور الكبير تم جبل عياط و يوم أخرج في جبل زارزة ...الخ حيث ان قادة المنطقة التانية للثورة يقطنونة في هده المشتة و يسمونها بالمكان الامن ، حيث ان زعيم الولاية ، المجاهد على كافي امضى عدة ايام في مشتة بنات عتمان، مع العلم شريف بن عناني كان من ينقل الزاد من مدينة فرجيوة من طرف السيد بن عزرين و السيد طرشي تاجران بفرجيوة يزودان الجبهة بالباس و الأطعمة بطرق سرية من عدة أماكن ، وهناك كثير من المجاهدين الدين قضوا نحبهم في الستقلال او بعدهاو مازالوا احياء و لم يسجلوا انفسهم في سجل المجاهدين ، و لا زالت اثار التعديب و الرصاص في اجسامهم و منهم من ادخل السجن أثاء الثورة ، و لا يمكن نسيان هؤلاء الاشخاص و منهم : صراط العربي ، نعمان فيلالي ، عبد العالي فيلالي ، بلقاسم فيلالي ، اسماعيل فيلالي ، عبد القادر فيلالي ،شريف بلعناني و غيرهم من من شاركوا في الثورة و لم يتحصلوا على والوثائق حيث ان سيف المهاجر ابو دينار لا يزال الى حد الان في فرجيوة و كانت تورثه عائلة الفيلالي ابا عن جد و يوجد حاليا عند احفاد الشيخ العلامة المدني الفيلالي و ان شاء الله اوزودكم بأدلة تارخية عنه

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
من أمجاد الثورة بمدينة فج مزالة << ولا تحسبن الدين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون >> اشرأبت مطامع فرتسا لجزائرنا الفتية و موقعها المغري ، فلفقت التهم و نسجت الأكاديب وخلقت منها مبررا كافيا لوطء و احتلال أرضها و الانتفاع بخيراتها و كنوزها ، و الاضطهاط و الركوع و الانصياع وراء الكلام المزيف لكنه أبي رفض الدل و الهوان ، وفجر البركان فانسكب منه الغضب و ثار في وجهها بثوراث متقدة أوقدوها قي كل شبر من أرض الجزائر ، و لم تهدأ هدأة الشعب الغاضب حت هل نوفمبر بمشعله الوهاج حمله رجالا وحدت كلمتهم و قويت عزيمتهم و أيمانهم و شد جأشهم فأشعلوها ثورة حامية أوصلت ألسنة لهيبها الى كل أنحاء المعمورة ، و لم تخمد حتى انسحب الطغاة خاسرين يجرون اديال الخيبة و الفشل فماضي الجزائر العريق المعبأ بالبطولة و ألامجاد جزء من المواطن الجزائري الحر ، لدلك يجدر به أن يمجد و يدكر لأن الدكرى تنفع الصامتين و نسطر دكريات كفاحنا المرير و تضحيات شعبنا الكثيرة ، لنتباها بها أمام الشعوب و لتكون نبراسا للمستضعفيين من العالم و قدوة للأجيل المتداركة عبر الأعصار و الأمصار ومن بين آلاف الشهداء الأشداء نستشف بطلا عملاقا مخلصا لبى النداء و بلغ الرسالة و فضل الموت مقابل الحياة للجيل المستقبل انه المكافح الفد ، و الامام الجليل و القاضي العادل : الشهيدمحمد الطاهر فيلالي ولد الشهيد في بلدية فرجيوة ، في عام 1912 ، شب بين ربوعها و تلقى فيها دروس على يد مشاييخ القرية حتى اشتد عوده و انتقل الى قستطينة لهل من تعاليم الشيخ عبد الحميد بن باديس و مبادئه الرشيدة ما يشبع رغبته التواقة الى مستوى علمي عال ،و بعدها ادى الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي كظابط في فرقة الخيالة ، تم رحل الى تونس لاكمال دراسته بجامع الزيتونة، و منها الى مصر ، و لما تحصل على ما كان يصبوا اليه ، رجع الى موطنه الجزائر ليكافح بجانب اخوانه الأتقياء ، حيث كان مدرسا في مدرسة جمعية العلماء في قرية بنات عثمان و اماما بمدينة فرجيوة . أقبل أطفال القرية ينهلون من العلم ما يأهلهم لمستقبل زاهر ، و لم يعبأ بتلقين المعلومات بل زاد على دلك دعوة الشباب الى الالتزام بالقويمية الوطنيةو تحريضهم على النهوض ضد الأعداء الفرنسيين و رفض العبودية كيف ما كانت شكالها ،و انضمامهم الى حزب الشعب، و تسربت رائحة التجسس و الفتنة الى أنوف العدو الماكر ، فأوقفوه بتهمة التحريض و بلبلة عقول الشباب على الكفاح ، فنفته الى عين الصفرآء عام 1945 فضل شهورا طويلة في غياهب سجونها الحارة ، و حين انقضت مدة حبسه ، عاد الى منبت فرعه و كله عزم في مواد النضال ، فجدد المدرسة و بث في نفوس تلامدتها الوعي السياسي و الشعور بالمسؤولية، حيث كان من أول من أدخل الكشافة ااسلامية الجزائرية الى منطقة فرجيوة رسالة من طرف السيد على كافي الى الشهيد محمد الطاهر فيلالي بتاريخ 3 أفريل 1958 ،و بعداندلاع الثورة سنة 1954 انضم الى صفوف المجاهدين لمشاطرة الكفاح الثوري ، و يعنبر الشهيد من أوائل المنخرطيين في جبهة النحرير الوطني و كان منزله مؤوى للمجاهدين و مخبأ كان للعتاد المستعمل في اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر ، و راح يناضل جهرا حتى ضاق العدو به درعا فألقى عليه بالقبض و زج به في سجن قسنطينة أين حكم عليه بالاعدام ، و خيل لفرنسا انها قد خمدت صوتا لا رجعة لصداه بل هو غرور مفرط فقد غرس الشهيد في قلب بلاده شجرة كفاحه ، سقاها بدمه و رعاها بقلمه و علمه حتى آخر رمق من حياته ، فأثمرة رجالا أوفياء بالعهد كانوا لفرنسا بالمرصاد ، فلقنوها دروسا و سمموا عيشها فخنعت و عكفت راجعة الى بلدها دليلة مهانة الشهيد فرحات فيلالي -1924- تدرب في الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي قبل 1954 ثم انخرط في صفوف الجبهة و أصيح مسؤولا عسكريا كومندوس – فرجيوة – القسم الخامس الشهيد مسعود فيلالي -1936- : استشهد برنية قائد مجموعة سنة -1960- بالقسم الخامس و قد شب الفتى على روح التمرد ضد الاستعمار و سلطته و رموزه فبعد حفظه القرآن الكريم و دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ، لم يجد أمامه غير سبيل الثورة التي اندفع اليها كالسهم سنة 57 بعد نشاط سياسي حثيث ضمن جبهة التحرير الوطني التي كان الانضمام اليها نمد ظهوها تلقائيا و المشاركة في نشاطها أمر طبيعي و عادي جدا ، و قد اشتهر مسعود ، مثل أخيه المختار ، بالعمليات الفدائية الجريئة ضد المواقع الحساسة للاسنعمار و المعمرين و الخونة الشهيد محمد فيلالي 1925- / ولد سنة 1925 خفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه ، انتقل ال قسنطينة فتحصل على شهادة الأهلية من معهد عبد الحميد بن باديس و منها الى تونس فتخرج بشهادة التطويع من جامع الزيتونة و جامع الازهر بالقاهرة و كان في تلك الفترة دائم الاتصال و الاسهام في ارهاصات الحركة الوطنية ،اعداد للثورة و استعدادا لها ، خاصة بعد عودته الى الوطن حيث عين معلما و مشرفا في مدينة الأغواط ، و لم يكن نشاطه في هدا الميدان يشفي غليله في مقارعة الاستعمار ، فترك مهنة التعليم و توجه ليلتحق بطاتئع نوفمبر بجبال الناحية و تدرج في المهام السياسية و العسكرية الى ان القي عليه القبض جريخا في معارك سنة 1960 فعدب تعديبا مبرحا قبل ان يعدم في الستة تفسها الشهيد مختار فيلالي – من مواليد سنة 1937 سقط في ميدان الشرف سنة 1959 بنواحي شلغوم العيد و لم تسلم جثته من المثيل بها من طرف جمود و ضباط العدو امام المواطنين في حين وصفته صحيفتا فرنسوا و لديبش بأنه من أكبر ارهابي الشرق الجزائري و لقد كان دللك فعلا بالنسبة للاحنلال الفرنسي ثار الدين سبقوه و الدين لحقوه على درب الفدى فقد كان يتسلل لتنفيد عملياته الفدائية بشتى الطرق و الوسائل منها انتحاله صفة المتسول اما ضيعات المعمريين و هو الأسلوب الدي مكنه من القضاء على بعض الطغاة منهم الشهيد يوسف فيلالي -1937- رئيس مجلس دوار اولاد كباب الشهيدطاهر فيلالي – 1939 – مسؤول رجال الدرك القسم الأول الشهيد محمد الطيب فيلالي 1932 – مسؤول التموين بفرجيوة الشهيد الهاشمي فيلالي 1935 – استشهد في جبل البور الكبير خلال عملية تمشيط واسعة قام بها العدو و تميز نشاطه النضالي في جبهة التحرير بحيوية فائقة الشهيد محمد فيلالي 1939 كانب بادارة القسم الأول الشهيد موسى فيلالي 1927 مسؤول الاتصال و الأخبار العسكرية الشهيد طاهر بن محمد فيلالي 1941 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد عبد المجيد فيلالي 1943 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد موسى فيلالي 1937 كومندوس سجن أربعة اسهر و مباسرة انضم الى جيش التحرير الشهيد معمر فيلالي 1941 كان على هدونه الظاهر يحمل في اعماقه على الظلم و القهر الاستعمار ، فلم يصبر على مواصلة الدراسة في تونس الا سنة واحدة ليلتحق بعد عودته مباشرة بجيش التحرير سنة 1957 و لم يمنعه صغر سنه من تحمل المشاق و الصعاب و تدرج في المهام ككاتب في قيادة الناحية الى ان سقط شهيدا برتبة قائد كتيبة سنة 1960 هده لـمحة مختصرة عن هؤلاء الشهداء و هي كما سبق القول تشكل عينة واحدة لآلاف مثلها في الأسر الجزائرية ، فرحم الله كل شهداء الحرية و الكرامة و الخلود لهما و العزة للوطن المفدى و على هدا الأساس فان تحرير البلاد من مخالب الطغاة قد رفعوا رايتها رجالا أوفياء عاهدوا الله عهدا وثيقا و ما بدلوا به تبديلا حتى أدركوا هدفهم فخالوا مناهم و سلموها معززة محررة لجيس الاستقرار و الحرية ليكمل المسيرة و ينمم لثورة البناء و التعمير .............. منقول Voir moins 10

هدا ما بقي منزل الشهيد محمد الطاهر فيلالي الدي كان مقرا و مأوى للمجاهدين....

بسم الله الرحمن الرحيم
من أمجاد الثورة بمدينة فج مزالة << ولا تحسبن الدين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون >> اشرأبت مطامع فرتسا لجزائرنا الفتية و موقعها المغري ، فلفقت التهم و نسجت الأكاديب وخلقت منها مبررا كافيا لوطء و احتلال أرضها و الانتفاع بخيراتها و كنوزها ، و الاضطهاط و الركوع و الانصياع وراء الكلام المزيف لكنه أبي رفض الدل و الهوان ، وفجر البركان فانسكب منه الغضب و ثار في وجهها بثوراث متقدة أوقدوها قي كل شبر من أرض الجزائر ، و لم تهدأ هدأة الشعب الغاضب حت هل نوفمبر بمشعله الوهاج حمله رجالا وحدت كلمتهم و قويت عزيمتهم و أيمانهم و شد جأشهم فأشعلوها ثورة حامية أوصلت ألسنة لهيبها الى كل أنحاء المعمورة ، و لم تخمد حتى انسحب الطغاة خاسرين يجرون اديال الخيبة و الفشل فماضي الجزائر العريق المعبأ بالبطولة و ألامجاد جزء من المواطن الجزائري الحر ، لدلك يجدر به أن يمجد و يدكر لأن الدكرى تنفع الصامتين و نسطر دكريات كفاحنا المرير و تضحيات شعبنا الكثيرة ، لنتباها بها أمام الشعوب و لتكون نبراسا للمستضعفيين من العالم و قدوة للأجيل المتداركة عبر الأعصار و الأمصار ومن بين آلاف الشهداء الأشداء نستشف بطلا عملاقا مخلصا لبى النداء و بلغ الرسالة و فضل الموت مقابل الحياة للجيل المستقبل انه المكافح الفد ، و الامام الجليل و القاضي العادل : الشهيدمحمد الطاهر فيلالي ولد الشهيد في بلدية فرجيوة ، في عام 1912 ، شب بين ربوعها و تلقى فيها دروس على يد مشاييخ القرية حتى اشتد عوده و انتقل الى قستطينة لهل من تعاليم الشيخ عبد الحميد بن باديس و مبادئه الرشيدة ما يشبع رغبته التواقة الى مستوى علمي عال ،و بعدها ادى الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي كظابط في فرقة الخيالة ، تم رحل الى تونس لاكمال دراسته بجامع الزيتونة، و منها الى مصر ، و لما تحصل على ما كان يصبوا اليه ، رجع الى موطنه الجزائر ليكافح بجانب اخوانه الأتقياء ، حيث كان مدرسا في مدرسة جمعية العلماء في قرية بنات عثمان و اماما بمدينة فرجيوة . أقبل أطفال القرية ينهلون من العلم ما يأهلهم لمستقبل زاهر ، و لم يعبأ بتلقين المعلومات بل زاد على دلك دعوة الشباب الى الالتزام بالقويمية الوطنيةو تحريضهم على النهوض ضد الأعداء الفرنسيين و رفض العبودية كيف ما كانت شكالها ،و انضمامهم الى حزب الشعب، و تسربت رائحة التجسس و الفتنة الى أنوف العدو الماكر ، فأوقفوه بتهمة التحريض و بلبلة عقول الشباب على الكفاح ، فنفته الى عين الصفرآء عام 1945 فضل شهورا طويلة في غياهب سجونها الحارة ، و حين انقضت مدة حبسه ، عاد الى منبت فرعه و كله عزم في مواد النضال ، فجدد المدرسة و بث في نفوس تلامدتها الوعي السياسي و الشعور بالمسؤولية، حيث كان من أول من أدخل الكشافة ااسلامية الجزائرية الى منطقة فرجيوة رسالة من طرف السيد على كافي الى الشهيد محمد الطاهر فيلالي بتاريخ 3 أفريل 1958 ،و بعداندلاع الثورة سنة 1954 انضم الى صفوف المجاهدين لمشاطرة الكفاح الثوري ، و يعنبر الشهيد من أوائل المنخرطيين في جبهة النحرير الوطني و كان منزله مؤوى للمجاهدين و مخبأ كان للعتاد المستعمل في اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر ، و راح يناضل جهرا حتى ضاق العدو به درعا فألقى عليه بالقبض و زج به في سجن قسنطينة أين حكم عليه بالاعدام ، و خيل لفرنسا انها قد خمدت صوتا لا رجعة لصداه بل هو غرور مفرط فقد غرس الشهيد في قلب بلاده شجرة كفاحه ، سقاها بدمه و رعاها بقلمه و علمه حتى آخر رمق من حياته ، فأثمرة رجالا أوفياء بالعهد كانوا لفرنسا بالمرصاد ، فلقنوها دروسا و سمموا عيشها فخنعت و عكفت راجعة الى بلدها دليلة مهانة الشهيد فرحات فيلالي -1924- تدرب في الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي قبل 1954 ثم انخرط في صفوف الجبهة و أصيح مسؤولا عسكريا كومندوس – فرجيوة – القسم الخامس الشهيد مسعود فيلالي -1936- : استشهد برنية قائد مجموعة سنة -1960- بالقسم الخامس و قد شب الفتى على روح التمرد ضد الاستعمار و سلطته و رموزه فبعد حفظه القرآن الكريم و دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ، لم يجد أمامه غير سبيل الثورة التي اندفع اليها كالسهم سنة 57 بعد نشاط سياسي حثيث ضمن جبهة التحرير الوطني التي كان الانضمام اليها نمد ظهوها تلقائيا و المشاركة في نشاطها أمر طبيعي و عادي جدا ، و قد اشتهر مسعود ، مثل أخيه المختار ، بالعمليات الفدائية الجريئة ضد المواقع الحساسة للاسنعمار و المعمرين و الخونة الشهيد محمد فيلالي 1925- / ولد سنة 1925 خفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه ، انتقل ال قسنطينة فتحصل على شهادة الأهلية من معهد عبد الحميد بن باديس و منها الى تونس فتخرج بشهادة التطويع من جامع الزيتونة و جامع الازهر بالقاهرة و كان في تلك الفترة دائم الاتصال و الاسهام في ارهاصات الحركة الوطنية ،اعداد للثورة و استعدادا لها ، خاصة بعد عودته الى الوطن حيث عين معلما و مشرفا في مدينة الأغواط ، و لم يكن نشاطه في هدا الميدان يشفي غليله في مقارعة الاستعمار ، فترك مهنة التعليم و توجه ليلتحق بطاتئع نوفمبر بجبال الناحية و تدرج في المهام السياسية و العسكرية الى ان القي عليه القبض جريخا في معارك سنة 1960 فعدب تعديبا مبرحا قبل ان يعدم في الستة تفسها الشهيد مختار فيلالي – من مواليد سنة 1937 سقط في ميدان الشرف سنة 1959 بنواحي شلغوم العيد و لم تسلم جثته من المثيل بها من طرف جمود و ضباط العدو امام المواطنين في حين وصفته صحيفتا فرنسوا و لديبش بأنه من أكبر ارهابي الشرق الجزائري و لقد كان دللك فعلا بالنسبة للاحنلال الفرنسي ثار الدين سبقوه و الدين لحقوه على درب الفدى فقد كان يتسلل لتنفيد عملياته الفدائية بشتى الطرق و الوسائل منها انتحاله صفة المتسول اما ضيعات المعمريين و هو الأسلوب الدي مكنه من القضاء على بعض الطغاة منهم الشهيد يوسف فيلالي -1937- رئيس مجلس دوار اولاد كباب الشهيدطاهر فيلالي – 1939 – مسؤول رجال الدرك القسم الأول الشهيد محمد الطيب فيلالي 1932 – مسؤول التموين بفرجيوة الشهيد الهاشمي فيلالي 1935 – استشهد في جبل البور الكبير خلال عملية تمشيط واسعة قام بها العدو و تميز نشاطه النضالي في جبهة التحرير بحيوية فائقة الشهيد محمد فيلالي 1939 كانب بادارة القسم الأول الشهيد موسى فيلالي 1927 مسؤول الاتصال و الأخبار العسكرية الشهيد طاهر بن محمد فيلالي 1941 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد عبد المجيد فيلالي 1943 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد موسى فيلالي 1937 كومندوس سجن أربعة اسهر و مباسرة انضم الى جيش التحرير الشهيد معمر فيلالي 1941 كان على هدونه الظاهر يحمل في اعماقه على الظلم و القهر الاستعمار ، فلم يصبر على مواصلة الدراسة في تونس الا سنة واحدة ليلتحق بعد عودته مباشرة بجيش التحرير سنة 1957 و لم يمنعه صغر سنه من تحمل المشاق و الصعاب و تدرج في المهام ككاتب في قيادة الناحية الى ان سقط شهيدا برتبة قائد كتيبة سنة 1960 هده لـمحة مختصرة عن هؤلاء الشهداء و هي كما سبق القول تشكل عينة واحدة لآلاف مثلها في الأسر الجزائرية ، فرحم الله كل شهداء الحرية و الكرامة و الخلود لهما و العزة للوطن المفدى و على هدا الأساس فان تحرير البلاد من مخالب الطغاة قد رفعوا رايتها رجالا أوفياء عاهدوا الله عهدا وثيقا و ما بدلوا به تبديلا حتى أدركوا هدفهم فخالوا مناهم و سلموها معززة محررة لجيس الاستقرار و الحرية ليكمل المسيرة و ينمم لثورة البناء و التعمير .............. منقول Voir moins 10

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
ابراهيم فيلالي رحمه الله ******************* نقلا عن الدكتور جمال ضو ************** كم من مرة فتحت التلفزيون على قناة العصر وأجد أمامي شخصا ذا سمت هاديء ..في صوته بحة غريبة...عربيته سليمة سلسة..يتكلم بألم..وهو يتحدث ويعطي شهادته للتاريخ...لم أكن أعرفه وعرفته من خلال حلقات شهادته هذه... هذا الرجل رحل بالأمس...في بلجيكا..من أراد أن يعرفه أكثر فهذه رسالته التي أرسلها منذ 5 سنوات... بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، يشرفني أن أبعث لكم بهذا المقال راجيا نشره على موقعكم، وهو موجّه للرأي العام كي يطّلع على وضعية مواطن جزائري شريف يعتزّ بوطنيته، فقد حُرم هذا المواطن من حقّه في الحصول على جواز سفر حتى يتمكّن من العودة إلى وطنه. في البداية أودّ أن أُلفت الانتباه إلى أنني لا أبتغي من هذا العرض الشهرة أو مقاصد أخرى وأنّ ما أقوله هو عبارة عن أحاسيس ومشاعر نبيلة وصادقة عمّا يخالج نفسي من تعسّف وظلم من سلطات وطني. أنا المواطن إبراهيم فيلالي، من مواليد بلدية بني والبان، ولاية سكيكدة سنة 1950، شغلتُ عدة وظائف أهمها متصرّف إداري بمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة ثمّ مدير الشؤون الدينية لولاية جيجل ثم محام. ليست لديّ أية سوابق عدلية. منفيّ في بلجيكا منذ سبعة عشرة سنة. بعد إقرار دستور 23 فيفري 1989 من طرف الشعب الجزائري والذي سمح بالتعدّدية السياسية، ظهرت في الجزائر عدة جمعيات سياسية كما كان يسميها القانون آنذاك، وتنفّس الشعب الجزائري بعد غمّ ونكد وغلق كل المجالات من طرف حكام ما كان يُعرف بالشرعية الثورية وهي منهم براء. اختار الجزائريون بحسب إرادتهم الحرة الانتماء إلى الجمعيات الناشئة والتي بلغ عددها فيما أعلم 60 جمعية أو حزبا. كمواطن حرّ الإرادة وبدون إكراه، كما تخيّل لي، اخترت الانتماء إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ كما اختار جزائريون آخرون الانتماء إلى أحزاب أخرى ناشئة وفرحنا بهذه الخطوة وعاش الجزائريون مدة عام ونصف في نعمة الحرية ودخلت الأحزاب السياسية في تنافس محموم بغية اكتساب الرأي العام وكنّا نحلم أننا نبني دولة قوية يختار شعبُها حكامه، دولة ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية كما نصّ على ذلك بيان أوّل نوفمبر. وكان حلمي دائما هو رؤية وطني شامخا، عزيزا، قويّا بالحق والعدل، مرفوع الرأس بين أمم الدنيا، ومازال هذا الحلم يراودني حتى هذه اللحظة. لماذا؟ لأنّ شعبنا يستحقّ أن يعيش في هذه الدولة الحلم بكل جدارة واستحقاق بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه من أجل افتكاك حريته من المحتلّ الغاصب وقد دفعتْ عائلتي ثمنا باهظا سواء في الأرواح أو الممتلكات. كيف لشخص مثلي نشأ وتربّى وسط عائلة جهاد وكفاح ورافق وهو طفل صغير أبطال الجزائر أن لا يحلم بجزائر حرة قوية وفية للتضحيات الجسام وللشهداء؟ ولذلك أرجو أن يسمح لي القراء بإلقاء بعض الضوء على جانب من حياتي والتعريف بشخصي الضعيف وليس هذا من باب حبّ الشهرة أو تزكية النفس فالله أعلم بالمقصود من هذا الموضوع. انتمي إلى عائلة شريفة معروفة في الشمال القسنطيني بمقاومتها للظلم والطغيان، فقد قاوم أجدادي الاستبداد وطغيان بعض حكام الأتراك العثمانيين، ثم مقاومة الاحتلال الفرنسي، لِما كان لها من نفوذ روحي واجتماعي، وهي عائلة بن بغريش، فأحد أجدادي هو المرابط بغريش الذي قاد مقاومة مسلّحة عنيفة سنة 1862 في منطقة الحرُّوش وسكيكدة، ساندته فيها قبائل بني توفوت وبني والبان وغيرها من القبائل وهم أتباعه ومريديه، فقد كانت العائلة صوفية وكانت فرنسا تطلق على هذا الثائر اسم سلطان الجبل. وبالرغم من قصر المدة الزمنية لهذه المقاومة إلاّ أنها كانت مثل مقاومة المقراني وبلحداد وغيرهما من الثورات، وقد استمرّت العائلة في التعليم ونشر الوعي الديني بالطريقة الصوفية المعروفة آنذاك إلى قيام الثورة المسلحة، وقد شاهدت آخر حلقات الذكر في الجامع الملاصق لبيتنا عام 1955. أما في العهد الحديث، عهد المقاومة السياسية، فقد كان أحد أبناء عمومة أبي رحمه الله هو الرجل الثاني في الحركة الوطنية، بعد مصالي الحاج رحمه الله، وهو المرحوم مبارك فيلالي المعروف باسم عبد الله وَهُمَا، أي مصالي وفيلالي، من أسّسا حزب الشعب الجزائري يوم 11 مارس 1937. وأنا في سن الخامسة من العمر عشتُ وشاهدتُ ما تشيب له الولدان من طرف الاحتلال الفرنسي ولا يتّسع المجال لتسجيل هذه المشاهدات ولكني أذكر بعضها وباختصار شديد. بعد اندلاع الثورة المباركة كان بيت أبي رحمه الله، المناضل القديم في حزب الشعب الجزائري، مركزا من أهم مراكز الثورة في الولاية الثانية، "زكرانة"، وكان المسؤول عن المركز شقيق أبي، عمي الشهيد محمد فيلالي رحمه الله. بالإضافة على إشرافه على المركز من حيث التموين وإعداد الطعام للمجاهدين والإيواء كان عمّي رحمه الله مسؤولا سياسيا لجبهة وجيش التحرير وكان قاضيا للثورة يفصل في الخصومات وكان ذا سمعة كبيرة ويلقى الاحترام من الجميع، وكنت أراه يحمل سلاحا خفيفا، عبارة عن مسدّس، والشيء الذي مازال يحزننا أننا لم نعرف كيف وأين استشهد. رحمك الله أيها العمّ الشهيد. وقد شاهدتُ في بداية الثورة الشهيد زيغود يوسف رحمه الله وهو يقف في مكان مرتفع قليلا وسط ساحة بيت العائلة وبجانبه لخضر بن طوبال والشهيد يخطب في جمع كبير من سكان المنطقة يحرّضهم على الالتفاف حول الثورة وأتذكر جيدا أن التجمّع كان ليلا بعد المغرب بقليل وفي نهاية التجمّع انطلقت الزغاريد وترديد نشيد فداء الجزائر روحي ومالي... وبعد اشتداد المعارك تعرّض المركز إلى الحرق والتدمير، ثم يجدّد بناؤه ثم يدّمر من جديد عدة مرات، ومن أغلى وأثمن ما كان فيه المكتبة التي أحرِقت عن آخرها، وقد كانت تحتوي على مخطوطات وكتب قيّمة حتى أنّ المرحوم المجاهد صهرنا محمد رويبح المدعو بلمرخي لما اطّلع عليها وهو خريج معهد بن باديس بقسنطينة قال لي بعد الاستقلال أنّ المكتبة التي كانت عندكم لم أر مثلها في قسنطينة. وشاهدت بأمّ عيني ذات صباح كيف كان علي كافي وهو يمتطي حصانا وسلاحه أمامه وقد أوقظ من النوم مسرعا والمجاهدون من حوله يحرسونه ليهرّبوه إلى الغابة المجاورة حيث علمت قوات الاحتلال بوجوده في المركز، وبعد مدة قليلة حاصرت قوات الاحتلال المركز ونشبت معركة بين من تبقّى من المجاهدين وقوات الاحتلال ونجا علي كافي. ومن المعارك التي وقعت بالمركز والتي أتذكّرها جيّدا، لا أدري العام بالضبط ولكن في يوم شتوي ممطر نشبت معركة استمرت يوما كاملا بعد أن أجلى المجاهدون النساء والأطفال وكانت نتيجتها آنذاك أكثر من مائة قتيل في صفوف القوات الفرنسية ولم يسقط ولا شهيد واحد. ومن قادة الثورة الذين رأيتُهم مصطفى بن عودة الذي كان يحب الإقامة بمركز بني صبيح المجاور عند أحد أصدقائه. ومن القادة أيضا المجاهد إبراهيم حشاني الذي كان يجنّد الشباب للالتحاق بالثورة وممّن جنّدهم أحد أعمامي هو أخي المجاهد عبد الله فيلالي ومازال على قيد الحياة وهو الوحيد ممّن بقي من أفراد العائلة ويقيم بمدينة قسنطينة في شقة من غرفتين دخلها يوم استقلّت البلاد ومازال فيها إلى اليوم وهو بالمناسبة ابن أخت المناضل الكبير الحسين بن الميلي الصديق الشخصي لبوضياف وعبان رمضان. ومن ذكريات الطفولة الجميلة أن كان هناك في المركز مجاهدان شابّان كلّهما حيوية ونشاط كان أحدهما يُدعى حمّادي والآخر حمّودي ونحن صغار كانت تختلط علينا الأسماء من قام بهذا العمل فيقول أحدنا حمّادي ويقول الآخر حمّودي. وكان حمّادي يصعد إلى جبل المسيد وتنطلق حنجرته بالأناشيد الوطنية والحماسية حتى يُسمع صداها على نطاق واسع وأظنّ أنّ الشهيدين الشابّين هما حمّادي كرومة وحمّودي حمروش رحمهما الله. ومن المواقف الرائعة التي تُسجّل بأحرف من ذهب والتي لا أنساها أبدا ذلك الذي رأيته بأمّ عيني من الشهيد البطل مصطفى فيلالي وهو بالمناسبة ليس من العائلة وإنما من منطقة مجاورة تسمى أولاد محمد فقد تزوّج حديثا وكان عريسا وجاء بزوجته لتقيم معنا في المركز. ذات صباح اقتربت القوات الفرنسية من المركز وكان الشهيد يحمل في يديه أناء فيه ماء بغرض الوضوء للصلاة فقالت له الوالدة رحمها الله يا سي مصطفى العسكر اقترب فتحرّك، فقال لها رحمه الله، إذا تركتُ الصلاة فسأترك الجهاد ثم توضّأ وصلّى في هدوء ثم انصرف والتحق بإخوانه المجاهدين. رحمك الله يا سي مصطفى وأعتقد أنّ حيّ فيلالي بقسنطينة اليوم يحمل اسم الشهيد البطل. ومن المعارك الهامّة التي قادها أحد أفراد العائلة، أحد الأعمام وهو المرحوم الشهيد سيدي محمود فيلالي، بوسط مدينة حامّة بوزيان قرب مدينة قسنطينة حيث قاد معركة وسط النهار بعد وشاية من صاحب المنزل الذي كان المجاهدون مجتمعين فيه، وكانت معركة بطولية بحقّ استبسل فيها المجاهدون وكبّد العدو خسائر كبيرة ولا أدري تاريخها بالضبط ولكن اللوح التذكاري للمعركة موجود وفيه التفاصيل. وقبل استشهاد سيدي محمود كان ولده البكر بلقاسم استشهد قبله هو أيضا وترك ابنا واحدا مازال على قيد الحياة ولم يستفد من الدولة الجزائرية ولا دينارا واحدا ولا سكنا ولا شيء مما يتهافت عليه القوم، فإنه ترك ثلاثة بنات كلّهن مجاهدات إضافة إلى أمهم الحاجة بيبية المجاهدة. أما والدتي رحمة الله عليها فقد كانت بمثابة المشرفة على المركز فيما يتعلّق بإعداد الطعام وكل ما يتعلّق بشؤون المجاهدين ولم تطلب بعد الاستقلال حتى شهادة اعتراف بالعضوية في جبهة وجيش التحرير الوطني وماتت ولم تأخذ شيئا من الدولة الجزائرية. ومن المشاهدات الجميلة ذلك الإيثار الذي كنا ننعم به وسط مشاهد إنسانية قمّة في النبل والكرامة يعجز القلم عن وصفها فقد كنّا يتامى ولكن كانت يد المجاهدين الحنونة علينا تنسينا بؤس اليتم وكان المجاهدون دائما يحثوننا على التعلم ودائما يردّدون على مسامعنا: أنتم مستقبل الجزائر فنحن ذاهبون وأنتم من يشيد هذا الوطن بعد الاستقلال. والشيء المتاح للتعليم آنذاك هو حفظ القرآن الكريم والكتابة ومبادئ اللغة العربية، وبالرغم من تواصل المعارك وقصف الطائرات المستمرّ فقد كنّا نحمل ألواحنا مع معلّمنا وندرس تحت الأشجار في الصيف والمغارات في الشتاء ولم نتخلّ عن التعليم رغم الظروف القاسية. في عام 1972 جاءني أحد أفراد العائلة وهو المناضل الكبير الهاشمي بغريش رفيق مصالي الحاج في سجن لامبيز وأعطاني قائمة مكتوبة بخط اليد طالبا مني طبعها على الآلة الراقنة وهذه القائمة عبارة عن عدد شهداء العائلة تحمل الأسماء وتواريخ الميلاد وتاريخ الاستشهاد لكل واحد، ووجدتُ أنّ عددهم 45 شهيدا وقد احتفظتُ بنسخة من هذه القائمة آنذاك، وأظن أنها موجودة عند أخي الدكتور صالح فيلالي. وعلى ذكر المناضل الهاشمي بغريش فقد حدّثني أنه في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي وبسبب النشاط السياسي، أدخلته فرنسا سجن الكدية بقسنطينة صحبة خاليه المناضلين عبد الله فيلالي وسي المكي فيلالي وكان الثلاثة يقطنون بحي السويقة الشعبى بمدينة قسنطينة. قال: ولمّا خرجنا من السجن، وفي طريقنا إلى منزلنا، كان الناس على طول الطريق يشيرون إلينا ويستهزئون بنا ويردّدون هؤلاء الثلاثة أخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر. هكذا نشأت وترعرعت في هذا الوسط الذي جعلني أحلم بطوباوية زائدة عن اللزوم، أحلم بوطن ليس ككل الأوطان، وطن فديناه بكلّ ما نملك، وطن الشهداء، وطن الكرامة. جاء الاستقلال نتيجة التضحيات آنفة الذكر وفرحنا وسعدنا وتعلّمنا، وشخصيا تحصلّت على شهادة الليسانس في الحقوق وتوظّفت وعملت كإطار في الدولة الجزائرية، وفتح المجال السياسي كما سبقت الإشارة وانخرطتُ في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحصل ما حصل، حتى وجدت نفسي في معتقل عين أمقل في دولة رئيسها علي كافي الذي نام في بيتنا ذات يوم. في عين أمقل، حُشرنا كما تُحشر الحيوانات بالقرب من مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد إطلاق سراحي رفضت السلطات إعادتي إلى منصبي في العمل فالتحقتُ بسلك المحاماة وبعد نهاية التدريب تسارعت الأحداث واعتقلتُ من جديد على يد مصالح الأمن العسكري في ظروف يعجز القلم عن وصفها، حيث تمّ وضعنا في زنزانات منفردة هي أقرب للقبر منها إلى زنزانة، ومن الإخوان الذين اعتقلوا معي الأخ عبد الحميد عبادة رئيس بلدية قسنطينة، وهو من تلاميذ مالك بن نبي رحمه الله، والأخ الشهيد بلقاسم بومعزة الذي اعتُقل معنا وبعد إطلاق سراحنا أعيد اعتقاله من جديد ثم عذّبوه وقتلوه ورموا جثثه أمام سكنه. بعد 17 يوما من الاعتقال أخذوا لنا صوَرا بعد أن أصبحنا ملتحين، بعد يومين جيء بفوج آخر من المعتقلين فسألناهم عن الوضع في البلاد فأفادونا أنّ رضا مالك أصبح رئيس الحكومة وأنّ الإخوان المتّهمون في قضية المطار نفّذ فيهم حكم الإعدام وأنّ قاصدي مرباح اغتيل في كمين، وبعد أيام أُطلق سراحُنا، ولما التقينا ببعض الإخوان تفاجأوا كيف أُطلق سراحنا، وقد حدثني المرحوم الأخ نور الدين بليبل أننا كنا ننتظر خروجكم على شاشة التليفزيون لتعترفوا بأنكم أنتم من قتل قاصدي مرباح، خاصة وأنّ بيانا صادرا عن الجماعة المسلحة صدر من قسنطينة يتبنّى مقتل قاصدي مرباح، وهكذا مرّت الأيام ثم تعفّن الوضع فأصبحت الجثث المجهولة تُرمى في الشوارع فاضطررتُ إلى الخروج من الوطن وها أنا ذا في المنفى لمدة تقارب سبعة عشرة سنة. في عام 2010 أصبتُ بمرض خطير وهو مرض السرطان، عافاكم الله، وقد تكون الإصابة نتيجة مكوثي مدة زمنية في معتقل عين أمقل بجانب مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد الإصابة بهذا الداء تاقت نفسي وجال بخاطري حنين العودة إلى وطني فتقدّمت إلى قنصلية الجزائر في بروكسل بطلب الحصول على جواز سفر وذلك يوم 19 جانفى 2010، وبعد مرور عام كامل عاودتُ الاتصال فطلبوا مني إمضاء وثيقة ما يسمى بالمصالحة الوطنية فرفضتُ إمضاءها بالرغم مما أعانيه من ألم. كيف لي أن أمضي وثيقة أتنازل فيها عن مواطنتي كجزائري شريف يعتزّ بوطنيته وكرامته خير من الكثير ممن هم في السلطة؟ ومازلت أنتظر إلى اليوم. هذه حالتي وأرجو من يقرأ هذا الكلام أن يدعو لي بالشفاء. إبراهيم فيلالي بروكسل، يوم 28 جانفي 2011

مسيرة الاستاد ابراهيم ال فيلالي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
ابراهيم فيلالي رحمه الله ******************* نقلا عن الدكتور جمال ضو ************** كم من مرة فتحت التلفزيون على قناة العصر وأجد أمامي شخصا ذا سمت هاديء ..في صوته بحة غريبة...عربيته سليمة سلسة..يتكلم بألم..وهو يتحدث ويعطي شهادته للتاريخ...لم أكن أعرفه وعرفته من خلال حلقات شهادته هذه... هذا الرجل رحل بالأمس...في بلجيكا..من أراد أن يعرفه أكثر فهذه رسالته التي أرسلها منذ 5 سنوات... بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، يشرفني أن أبعث لكم بهذا المقال راجيا نشره على موقعكم، وهو موجّه للرأي العام كي يطّلع على وضعية مواطن جزائري شريف يعتزّ بوطنيته، فقد حُرم هذا المواطن من حقّه في الحصول على جواز سفر حتى يتمكّن من العودة إلى وطنه. في البداية أودّ أن أُلفت الانتباه إلى أنني لا أبتغي من هذا العرض الشهرة أو مقاصد أخرى وأنّ ما أقوله هو عبارة عن أحاسيس ومشاعر نبيلة وصادقة عمّا يخالج نفسي من تعسّف وظلم من سلطات وطني. أنا المواطن إبراهيم فيلالي، من مواليد بلدية بني والبان، ولاية سكيكدة سنة 1950، شغلتُ عدة وظائف أهمها متصرّف إداري بمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة ثمّ مدير الشؤون الدينية لولاية جيجل ثم محام. ليست لديّ أية سوابق عدلية. منفيّ في بلجيكا منذ سبعة عشرة سنة. بعد إقرار دستور 23 فيفري 1989 من طرف الشعب الجزائري والذي سمح بالتعدّدية السياسية، ظهرت في الجزائر عدة جمعيات سياسية كما كان يسميها القانون آنذاك، وتنفّس الشعب الجزائري بعد غمّ ونكد وغلق كل المجالات من طرف حكام ما كان يُعرف بالشرعية الثورية وهي منهم براء. اختار الجزائريون بحسب إرادتهم الحرة الانتماء إلى الجمعيات الناشئة والتي بلغ عددها فيما أعلم 60 جمعية أو حزبا. كمواطن حرّ الإرادة وبدون إكراه، كما تخيّل لي، اخترت الانتماء إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ كما اختار جزائريون آخرون الانتماء إلى أحزاب أخرى ناشئة وفرحنا بهذه الخطوة وعاش الجزائريون مدة عام ونصف في نعمة الحرية ودخلت الأحزاب السياسية في تنافس محموم بغية اكتساب الرأي العام وكنّا نحلم أننا نبني دولة قوية يختار شعبُها حكامه، دولة ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية كما نصّ على ذلك بيان أوّل نوفمبر. وكان حلمي دائما هو رؤية وطني شامخا، عزيزا، قويّا بالحق والعدل، مرفوع الرأس بين أمم الدنيا، ومازال هذا الحلم يراودني حتى هذه اللحظة. لماذا؟ لأنّ شعبنا يستحقّ أن يعيش في هذه الدولة الحلم بكل جدارة واستحقاق بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه من أجل افتكاك حريته من المحتلّ الغاصب وقد دفعتْ عائلتي ثمنا باهظا سواء في الأرواح أو الممتلكات. كيف لشخص مثلي نشأ وتربّى وسط عائلة جهاد وكفاح ورافق وهو طفل صغير أبطال الجزائر أن لا يحلم بجزائر حرة قوية وفية للتضحيات الجسام وللشهداء؟ ولذلك أرجو أن يسمح لي القراء بإلقاء بعض الضوء على جانب من حياتي والتعريف بشخصي الضعيف وليس هذا من باب حبّ الشهرة أو تزكية النفس فالله أعلم بالمقصود من هذا الموضوع. انتمي إلى عائلة شريفة معروفة في الشمال القسنطيني بمقاومتها للظلم والطغيان، فقد قاوم أجدادي الاستبداد وطغيان بعض حكام الأتراك العثمانيين، ثم مقاومة الاحتلال الفرنسي، لِما كان لها من نفوذ روحي واجتماعي، وهي عائلة بن بغريش، فأحد أجدادي هو المرابط بغريش الذي قاد مقاومة مسلّحة عنيفة سنة 1862 في منطقة الحرُّوش وسكيكدة، ساندته فيها قبائل بني توفوت وبني والبان وغيرها من القبائل وهم أتباعه ومريديه، فقد كانت العائلة صوفية وكانت فرنسا تطلق على هذا الثائر اسم سلطان الجبل. وبالرغم من قصر المدة الزمنية لهذه المقاومة إلاّ أنها كانت مثل مقاومة المقراني وبلحداد وغيرهما من الثورات، وقد استمرّت العائلة في التعليم ونشر الوعي الديني بالطريقة الصوفية المعروفة آنذاك إلى قيام الثورة المسلحة، وقد شاهدت آخر حلقات الذكر في الجامع الملاصق لبيتنا عام 1955. أما في العهد الحديث، عهد المقاومة السياسية، فقد كان أحد أبناء عمومة أبي رحمه الله هو الرجل الثاني في الحركة الوطنية، بعد مصالي الحاج رحمه الله، وهو المرحوم مبارك فيلالي المعروف باسم عبد الله وَهُمَا، أي مصالي وفيلالي، من أسّسا حزب الشعب الجزائري يوم 11 مارس 1937. وأنا في سن الخامسة من العمر عشتُ وشاهدتُ ما تشيب له الولدان من طرف الاحتلال الفرنسي ولا يتّسع المجال لتسجيل هذه المشاهدات ولكني أذكر بعضها وباختصار شديد. بعد اندلاع الثورة المباركة كان بيت أبي رحمه الله، المناضل القديم في حزب الشعب الجزائري، مركزا من أهم مراكز الثورة في الولاية الثانية، "زكرانة"، وكان المسؤول عن المركز شقيق أبي، عمي الشهيد محمد فيلالي رحمه الله. بالإضافة على إشرافه على المركز من حيث التموين وإعداد الطعام للمجاهدين والإيواء كان عمّي رحمه الله مسؤولا سياسيا لجبهة وجيش التحرير وكان قاضيا للثورة يفصل في الخصومات وكان ذا سمعة كبيرة ويلقى الاحترام من الجميع، وكنت أراه يحمل سلاحا خفيفا، عبارة عن مسدّس، والشيء الذي مازال يحزننا أننا لم نعرف كيف وأين استشهد. رحمك الله أيها العمّ الشهيد. وقد شاهدتُ في بداية الثورة الشهيد زيغود يوسف رحمه الله وهو يقف في مكان مرتفع قليلا وسط ساحة بيت العائلة وبجانبه لخضر بن طوبال والشهيد يخطب في جمع كبير من سكان المنطقة يحرّضهم على الالتفاف حول الثورة وأتذكر جيدا أن التجمّع كان ليلا بعد المغرب بقليل وفي نهاية التجمّع انطلقت الزغاريد وترديد نشيد فداء الجزائر روحي ومالي... وبعد اشتداد المعارك تعرّض المركز إلى الحرق والتدمير، ثم يجدّد بناؤه ثم يدّمر من جديد عدة مرات، ومن أغلى وأثمن ما كان فيه المكتبة التي أحرِقت عن آخرها، وقد كانت تحتوي على مخطوطات وكتب قيّمة حتى أنّ المرحوم المجاهد صهرنا محمد رويبح المدعو بلمرخي لما اطّلع عليها وهو خريج معهد بن باديس بقسنطينة قال لي بعد الاستقلال أنّ المكتبة التي كانت عندكم لم أر مثلها في قسنطينة. وشاهدت بأمّ عيني ذات صباح كيف كان علي كافي وهو يمتطي حصانا وسلاحه أمامه وقد أوقظ من النوم مسرعا والمجاهدون من حوله يحرسونه ليهرّبوه إلى الغابة المجاورة حيث علمت قوات الاحتلال بوجوده في المركز، وبعد مدة قليلة حاصرت قوات الاحتلال المركز ونشبت معركة بين من تبقّى من المجاهدين وقوات الاحتلال ونجا علي كافي. ومن المعارك التي وقعت بالمركز والتي أتذكّرها جيّدا، لا أدري العام بالضبط ولكن في يوم شتوي ممطر نشبت معركة استمرت يوما كاملا بعد أن أجلى المجاهدون النساء والأطفال وكانت نتيجتها آنذاك أكثر من مائة قتيل في صفوف القوات الفرنسية ولم يسقط ولا شهيد واحد. ومن قادة الثورة الذين رأيتُهم مصطفى بن عودة الذي كان يحب الإقامة بمركز بني صبيح المجاور عند أحد أصدقائه. ومن القادة أيضا المجاهد إبراهيم حشاني الذي كان يجنّد الشباب للالتحاق بالثورة وممّن جنّدهم أحد أعمامي هو أخي المجاهد عبد الله فيلالي ومازال على قيد الحياة وهو الوحيد ممّن بقي من أفراد العائلة ويقيم بمدينة قسنطينة في شقة من غرفتين دخلها يوم استقلّت البلاد ومازال فيها إلى اليوم وهو بالمناسبة ابن أخت المناضل الكبير الحسين بن الميلي الصديق الشخصي لبوضياف وعبان رمضان. ومن ذكريات الطفولة الجميلة أن كان هناك في المركز مجاهدان شابّان كلّهما حيوية ونشاط كان أحدهما يُدعى حمّادي والآخر حمّودي ونحن صغار كانت تختلط علينا الأسماء من قام بهذا العمل فيقول أحدنا حمّادي ويقول الآخر حمّودي. وكان حمّادي يصعد إلى جبل المسيد وتنطلق حنجرته بالأناشيد الوطنية والحماسية حتى يُسمع صداها على نطاق واسع وأظنّ أنّ الشهيدين الشابّين هما حمّادي كرومة وحمّودي حمروش رحمهما الله. ومن المواقف الرائعة التي تُسجّل بأحرف من ذهب والتي لا أنساها أبدا ذلك الذي رأيته بأمّ عيني من الشهيد البطل مصطفى فيلالي وهو بالمناسبة ليس من العائلة وإنما من منطقة مجاورة تسمى أولاد محمد فقد تزوّج حديثا وكان عريسا وجاء بزوجته لتقيم معنا في المركز. ذات صباح اقتربت القوات الفرنسية من المركز وكان الشهيد يحمل في يديه أناء فيه ماء بغرض الوضوء للصلاة فقالت له الوالدة رحمها الله يا سي مصطفى العسكر اقترب فتحرّك، فقال لها رحمه الله، إذا تركتُ الصلاة فسأترك الجهاد ثم توضّأ وصلّى في هدوء ثم انصرف والتحق بإخوانه المجاهدين. رحمك الله يا سي مصطفى وأعتقد أنّ حيّ فيلالي بقسنطينة اليوم يحمل اسم الشهيد البطل. ومن المعارك الهامّة التي قادها أحد أفراد العائلة، أحد الأعمام وهو المرحوم الشهيد سيدي محمود فيلالي، بوسط مدينة حامّة بوزيان قرب مدينة قسنطينة حيث قاد معركة وسط النهار بعد وشاية من صاحب المنزل الذي كان المجاهدون مجتمعين فيه، وكانت معركة بطولية بحقّ استبسل فيها المجاهدون وكبّد العدو خسائر كبيرة ولا أدري تاريخها بالضبط ولكن اللوح التذكاري للمعركة موجود وفيه التفاصيل. وقبل استشهاد سيدي محمود كان ولده البكر بلقاسم استشهد قبله هو أيضا وترك ابنا واحدا مازال على قيد الحياة ولم يستفد من الدولة الجزائرية ولا دينارا واحدا ولا سكنا ولا شيء مما يتهافت عليه القوم، فإنه ترك ثلاثة بنات كلّهن مجاهدات إضافة إلى أمهم الحاجة بيبية المجاهدة. أما والدتي رحمة الله عليها فقد كانت بمثابة المشرفة على المركز فيما يتعلّق بإعداد الطعام وكل ما يتعلّق بشؤون المجاهدين ولم تطلب بعد الاستقلال حتى شهادة اعتراف بالعضوية في جبهة وجيش التحرير الوطني وماتت ولم تأخذ شيئا من الدولة الجزائرية. ومن المشاهدات الجميلة ذلك الإيثار الذي كنا ننعم به وسط مشاهد إنسانية قمّة في النبل والكرامة يعجز القلم عن وصفها فقد كنّا يتامى ولكن كانت يد المجاهدين الحنونة علينا تنسينا بؤس اليتم وكان المجاهدون دائما يحثوننا على التعلم ودائما يردّدون على مسامعنا: أنتم مستقبل الجزائر فنحن ذاهبون وأنتم من يشيد هذا الوطن بعد الاستقلال. والشيء المتاح للتعليم آنذاك هو حفظ القرآن الكريم والكتابة ومبادئ اللغة العربية، وبالرغم من تواصل المعارك وقصف الطائرات المستمرّ فقد كنّا نحمل ألواحنا مع معلّمنا وندرس تحت الأشجار في الصيف والمغارات في الشتاء ولم نتخلّ عن التعليم رغم الظروف القاسية. في عام 1972 جاءني أحد أفراد العائلة وهو المناضل الكبير الهاشمي بغريش رفيق مصالي الحاج في سجن لامبيز وأعطاني قائمة مكتوبة بخط اليد طالبا مني طبعها على الآلة الراقنة وهذه القائمة عبارة عن عدد شهداء العائلة تحمل الأسماء وتواريخ الميلاد وتاريخ الاستشهاد لكل واحد، ووجدتُ أنّ عددهم 45 شهيدا وقد احتفظتُ بنسخة من هذه القائمة آنذاك، وأظن أنها موجودة عند أخي الدكتور صالح فيلالي. وعلى ذكر المناضل الهاشمي بغريش فقد حدّثني أنه في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي وبسبب النشاط السياسي، أدخلته فرنسا سجن الكدية بقسنطينة صحبة خاليه المناضلين عبد الله فيلالي وسي المكي فيلالي وكان الثلاثة يقطنون بحي السويقة الشعبى بمدينة قسنطينة. قال: ولمّا خرجنا من السجن، وفي طريقنا إلى منزلنا، كان الناس على طول الطريق يشيرون إلينا ويستهزئون بنا ويردّدون هؤلاء الثلاثة أخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر. هكذا نشأت وترعرعت في هذا الوسط الذي جعلني أحلم بطوباوية زائدة عن اللزوم، أحلم بوطن ليس ككل الأوطان، وطن فديناه بكلّ ما نملك، وطن الشهداء، وطن الكرامة. جاء الاستقلال نتيجة التضحيات آنفة الذكر وفرحنا وسعدنا وتعلّمنا، وشخصيا تحصلّت على شهادة الليسانس في الحقوق وتوظّفت وعملت كإطار في الدولة الجزائرية، وفتح المجال السياسي كما سبقت الإشارة وانخرطتُ في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحصل ما حصل، حتى وجدت نفسي في معتقل عين أمقل في دولة رئيسها علي كافي الذي نام في بيتنا ذات يوم. في عين أمقل، حُشرنا كما تُحشر الحيوانات بالقرب من مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد إطلاق سراحي رفضت السلطات إعادتي إلى منصبي في العمل فالتحقتُ بسلك المحاماة وبعد نهاية التدريب تسارعت الأحداث واعتقلتُ من جديد على يد مصالح الأمن العسكري في ظروف يعجز القلم عن وصفها، حيث تمّ وضعنا في زنزانات منفردة هي أقرب للقبر منها إلى زنزانة، ومن الإخوان الذين اعتقلوا معي الأخ عبد الحميد عبادة رئيس بلدية قسنطينة، وهو من تلاميذ مالك بن نبي رحمه الله، والأخ الشهيد بلقاسم بومعزة الذي اعتُقل معنا وبعد إطلاق سراحنا أعيد اعتقاله من جديد ثم عذّبوه وقتلوه ورموا جثثه أمام سكنه. بعد 17 يوما من الاعتقال أخذوا لنا صوَرا بعد أن أصبحنا ملتحين، بعد يومين جيء بفوج آخر من المعتقلين فسألناهم عن الوضع في البلاد فأفادونا أنّ رضا مالك أصبح رئيس الحكومة وأنّ الإخوان المتّهمون في قضية المطار نفّذ فيهم حكم الإعدام وأنّ قاصدي مرباح اغتيل في كمين، وبعد أيام أُطلق سراحُنا، ولما التقينا ببعض الإخوان تفاجأوا كيف أُطلق سراحنا، وقد حدثني المرحوم الأخ نور الدين بليبل أننا كنا ننتظر خروجكم على شاشة التليفزيون لتعترفوا بأنكم أنتم من قتل قاصدي مرباح، خاصة وأنّ بيانا صادرا عن الجماعة المسلحة صدر من قسنطينة يتبنّى مقتل قاصدي مرباح، وهكذا مرّت الأيام ثم تعفّن الوضع فأصبحت الجثث المجهولة تُرمى في الشوارع فاضطررتُ إلى الخروج من الوطن وها أنا ذا في المنفى لمدة تقارب سبعة عشرة سنة. في عام 2010 أصبتُ بمرض خطير وهو مرض السرطان، عافاكم الله، وقد تكون الإصابة نتيجة مكوثي مدة زمنية في معتقل عين أمقل بجانب مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد الإصابة بهذا الداء تاقت نفسي وجال بخاطري حنين العودة إلى وطني فتقدّمت إلى قنصلية الجزائر في بروكسل بطلب الحصول على جواز سفر وذلك يوم 19 جانفى 2010، وبعد مرور عام كامل عاودتُ الاتصال فطلبوا مني إمضاء وثيقة ما يسمى بالمصالحة الوطنية فرفضتُ إمضاءها بالرغم مما أعانيه من ألم. كيف لي أن أمضي وثيقة أتنازل فيها عن مواطنتي كجزائري شريف يعتزّ بوطنيته وكرامته خير من الكثير ممن هم في السلطة؟ ومازلت أنتظر إلى اليوم. هذه حالتي وأرجو من يقرأ هذا الكلام أن يدعو لي بالشفاء. إبراهيم فيلالي بروكسل، يوم 28 جانفي 2011

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
يعتم النسيان في الجزائرنا الحبيبة على سيرة العديد من الأعلام ممن تركوا بصمات لا تمحى على المسيرة الوطنية والاصلاحية، وكانت لهم جهود كبيرة في التصدي لسياسة الاستعمار الفرنسي في تجهيل الشعب، ودق أسافين الفرقة بين أبنائه، خاصة بين الاخوة في بني ميزاب وغرداية عامة، وما الأحداث الجاهلية التي تعرفها غرداية هذه الأيام، إلا لقلة أمثال هذا الجهبذ من أولى الألباب الذين يقطعون أسباب الفتن قبل وقوعها. ولد الشيخ محمد الأخضر فيلالي في خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة عام 1906 ، وبها حفظ القرآن وتعلم مبادئ الفقه واللغة العربية، قبل أن يشد الرحال إلى سيدي عقبة أين أكمل دراسته العلمية في زاويتها الشهيرة بين سني (1926-1930)، لينتقل بعدها إلى قسنطينة حيث واصل تحصيل دراسته العليا على يد رائد النهضة الشيخ عبد الحميد ين باديس بالجامع الأخضر، ومن زملائه في الصف الشيخ الفضيل الورتلاني، وبالموازات كان الشيخ يدرس طلبة الصفوف الجديدة في المسجد ومن طلبته الشيخ لأحمد حماني والصادق حماني. لينتقل بعدها الى الاوراس مدرسا للقرآن والفقه بزاوية قرية "الدشرة الحمراء" بأريس التي أنشأتها عائلة الصالحي، والتي سبقه الشيخ مولود الزريبي الأزهري في التعليم بها، ومن أبرز تلاميذه في المدرسة بين (1928 و1930) الشيخ محمد الأمير الصالح الذي أصبح في ما بعد من إطارات الأوقاف والشؤون الدينية بالجزائر. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية اعتقل الشيخ فيلالي رفقة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وحددت إقامتهما بأفلو ولاية الاغواط في الجنوب الجزائري، وهناك إتصل بهما في عام 1940 السيد أبوبكر بن مرزوق زرباني من أعيان قبيلة المذابيح في ولاية غرداية، وطلب من الشيخ الابراهيمي ايفاد الشيخ فلالي لتنشيط حركة التعليم والاصلاح بغرداية، فكان له ذلك اذ انتقل الشيخ فيلالي الى مسجد خالد بن الوليد وبدأ خطواته الاولى في مسيرة تعليمية رائدة بغرداية . ولم يلبث أن كون ثلاث حلقات علمية على حسب مستويات الطلبة في اللغة العربية وقواعدها، والفقه الإسلامي على مذهب الإمام مالك مع تحفيظ القرآن الكريم وتعليم احكامه، ومراجعته يوميا بالنسبة لحافظيه. وكانت له حلقة عامة بعد صلاة العشاء في جامع خالد بن الوليد في كل ليلة تؤمها الجماهير من أحياء غارداية وموضوعها : الأحاديث الشريفة وشرحها، وما يستنبط منها من أحكام وحكم. أما خلال فصل الصيف والجزء الاول من فصل الخريف فينتقل بطلبته إلى الجامع العتيق بضاية بن ضحوة. الشيخ الأخضر فيلالي كما كان في الحلقات الخاصة يكون طلبته تكوينا سياسيا، وفي كل مناسبة يزرع في قلوبهم كراهية الاستعمار الفرنسي وعملائه. ومن حسنات الشيخ التي أكبرها فيك الكثير ممن عرفه توحيده للطلبة من الاباضية والمالكية في صفوف مدرسية واحدة، واستقباله لمدرسيين من علماء ودعاة الاخوة الاباضيين في مسجده لتقديم دروس ومواعظ. وكان في درسه العام ينهى أولياء البنات عن إرسال بناتهم إلى مدرسة "الأخوات البيض" تجنبا لتنصيرهن . وهو ما جلب له الكثير من التضيق من عملاء الاستعمار وجواسيسه. فأتهمته بتأييد حاملي السلاح من القطر الليبي إلى القطر الجزائري، فنفي من غرداية الى مدينة الجزائر، وبذلك فترت النهضة العلمية التي زرع بذورها في الفترة الممتدة بين 1940م -1946. عاد الشيخ المنفي من الجزائر العاصمة إلى غارداية بعد تدخلات لدى السلطات الحاكمة من بعض المقربين عندها،, وكان من ثمرات جهوده التعليمية المباركة أن صحب بنفسه أول فوج تعليمي من طلبته النجباء الى جامع الزيتونة المبارك بتونس في أكتوبر 1946، يتكون من ثلاثة أعضاء منهم الشيخ الأخضر دهمة من متليلي، ثم أتبعه بفوج ثان بعد أسابيع قليلة من 05 أعضاء ليواصلوا بعده النهوض بالحركة الإصلاحية التي أنشأها بغرداية. وأمام نجاحه التعليمي والتوعوي الباهر، بادرت السلطات الاستعمارية الفرنسية الى ابعاده مرة أخرى عن غرداية الى احدى قرى منطقة القبائل، ولكن ذلك لم يفت من عضده ولم ينكسه عن تادية رسالته التعليمية والاصلاحية التي نذر حياته في سبيلها، فترأس احدى الزوايا وبدأ فيها مسيرة التعليم والاصلاح ومحاربة البدع والشعوذة والتنصير. لينتقل بعدها إلى مدينة بوقرة ولاية البليدة كإمام وخطيب لمسجدها الجامع (المسجد العتيق) والذي شهد في عصره توسعة في 1963 ونشاط تربوي مشهود حيث كان للشيخ ـ رحمه الله ـ حلقات علم عامة وأخرى خاصة للطلبة الملتزمين، وتتلمذ على يده الكثير من أبناء المدينة والقرى القريبة، كما عرف الشيخ بجهره بكلمة الحق، ومحاربته للآفات الاجتماعية والأخلاقية، وباحتضانه لشباب الصحوة الإسلامية ومحاورتهم وتقريبهم ونصحهم. وبقي الشيخ على هذا النشاط حتى وفاته في 11 فيفري 1977 بمدينة بوقرة، حيث شيعت جثمانه وفود غفيرة، أبنه الشيخ أحمد حماني وأم صلاة الجنازة تلميذه الشيخ منور أقنيني، وحضرها العديد من العلماء والدعاة وعلى رأسهم الأستاذ الشاذلي مكي والدكتور بن تشيكو وغيرهم. وقد نظمت جمعية الارشاد والاصلاح ملتقى وطني عن حياة الشيخ فيلالي واعماله في بلدية بوقرة في نوفمبر 2006 تحت عنوان "تعريف بحياة وسيرة الشيخ الأخضر فيلالي وعلاقته بجمعية العلماء" حضره العيد من رفاقه وتلامذته. كما سمي المسجد الجامع ببوقرة، وثانوية تعليمية بغرداية باسمه، لتقتدي وتتأسى الاجيال المتعاقبة بسيرته العطرة وهمته السامقة. قال عنه تلميذه الدكتور محمد الحباس: "كان الشيخ الأخضر اصلاحا يدب في الأرض".

الشيخ الأخضر فيلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
يعتم النسيان في الجزائرنا الحبيبة على سيرة العديد من الأعلام ممن تركوا بصمات لا تمحى على المسيرة الوطنية والاصلاحية، وكانت لهم جهود كبيرة في التصدي لسياسة الاستعمار الفرنسي في تجهيل الشعب، ودق أسافين الفرقة بين أبنائه، خاصة بين الاخوة في بني ميزاب وغرداية عامة، وما الأحداث الجاهلية التي تعرفها غرداية هذه الأيام، إلا لقلة أمثال هذا الجهبذ من أولى الألباب الذين يقطعون أسباب الفتن قبل وقوعها. ولد الشيخ محمد الأخضر فيلالي في خنقة سيدي ناجي ولاية بسكرة عام 1906 ، وبها حفظ القرآن وتعلم مبادئ الفقه واللغة العربية، قبل أن يشد الرحال إلى سيدي عقبة أين أكمل دراسته العلمية في زاويتها الشهيرة بين سني (1926-1930)، لينتقل بعدها إلى قسنطينة حيث واصل تحصيل دراسته العليا على يد رائد النهضة الشيخ عبد الحميد ين باديس بالجامع الأخضر، ومن زملائه في الصف الشيخ الفضيل الورتلاني، وبالموازات كان الشيخ يدرس طلبة الصفوف الجديدة في المسجد ومن طلبته الشيخ لأحمد حماني والصادق حماني. لينتقل بعدها الى الاوراس مدرسا للقرآن والفقه بزاوية قرية "الدشرة الحمراء" بأريس التي أنشأتها عائلة الصالحي، والتي سبقه الشيخ مولود الزريبي الأزهري في التعليم بها، ومن أبرز تلاميذه في المدرسة بين (1928 و1930) الشيخ محمد الأمير الصالح الذي أصبح في ما بعد من إطارات الأوقاف والشؤون الدينية بالجزائر. وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية اعتقل الشيخ فيلالي رفقة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وحددت إقامتهما بأفلو ولاية الاغواط في الجنوب الجزائري، وهناك إتصل بهما في عام 1940 السيد أبوبكر بن مرزوق زرباني من أعيان قبيلة المذابيح في ولاية غرداية، وطلب من الشيخ الابراهيمي ايفاد الشيخ فلالي لتنشيط حركة التعليم والاصلاح بغرداية، فكان له ذلك اذ انتقل الشيخ فيلالي الى مسجد خالد بن الوليد وبدأ خطواته الاولى في مسيرة تعليمية رائدة بغرداية . ولم يلبث أن كون ثلاث حلقات علمية على حسب مستويات الطلبة في اللغة العربية وقواعدها، والفقه الإسلامي على مذهب الإمام مالك مع تحفيظ القرآن الكريم وتعليم احكامه، ومراجعته يوميا بالنسبة لحافظيه. وكانت له حلقة عامة بعد صلاة العشاء في جامع خالد بن الوليد في كل ليلة تؤمها الجماهير من أحياء غارداية وموضوعها : الأحاديث الشريفة وشرحها، وما يستنبط منها من أحكام وحكم. أما خلال فصل الصيف والجزء الاول من فصل الخريف فينتقل بطلبته إلى الجامع العتيق بضاية بن ضحوة. الشيخ الأخضر فيلالي كما كان في الحلقات الخاصة يكون طلبته تكوينا سياسيا، وفي كل مناسبة يزرع في قلوبهم كراهية الاستعمار الفرنسي وعملائه. ومن حسنات الشيخ التي أكبرها فيك الكثير ممن عرفه توحيده للطلبة من الاباضية والمالكية في صفوف مدرسية واحدة، واستقباله لمدرسيين من علماء ودعاة الاخوة الاباضيين في مسجده لتقديم دروس ومواعظ. وكان في درسه العام ينهى أولياء البنات عن إرسال بناتهم إلى مدرسة "الأخوات البيض" تجنبا لتنصيرهن . وهو ما جلب له الكثير من التضيق من عملاء الاستعمار وجواسيسه. فأتهمته بتأييد حاملي السلاح من القطر الليبي إلى القطر الجزائري، فنفي من غرداية الى مدينة الجزائر، وبذلك فترت النهضة العلمية التي زرع بذورها في الفترة الممتدة بين 1940م -1946. عاد الشيخ المنفي من الجزائر العاصمة إلى غارداية بعد تدخلات لدى السلطات الحاكمة من بعض المقربين عندها،, وكان من ثمرات جهوده التعليمية المباركة أن صحب بنفسه أول فوج تعليمي من طلبته النجباء الى جامع الزيتونة المبارك بتونس في أكتوبر 1946، يتكون من ثلاثة أعضاء منهم الشيخ الأخضر دهمة من متليلي، ثم أتبعه بفوج ثان بعد أسابيع قليلة من 05 أعضاء ليواصلوا بعده النهوض بالحركة الإصلاحية التي أنشأها بغرداية. وأمام نجاحه التعليمي والتوعوي الباهر، بادرت السلطات الاستعمارية الفرنسية الى ابعاده مرة أخرى عن غرداية الى احدى قرى منطقة القبائل، ولكن ذلك لم يفت من عضده ولم ينكسه عن تادية رسالته التعليمية والاصلاحية التي نذر حياته في سبيلها، فترأس احدى الزوايا وبدأ فيها مسيرة التعليم والاصلاح ومحاربة البدع والشعوذة والتنصير. لينتقل بعدها إلى مدينة بوقرة ولاية البليدة كإمام وخطيب لمسجدها الجامع (المسجد العتيق) والذي شهد في عصره توسعة في 1963 ونشاط تربوي مشهود حيث كان للشيخ ـ رحمه الله ـ حلقات علم عامة وأخرى خاصة للطلبة الملتزمين، وتتلمذ على يده الكثير من أبناء المدينة والقرى القريبة، كما عرف الشيخ بجهره بكلمة الحق، ومحاربته للآفات الاجتماعية والأخلاقية، وباحتضانه لشباب الصحوة الإسلامية ومحاورتهم وتقريبهم ونصحهم. وبقي الشيخ على هذا النشاط حتى وفاته في 11 فيفري 1977 بمدينة بوقرة، حيث شيعت جثمانه وفود غفيرة، أبنه الشيخ أحمد حماني وأم صلاة الجنازة تلميذه الشيخ منور أقنيني، وحضرها العديد من العلماء والدعاة وعلى رأسهم الأستاذ الشاذلي مكي والدكتور بن تشيكو وغيرهم. وقد نظمت جمعية الارشاد والاصلاح ملتقى وطني عن حياة الشيخ فيلالي واعماله في بلدية بوقرة في نوفمبر 2006 تحت عنوان "تعريف بحياة وسيرة الشيخ الأخضر فيلالي وعلاقته بجمعية العلماء" حضره العيد من رفاقه وتلامذته. كما سمي المسجد الجامع ببوقرة، وثانوية تعليمية بغرداية باسمه، لتقتدي وتتأسى الاجيال المتعاقبة بسيرته العطرة وهمته السامقة. قال عنه تلميذه الدكتور محمد الحباس: "كان الشيخ الأخضر اصلاحا يدب في الأرض".

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، الحمد لله، نحمده ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، نستمد منه العون ونرجو أن يأخذ بناصيتنا إلى الخير وإلى الصراط المستقيم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وبعد، فإنني باسمي الخاص ونيابة عن العائلة، وأعنى عائلة فيلالي وعائلة بغريش، فالعائلتين عائلة واحدة في الأصل حيث أن لقب فيلالي جاء بعد بدأ سلطات الاحتلال في تسجيلات الحالة المدنية للجزائريين وينطبق هذا الأمر على سكان دوار زكرانة بلدية بنى والبان ولاية سكيكدة ولذلك فانه لاتربطنا أية علاقة بلقب فيلالي المنتشرة في الوطن وهم كثر، اذن أرحب بهذه الوجوه النيرة الحاضرة في هذا اللقاء الأول من نوعه بمناسبة الذكرى المأوية الأولى لميلاد المناضل عبد الله فيلالي. لي الشرف الكبير، أن أتناول هذه الكلمة المختصرة في حضور الشرفاء الأوفياء لروح هذا المناضل، وأشكر القائمين على تنظيم هذه الندوة التاريخية وادعوا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم . أحدثكم عن بعض المحطات القليلة التي جمعتها من بعض أفراد العائلة، وهي في معظمها شفهية تعتمد على الذاكرة، ولذا أنوه أنه نتيجة لهذه المعطيات يصعب علي الإلمام بالتاريخ الكامل لهذه الشخصية الوطنية الهامة، ولذلك اعتذر مسبقا عن التقصير، فغيابي عن الوطن لمدة عقدين من الزمن فقدت العائلة الكثير من أفرادها في هذه الفترة وأذكر منهم شقيقي المرحوم سي المكي و سي مسعود ولويزة، كذلك أود أن أنبه أن العادة في بعض العائلات أنها تطلق اسمين على أولادها، اسم رسمي في الحالة المدنية، واسم آخر هو الشائع، في حالتنا مثلا عبد الله فيلالي اسمه الحقيقي مبارك، وأخوه سي المكي اسمه الحقيقي علي، وكذلك اسم والدي الهاشمي ويعرف باسم أحمد وهكذا... مكان الميلاد عند سفح جبل المسيد، استقرت العائلة في هذا المكان الذي يسمى زكرانة، تقول بعض الروايات أن العائلة كانت تقيم في منطقة الحويمة بالقرب من بني حميدان، وكانت تمتلك أراضي شاسعة وميسورة الحال ومازال قبر أحد الأجداد القدماء في الحويمة وقد زرته في السبعينات و وجدت كتابة على اللوح، وكعادة الشرفاء في الجزائر، القبر مبنى في قبة لا أدري هل مازالت أم لا. يبدو أن سبب الانتقال إلى هذه المنطقة الجبلية الحصينة طبيعيا كان نتيجة للهروب من الظلم المسلط على الجزائريين، وأغلب الظن أن الانتقال إلى هذا الجبل هروبا من الأتراك العثمانيين، ثم فرنسا، لأن حكايات الجدات التي مازالت ترن في أذني، كانت تروي ذلك الصراع بين باي قسنطينة وسيدي محمد بن بغريش. ثم كانت الزاوية ملجأ للفارين من الظلم العثماني وقامت هذه الزاوية بدور كبير في الانتفاضة الكبرى عام 1804 والتي من أهدافها وضع حد للهيمنة العثمانية. وعائلتنا تنحدر من عائلة عريقة في النسب، وقد اطلعت على بعض الوثائق منذ سنوات طويلة تدل على أن الجد الأكبر لها كان أميرا في المغرب، ولم يكن أقل شأنا من سيدي مبارك بن مولاي يعقوب المنصور، ترك هذا الجد الإمارة في المغرب وتفرغ للدعوة والتعليم حتى وصلت به المقادير إلى هذه المنطقة، واصل أبناءه من بعده تكوين العلماء و خصوصا بمدينة قسنطينة. حدثني المرحوم الشيخ محمد الشريف بن الوزان رحمه الله، وهو من سلالة عائلة الوزان المشهورة أن جده الأكبر وجد عائلتنا كانا صديقين، وقد أتيا معا من المغرب إلى قسنطينة حيث استقرا بها ولكن ابن بغريش اختار الخروج من المدينة واستقر بالحويمة التي تحدثت عنها قبل قليل، وقد بقيت العلاقة وثيقة بين العائلتين إلى عهد بداية ثورة نوفمبر حيث انقطع الاتصال بين العائلتين، وكغيرها من العائلات المتميزة بالعلم ونشره واصلت هذه العائلة بواسطة الزاوية رسالتها إلى عهد قريب بعد احتلال الجزائر من قبل فرنسا. شاركت هذه العائلة مشاركة فعالة في المقاومة المسلحة وقاد أحد أفراد هذه العائلة أو شيوخها مقاومة مسلحة حيث يذكر المؤرخ الشيخ المهدي بن شغيب في كتابهقسنطينة أم الحواضر في الماضي والحاضر أن ثورة قامت في الحروش و سكيكدة وقبائل بني تفوت وبني والبان بقيادة المرابط بغريش، والذي كانت تسميه فرنسا سلطان الجبل، هذا في الماضي أما في حرب التحرير الأخيرة فقد دفعت العائلة 45 شهيدا موثقة أسماؤهم، وقد جمعهم الهاشمي بغريش وتوجد نسخة من قائمة هؤلاء الشهداء لدى أخي الدكتور صالح فيلالي. إذن في زكرانة ولد المرحوم عبد الله فيلالي، في11 جويلية سنة 1913، أبوه الطيب بن علي وأمه فيلالي زينب بنت العربي قال لي الهاشمي بغريش، وهو ابن أخت المرحوم أن ولادة عبد الله فيلالي كانت غير طبيعية حيث وضعته أمه وهي واقفة حيث كانت تقوم ببعض الأشغال الفلاحية أمام منازل العائلة. تتكون عائلة فيلالي الساكنة بزكرانة من ثلاثة بيوت، بيت سي الطيب وبيت العربي، وبيت ثالث بعيد بعشرات الأمتار وهؤلاء يقال لهم عرب السواقي، لا أعرف بالضبط صلة القرابة معهم، وعلى الأرجح أن بيت العربي وهو جد أبي وبيت سي الطيب أخوين أو أبناء عمومة، ولكن الذي عشناه أن الرابطة الأسرية كانت قوية ومتينة، وكنا ونحن صغار ننادي من هو أكبر منا بكلمة سيدي، حيث لا يوجد في العائلة أمي، كلهم يعرفون القراءة والكتابة وحفظ جزء أو كل القرآن الكريم بما فيهم النساء. نشأ عبد الله فيلالي وترعرع في وسط عائلي مستقر، وقد كان له أخوان ذكور وهما سي مسعود وسي المكي، وأختان إحداهما أم الهاشمي بغريش، والثانية هي الويزة زوجة المرحوم المناضل أحمد نسبة المدعو القلاوي، وقد توفيت منذ سنتين تقريبا رحمها الله ورحم إخوتها. الهجرة إلى قسنطينة لا أعرف بالضبط تاريخ هجرة أو انتقال عبد الله وعائلته إلى قسنطينة، ويبدو أنها كانت في أواخر العشرينات من القرن الماضي يقول لي سي المكى لما زرته في العاصمة سنة 1972 أن انتقالنا الى قسنطينة كان بسبب المضايقات والحقرة التى تعرضوا لها من قبل بعض أفراد العائلة وقص علي حكايات لاأستطيع ذكرها هنا . في قسنطينة دخل عبد الله فيلالي المدرسة القرآنية سيدي فتح الله الكائنة بمقعد الحوت وسط المدينة، هو وأخوه سي المكي حفظ القرآن على يد الشيخ المشهور آنذاك الشيخ عبد الحفيظ الجنان. بدأت ملامح التطور والتغيير في حياة عبد الله فيلالي، حيث يروى أن الشيخ عبد الحفيظ الجنان و الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمهما الله، كانا صديقين ويلتقيان في الجامع الأخضر مرارا فاشتكى بن باديس رحمه الله من عدم ترتيب مكتبته وتنظيمها بسبب الأعمال الكبيرة التي كان يقوم بها الشيخ بن باديس من تدريس وخطابة والصحافة، فقد كان وقته لا يتسع لتنظيم أمور المكتبة، وطلب من صديقه عبد الحفيظ الجنان أن يرسل له أحد تلامذته النجباء ليساعده في تنظيم و ترتيب المكتبة، فأرسل له التلميذ عبد الله فيلالي الذي قام بالمهمة على أحسن وجه، وهنا وجد ضالته باطلاعه على خزائن كتب الشيخ عبد الحميد بن باديس، فبدأ بالقراءة والاطلاع خاصة الدوريات التي كانت تأتي للشيخ عبد الحميد بن باديس من المشرق العربي، ولما كانت حالة أبيه المادية لا تسمح له بمواصلة الدراسة، وكغيره من الجزائريين في تلك الفترة المظلمة بدأ العمل كحرفي قسنطينة، ثم سافر إلى فرنسا واحتك بالحركات الجمعوية خاصة النقابية منها، ويبدو أنه في هذه الفترة تعرف على مصالي الحاج كان هذا سنة 1934، وفي عام 1936 انتخب عضو إدارة نجم شمال إفريقيا وفي شهر فيفري 1937 وبعد حل نجم شمال إفريقيا شارك في المناقشات التي أدت إلى إنشاء المنظمة الوطنية الجديدة المتمثلة في حزب الشعب الجزائري. وفي صبيحة يوم 11مارس 1937 ذهب مع مصالي الحاج إلى مقر الولاية في باريس لإيداع ملف الجمعية الجديدة وهكذا أصبح عضوا مؤسسا لحزب الشعب الجزائري، رفقة معاوية عبد الكريم و مصالي الحاج. عند إلقاء القبض على مصالي الحاج في 22 أوت، تطوع عبد الله فيلالي للعودة للجزائر من أجل إعادة تنظيم إدارة الحزب حيث استطاع خلال فترة قصيرة أن يفرض نفسه كمسير حقيقي للحزب رفقة كحال ومحمد قنانش، في هذه الفترة الزمنية كانت السلطات الأمنية الفرنسية تطارده في كل مكان بما فيها مسقط رأسه، حيث حدثتني الوالدة رحمة الله عليها، أنه في عدة مرات كانت قوات الجندرمة الفرنسية تأتى إلى زكرانة للبحث عن عبد الله فيلالي، فيأتي أبى رحمه الله بصبي صغير يحمله في يديه ويقدمه للجندرمة ويقول لهم هذا هو عبد الله الموجود لدينا، وهذا الصبي اليوم هو المجاهد عبد الله فيلالي ابن سيدي رابح شيخ الطريقة الصوفية للعائلة، وابن أخت المناضل الكبير الحسين بن ألميلي رحمه الله. من كثرة تردد المرحوم وأخيه سي المكي وابن أختهما الهاشمي بغريش على السجون الفرنسية قال لي هذا الأخير أي الهاشمي، أنه في إحدى المرات لما خرجوا من السجن وكانوا يسكنون في منطقة السويقة، وهم في طريقهم إلى مسكنهم في الشارع تجمع أهل المدينة، كنا نسميهم البلدية، وأخذوا في الضحك علينا والاستهزاء بنا، ويقولون هؤلاء الأخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر، لقد كان مطلب الاستقلال في ذلك الوقت ضرب من الجنون، في شهر نوفمبر ألقي عليه القبض وسجن بسجن بابا عروج وحكم عليه بسنة سجنا وفي 14 أكتوبر1939 وغداة إعلان الحرب العالمية الثانية، اعتقل من جديد في سجن بابا عروج مع أعضاء إدارة حزب الشعب الجزائري الذي رفض التعاون مع لحكومة الفرنسية. وفي 17مارس1941 حكم عليه في نفس القضية مع مصالي الحاج، من طرف حكومة فيشي بخمسة سنوات سجن مع النفي لمدة عشرين سنة، وبعد وصول الحلفاء يوم 8 نوفمبر سنة 1942 أطلق سراحه من سجن البرواقية، وفي البرواقية كان إلى جانبه في السجن شقيقه سي المكي. وقد حدثني وهو على فراش المرض في مستشفى القليعة، أنه وأخوه وكافة المناضلين تعرضوا لإساءات فظيعة من قبل السجانين ووصف لي كيف كانوا يخرجونهم من السجن للعمل في مزارع جني العنب وكيف كان أخو عبد الله يتلوى ألما نتيجة للتعب . في شهر فيفري سنة 1943 استأنف نضاله وذلك في إطار السرية، وما بين سنة 43=45 أشرف رفقة الأمين دباغين، أحمد بودة و أحمد مزغنة على إدارة حزب الشعب في السرية. مارس نشاطه مع مصالي الحاج الذي كان مسجونا بالحراش تحت اسم مستعار، سي منصور كعضو لجنة تنظيم حزب الشعب الجزائري المكلف بالعمل السياسي بالمنطقة الوهرانية، حيث قام ودائما تحت اسم سي منصور بإعطاء كلمة السر للعمل المسلح لمنطقة وهران قبل 8 ماي 1945. في نهاية عام 1945 حضر متنكرا في زي قسيس جلسة المحاكمة التي حاكمته هو وإخوانه، حيث كان في حالة فرار في ذلك الوقت وأصر على حضور المحاكمة وتحمل كل المخاطر بما فيها إمكانية اكتشافه ، خاصة عندما نطق رئيس المحكمة بالحكم الصادر في حقه وهو الحكم بالإعدام، وما كان القاضي يدري أنه حكم على شخص موجود معه في القاعة. انتشرت الأعمال الباهرة التي قام بها عبد الله فيلالي وسط الحزب والمناضلين، حيث شوهد متنكرا كراعي غنم يتصل بالمناضلين والمسئولين المعتقلين بمراكز الشرطة، من أجل إخبارهم بتعليمات الحزب ويزودهم بأخباره أي الحزب، ومناضلو حزب الشعب في الجهة الغربية يعرفون جيدا من هو سي منصور. كما شوهد المرحوم في الجزائر العاصمة متجولا في زي رائد عسكري أمريكي والجنود يحيونه وهو يرد التحية العسكرية وبقي على هذه الحال أي متنكر في زي رائد عسكري وبهذه الصفة دخل إلى تونس عام1946. بعد الإعفاء عنه في مارس 1946 قررت الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية ترشيحه في الانتخابات بمدينة سطيف، ولكن والي ولاية قسنطينة رفض قائمة مدينة سطيف كلية، حيث ادعى بعدم قابلية الترشيح للمرشح الثاني في القائمة وهو السيد عبد الله فيلالي. لقد كان عبد الله فيلالي مثال المناضل الملتزم الصارم، و من الأمور التي حدثني عنها سي المكي رحمه الله أن شقيقه كان ذات يوم في مهمة إلى سكيكدة، وكان معه في المهمة المرحوم المناضل أحمد مزغنة ، وكان للحزب نظام متبع بما فيها مصاريف الأكل والنوم والنقل عند تناولهما طعام الغداء بالمبلغ المحدد في ذلك الوقت قال المرحوم احمد مزغنة أنا لم أشبع وأريد شيئا من الطعام، فأجابه عبد الله فيلالي، إذا أردت المزيد من الأكل ادفعه من جيبك، أما أموال الحزب فلا. بالنسبة لوالدى رحمه الله فقد كان صديق المرحوم عبد الله فيلالي وكانا يلتقيان مرارا في قسنطينة بحكم ان الوالد كان يمارس تجارة بسيطة بين الريف والمدينة وكان يحثه عل ترك هذه التجارة والانضمام للنضال من اجل تحرير الجزائر سافر أبي مع عبد الله إلى فرنسا ولم يستطع البقاء كثيرا وسرعان ما رجع إلى الجزائر، ربما بسبب ارتباطاته العائلية فقد كانت له زوجة وأولاد صغار، أما المرحوم عبد الله فقد كانت الجزائر شغله الشاغل، ولم يفكر حتى في الزواج وكان يقول إن اليوم الذي فيه 24 ساعة لا يكفيني وتمنى أن يكون الوقت أطول لينجز أعماله. رجل المهمات الصعبة إن مسؤول الجهاز السري رجل المهمات الصعبة والخطيرة استطاع أن يخلق جوا من الغموض الذي أربك العدو، ونظرا لصفات المنظم الباهر التي يتحلى بها في مجال النشاطات الغير شرعية في نظر العدو، فإن كل المناضلين في المنظمة الخاصة لوس الذين يتلقون صعوبات في مهامهم يلتجئون إليه، وفي ذلك الوقت اتخذ اسم حركي آخر هو الخفيف . بعد قضية سرقة بريد وهران، طلب منه بن بلة الذي كان مطاردا أن يتكفل بعملية تهريبه إلى فرنسا، ومنها إلى القاهرة، وكذلك الشأن بالنسبة لحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، وهذا بالرغم من أن اللجنة المركزية للحزب طلبت من خيضر الاستسلام للشرطة، إلا أن فيلالي قرر بمساعدة أمحمد يزيد نقل خيضر إلى الخارج. على اثر الخلافات الخطيرة التي نشأ ت بين مصالي والمركزيين، قرر العودة إلى السرية وفي شهر أفريل سنة 1953 ،عزل من اللجنة المركزية وأصبح منذ ذلك الوقت الركيزة الأساسية والناطق باسم مصالي الحاج. وفي 11مارس 1954 وفي نداء لمصالي الحاج يشرح فيه الخلافات مع اللجنة المركزية، كون لجنة شعبية كان على رأسها عبد الله فيلالي الذي أعطيت له كل الصلاحيات من أجل حل الأزمة بين مصالي والمركزيين. إن الانشقاق الذي تعرض له الحزب كان السبب في انعقاد مؤتمر بلجيكا من 13 إلى15 جويلية 1954 المنعقد من طرف أنصار مصالي وانتخب فيه عبد الله فيلالي كمنظم لهذا المؤتمر ثم عضو المكتب السياسي للحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية. وفي هذا المؤتمر حسب ما علمنا من بعد، قرر البدء في العمل المسلح وحدد لذلك تاريخ جانفي 1955 ولكن المقادير جرت في طريق آخر، والبقية أتركها لأهلها من الأساتذة والمجاهدين والشهود. قبل الختام أود تسجيل مآثر من الوفاء والحب لرفقاء النضال وهذا ما لمسته من سي المكي عند ذكر أحد رفاقه المناضل الكبير الوفي وهو عمار بوجريدة الذي مات في حادث مأساوى في اطار التصفيات وقد تركت طريقة وفاته أثرا في نفسية سي المكى رحمهم الله جميعا في الأخير أود أن أشير إلى أن دوار زكرانة مسقط رأس المرحوم عبد الله فيلالي، احتضن الثورة المسلحة منذ بدايتها وكان الشهيد المرحوم عمي محمد فيلالي وسيدي محمود وغيرهم من العائلة من أوائل الملتحقين بالعمل الثوري المسلح، وهنا أتذكر وأنا طفل صغير وفي إحدى ليالي الشتاء وبعد صلاة المغرب، انتظم تجمع كبير في ساحة بيتنا ضم سكان المناطق المجاورة وترأسه المرحوم الشهيد زيغود يوسف وعبد الله بن طبال، وبعد إلقاء الخطب الحماسية انتهى التجمع بترديد نشيد فداء الجزائر للشاعر مفدى زكريا وهو النشيد الرسمي للحركة الوطنية، وذكر فيه اسم مصالي الحاج بالاسم ولم نر آنذاك تشنج أو اعتراض ثم تحولت زكرانة إلى أهم مراكز الثورة في الشمال القسنطينى وشهدت معارك ضارية بين فرنسا والثوار، وممن شاهدتهم يترددون على المركز علي كافي و إبراهيم حشاني ومصطفى بن عودة واحمد غرمول ومصطفى فيلالي وحمادى كرومة وحمودى حمروش وغيرهم من الشهداء، كما ذكرت في البداية دفعت عائلتنا 45 شهيد وعلى المستوى الضيق للعائلة لم يبق من الأسرة إلا المجاهد عبد الله فيلالي أطال الله في عمره رحم الله جميع شهداء الجزائر

تاريخ المجاهد عبد الله فيلالي المدعو سي مبارك

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، الحمد لله، نحمده ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، نستمد منه العون ونرجو أن يأخذ بناصيتنا إلى الخير وإلى الصراط المستقيم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وبعد، فإنني باسمي الخاص ونيابة عن العائلة، وأعنى عائلة فيلالي وعائلة بغريش، فالعائلتين عائلة واحدة في الأصل حيث أن لقب فيلالي جاء بعد بدأ سلطات الاحتلال في تسجيلات الحالة المدنية للجزائريين وينطبق هذا الأمر على سكان دوار زكرانة بلدية بنى والبان ولاية سكيكدة ولذلك فانه لاتربطنا أية علاقة بلقب فيلالي المنتشرة في الوطن وهم كثر، اذن أرحب بهذه الوجوه النيرة الحاضرة في هذا اللقاء الأول من نوعه بمناسبة الذكرى المأوية الأولى لميلاد المناضل عبد الله فيلالي. لي الشرف الكبير، أن أتناول هذه الكلمة المختصرة في حضور الشرفاء الأوفياء لروح هذا المناضل، وأشكر القائمين على تنظيم هذه الندوة التاريخية وادعوا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم . أحدثكم عن بعض المحطات القليلة التي جمعتها من بعض أفراد العائلة، وهي في معظمها شفهية تعتمد على الذاكرة، ولذا أنوه أنه نتيجة لهذه المعطيات يصعب علي الإلمام بالتاريخ الكامل لهذه الشخصية الوطنية الهامة، ولذلك اعتذر مسبقا عن التقصير، فغيابي عن الوطن لمدة عقدين من الزمن فقدت العائلة الكثير من أفرادها في هذه الفترة وأذكر منهم شقيقي المرحوم سي المكي و سي مسعود ولويزة، كذلك أود أن أنبه أن العادة في بعض العائلات أنها تطلق اسمين على أولادها، اسم رسمي في الحالة المدنية، واسم آخر هو الشائع، في حالتنا مثلا عبد الله فيلالي اسمه الحقيقي مبارك، وأخوه سي المكي اسمه الحقيقي علي، وكذلك اسم والدي الهاشمي ويعرف باسم أحمد وهكذا... مكان الميلاد عند سفح جبل المسيد، استقرت العائلة في هذا المكان الذي يسمى زكرانة، تقول بعض الروايات أن العائلة كانت تقيم في منطقة الحويمة بالقرب من بني حميدان، وكانت تمتلك أراضي شاسعة وميسورة الحال ومازال قبر أحد الأجداد القدماء في الحويمة وقد زرته في السبعينات و وجدت كتابة على اللوح، وكعادة الشرفاء في الجزائر، القبر مبنى في قبة لا أدري هل مازالت أم لا. يبدو أن سبب الانتقال إلى هذه المنطقة الجبلية الحصينة طبيعيا كان نتيجة للهروب من الظلم المسلط على الجزائريين، وأغلب الظن أن الانتقال إلى هذا الجبل هروبا من الأتراك العثمانيين، ثم فرنسا، لأن حكايات الجدات التي مازالت ترن في أذني، كانت تروي ذلك الصراع بين باي قسنطينة وسيدي محمد بن بغريش. ثم كانت الزاوية ملجأ للفارين من الظلم العثماني وقامت هذه الزاوية بدور كبير في الانتفاضة الكبرى عام 1804 والتي من أهدافها وضع حد للهيمنة العثمانية. وعائلتنا تنحدر من عائلة عريقة في النسب، وقد اطلعت على بعض الوثائق منذ سنوات طويلة تدل على أن الجد الأكبر لها كان أميرا في المغرب، ولم يكن أقل شأنا من سيدي مبارك بن مولاي يعقوب المنصور، ترك هذا الجد الإمارة في المغرب وتفرغ للدعوة والتعليم حتى وصلت به المقادير إلى هذه المنطقة، واصل أبناءه من بعده تكوين العلماء و خصوصا بمدينة قسنطينة. حدثني المرحوم الشيخ محمد الشريف بن الوزان رحمه الله، وهو من سلالة عائلة الوزان المشهورة أن جده الأكبر وجد عائلتنا كانا صديقين، وقد أتيا معا من المغرب إلى قسنطينة حيث استقرا بها ولكن ابن بغريش اختار الخروج من المدينة واستقر بالحويمة التي تحدثت عنها قبل قليل، وقد بقيت العلاقة وثيقة بين العائلتين إلى عهد بداية ثورة نوفمبر حيث انقطع الاتصال بين العائلتين، وكغيرها من العائلات المتميزة بالعلم ونشره واصلت هذه العائلة بواسطة الزاوية رسالتها إلى عهد قريب بعد احتلال الجزائر من قبل فرنسا. شاركت هذه العائلة مشاركة فعالة في المقاومة المسلحة وقاد أحد أفراد هذه العائلة أو شيوخها مقاومة مسلحة حيث يذكر المؤرخ الشيخ المهدي بن شغيب في كتابهقسنطينة أم الحواضر في الماضي والحاضر أن ثورة قامت في الحروش و سكيكدة وقبائل بني تفوت وبني والبان بقيادة المرابط بغريش، والذي كانت تسميه فرنسا سلطان الجبل، هذا في الماضي أما في حرب التحرير الأخيرة فقد دفعت العائلة 45 شهيدا موثقة أسماؤهم، وقد جمعهم الهاشمي بغريش وتوجد نسخة من قائمة هؤلاء الشهداء لدى أخي الدكتور صالح فيلالي. إذن في زكرانة ولد المرحوم عبد الله فيلالي، في11 جويلية سنة 1913، أبوه الطيب بن علي وأمه فيلالي زينب بنت العربي قال لي الهاشمي بغريش، وهو ابن أخت المرحوم أن ولادة عبد الله فيلالي كانت غير طبيعية حيث وضعته أمه وهي واقفة حيث كانت تقوم ببعض الأشغال الفلاحية أمام منازل العائلة. تتكون عائلة فيلالي الساكنة بزكرانة من ثلاثة بيوت، بيت سي الطيب وبيت العربي، وبيت ثالث بعيد بعشرات الأمتار وهؤلاء يقال لهم عرب السواقي، لا أعرف بالضبط صلة القرابة معهم، وعلى الأرجح أن بيت العربي وهو جد أبي وبيت سي الطيب أخوين أو أبناء عمومة، ولكن الذي عشناه أن الرابطة الأسرية كانت قوية ومتينة، وكنا ونحن صغار ننادي من هو أكبر منا بكلمة سيدي، حيث لا يوجد في العائلة أمي، كلهم يعرفون القراءة والكتابة وحفظ جزء أو كل القرآن الكريم بما فيهم النساء. نشأ عبد الله فيلالي وترعرع في وسط عائلي مستقر، وقد كان له أخوان ذكور وهما سي مسعود وسي المكي، وأختان إحداهما أم الهاشمي بغريش، والثانية هي الويزة زوجة المرحوم المناضل أحمد نسبة المدعو القلاوي، وقد توفيت منذ سنتين تقريبا رحمها الله ورحم إخوتها. الهجرة إلى قسنطينة لا أعرف بالضبط تاريخ هجرة أو انتقال عبد الله وعائلته إلى قسنطينة، ويبدو أنها كانت في أواخر العشرينات من القرن الماضي يقول لي سي المكى لما زرته في العاصمة سنة 1972 أن انتقالنا الى قسنطينة كان بسبب المضايقات والحقرة التى تعرضوا لها من قبل بعض أفراد العائلة وقص علي حكايات لاأستطيع ذكرها هنا . في قسنطينة دخل عبد الله فيلالي المدرسة القرآنية سيدي فتح الله الكائنة بمقعد الحوت وسط المدينة، هو وأخوه سي المكي حفظ القرآن على يد الشيخ المشهور آنذاك الشيخ عبد الحفيظ الجنان. بدأت ملامح التطور والتغيير في حياة عبد الله فيلالي، حيث يروى أن الشيخ عبد الحفيظ الجنان و الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمهما الله، كانا صديقين ويلتقيان في الجامع الأخضر مرارا فاشتكى بن باديس رحمه الله من عدم ترتيب مكتبته وتنظيمها بسبب الأعمال الكبيرة التي كان يقوم بها الشيخ بن باديس من تدريس وخطابة والصحافة، فقد كان وقته لا يتسع لتنظيم أمور المكتبة، وطلب من صديقه عبد الحفيظ الجنان أن يرسل له أحد تلامذته النجباء ليساعده في تنظيم و ترتيب المكتبة، فأرسل له التلميذ عبد الله فيلالي الذي قام بالمهمة على أحسن وجه، وهنا وجد ضالته باطلاعه على خزائن كتب الشيخ عبد الحميد بن باديس، فبدأ بالقراءة والاطلاع خاصة الدوريات التي كانت تأتي للشيخ عبد الحميد بن باديس من المشرق العربي، ولما كانت حالة أبيه المادية لا تسمح له بمواصلة الدراسة، وكغيره من الجزائريين في تلك الفترة المظلمة بدأ العمل كحرفي قسنطينة، ثم سافر إلى فرنسا واحتك بالحركات الجمعوية خاصة النقابية منها، ويبدو أنه في هذه الفترة تعرف على مصالي الحاج كان هذا سنة 1934، وفي عام 1936 انتخب عضو إدارة نجم شمال إفريقيا وفي شهر فيفري 1937 وبعد حل نجم شمال إفريقيا شارك في المناقشات التي أدت إلى إنشاء المنظمة الوطنية الجديدة المتمثلة في حزب الشعب الجزائري. وفي صبيحة يوم 11مارس 1937 ذهب مع مصالي الحاج إلى مقر الولاية في باريس لإيداع ملف الجمعية الجديدة وهكذا أصبح عضوا مؤسسا لحزب الشعب الجزائري، رفقة معاوية عبد الكريم و مصالي الحاج. عند إلقاء القبض على مصالي الحاج في 22 أوت، تطوع عبد الله فيلالي للعودة للجزائر من أجل إعادة تنظيم إدارة الحزب حيث استطاع خلال فترة قصيرة أن يفرض نفسه كمسير حقيقي للحزب رفقة كحال ومحمد قنانش، في هذه الفترة الزمنية كانت السلطات الأمنية الفرنسية تطارده في كل مكان بما فيها مسقط رأسه، حيث حدثتني الوالدة رحمة الله عليها، أنه في عدة مرات كانت قوات الجندرمة الفرنسية تأتى إلى زكرانة للبحث عن عبد الله فيلالي، فيأتي أبى رحمه الله بصبي صغير يحمله في يديه ويقدمه للجندرمة ويقول لهم هذا هو عبد الله الموجود لدينا، وهذا الصبي اليوم هو المجاهد عبد الله فيلالي ابن سيدي رابح شيخ الطريقة الصوفية للعائلة، وابن أخت المناضل الكبير الحسين بن ألميلي رحمه الله. من كثرة تردد المرحوم وأخيه سي المكي وابن أختهما الهاشمي بغريش على السجون الفرنسية قال لي هذا الأخير أي الهاشمي، أنه في إحدى المرات لما خرجوا من السجن وكانوا يسكنون في منطقة السويقة، وهم في طريقهم إلى مسكنهم في الشارع تجمع أهل المدينة، كنا نسميهم البلدية، وأخذوا في الضحك علينا والاستهزاء بنا، ويقولون هؤلاء الأخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر، لقد كان مطلب الاستقلال في ذلك الوقت ضرب من الجنون، في شهر نوفمبر ألقي عليه القبض وسجن بسجن بابا عروج وحكم عليه بسنة سجنا وفي 14 أكتوبر1939 وغداة إعلان الحرب العالمية الثانية، اعتقل من جديد في سجن بابا عروج مع أعضاء إدارة حزب الشعب الجزائري الذي رفض التعاون مع لحكومة الفرنسية. وفي 17مارس1941 حكم عليه في نفس القضية مع مصالي الحاج، من طرف حكومة فيشي بخمسة سنوات سجن مع النفي لمدة عشرين سنة، وبعد وصول الحلفاء يوم 8 نوفمبر سنة 1942 أطلق سراحه من سجن البرواقية، وفي البرواقية كان إلى جانبه في السجن شقيقه سي المكي. وقد حدثني وهو على فراش المرض في مستشفى القليعة، أنه وأخوه وكافة المناضلين تعرضوا لإساءات فظيعة من قبل السجانين ووصف لي كيف كانوا يخرجونهم من السجن للعمل في مزارع جني العنب وكيف كان أخو عبد الله يتلوى ألما نتيجة للتعب . في شهر فيفري سنة 1943 استأنف نضاله وذلك في إطار السرية، وما بين سنة 43=45 أشرف رفقة الأمين دباغين، أحمد بودة و أحمد مزغنة على إدارة حزب الشعب في السرية. مارس نشاطه مع مصالي الحاج الذي كان مسجونا بالحراش تحت اسم مستعار، سي منصور كعضو لجنة تنظيم حزب الشعب الجزائري المكلف بالعمل السياسي بالمنطقة الوهرانية، حيث قام ودائما تحت اسم سي منصور بإعطاء كلمة السر للعمل المسلح لمنطقة وهران قبل 8 ماي 1945. في نهاية عام 1945 حضر متنكرا في زي قسيس جلسة المحاكمة التي حاكمته هو وإخوانه، حيث كان في حالة فرار في ذلك الوقت وأصر على حضور المحاكمة وتحمل كل المخاطر بما فيها إمكانية اكتشافه ، خاصة عندما نطق رئيس المحكمة بالحكم الصادر في حقه وهو الحكم بالإعدام، وما كان القاضي يدري أنه حكم على شخص موجود معه في القاعة. انتشرت الأعمال الباهرة التي قام بها عبد الله فيلالي وسط الحزب والمناضلين، حيث شوهد متنكرا كراعي غنم يتصل بالمناضلين والمسئولين المعتقلين بمراكز الشرطة، من أجل إخبارهم بتعليمات الحزب ويزودهم بأخباره أي الحزب، ومناضلو حزب الشعب في الجهة الغربية يعرفون جيدا من هو سي منصور. كما شوهد المرحوم في الجزائر العاصمة متجولا في زي رائد عسكري أمريكي والجنود يحيونه وهو يرد التحية العسكرية وبقي على هذه الحال أي متنكر في زي رائد عسكري وبهذه الصفة دخل إلى تونس عام1946. بعد الإعفاء عنه في مارس 1946 قررت الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية ترشيحه في الانتخابات بمدينة سطيف، ولكن والي ولاية قسنطينة رفض قائمة مدينة سطيف كلية، حيث ادعى بعدم قابلية الترشيح للمرشح الثاني في القائمة وهو السيد عبد الله فيلالي. لقد كان عبد الله فيلالي مثال المناضل الملتزم الصارم، و من الأمور التي حدثني عنها سي المكي رحمه الله أن شقيقه كان ذات يوم في مهمة إلى سكيكدة، وكان معه في المهمة المرحوم المناضل أحمد مزغنة ، وكان للحزب نظام متبع بما فيها مصاريف الأكل والنوم والنقل عند تناولهما طعام الغداء بالمبلغ المحدد في ذلك الوقت قال المرحوم احمد مزغنة أنا لم أشبع وأريد شيئا من الطعام، فأجابه عبد الله فيلالي، إذا أردت المزيد من الأكل ادفعه من جيبك، أما أموال الحزب فلا. بالنسبة لوالدى رحمه الله فقد كان صديق المرحوم عبد الله فيلالي وكانا يلتقيان مرارا في قسنطينة بحكم ان الوالد كان يمارس تجارة بسيطة بين الريف والمدينة وكان يحثه عل ترك هذه التجارة والانضمام للنضال من اجل تحرير الجزائر سافر أبي مع عبد الله إلى فرنسا ولم يستطع البقاء كثيرا وسرعان ما رجع إلى الجزائر، ربما بسبب ارتباطاته العائلية فقد كانت له زوجة وأولاد صغار، أما المرحوم عبد الله فقد كانت الجزائر شغله الشاغل، ولم يفكر حتى في الزواج وكان يقول إن اليوم الذي فيه 24 ساعة لا يكفيني وتمنى أن يكون الوقت أطول لينجز أعماله. رجل المهمات الصعبة إن مسؤول الجهاز السري رجل المهمات الصعبة والخطيرة استطاع أن يخلق جوا من الغموض الذي أربك العدو، ونظرا لصفات المنظم الباهر التي يتحلى بها في مجال النشاطات الغير شرعية في نظر العدو، فإن كل المناضلين في المنظمة الخاصة لوس الذين يتلقون صعوبات في مهامهم يلتجئون إليه، وفي ذلك الوقت اتخذ اسم حركي آخر هو الخفيف . بعد قضية سرقة بريد وهران، طلب منه بن بلة الذي كان مطاردا أن يتكفل بعملية تهريبه إلى فرنسا، ومنها إلى القاهرة، وكذلك الشأن بالنسبة لحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، وهذا بالرغم من أن اللجنة المركزية للحزب طلبت من خيضر الاستسلام للشرطة، إلا أن فيلالي قرر بمساعدة أمحمد يزيد نقل خيضر إلى الخارج. على اثر الخلافات الخطيرة التي نشأ ت بين مصالي والمركزيين، قرر العودة إلى السرية وفي شهر أفريل سنة 1953 ،عزل من اللجنة المركزية وأصبح منذ ذلك الوقت الركيزة الأساسية والناطق باسم مصالي الحاج. وفي 11مارس 1954 وفي نداء لمصالي الحاج يشرح فيه الخلافات مع اللجنة المركزية، كون لجنة شعبية كان على رأسها عبد الله فيلالي الذي أعطيت له كل الصلاحيات من أجل حل الأزمة بين مصالي والمركزيين. إن الانشقاق الذي تعرض له الحزب كان السبب في انعقاد مؤتمر بلجيكا من 13 إلى15 جويلية 1954 المنعقد من طرف أنصار مصالي وانتخب فيه عبد الله فيلالي كمنظم لهذا المؤتمر ثم عضو المكتب السياسي للحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية. وفي هذا المؤتمر حسب ما علمنا من بعد، قرر البدء في العمل المسلح وحدد لذلك تاريخ جانفي 1955 ولكن المقادير جرت في طريق آخر، والبقية أتركها لأهلها من الأساتذة والمجاهدين والشهود. قبل الختام أود تسجيل مآثر من الوفاء والحب لرفقاء النضال وهذا ما لمسته من سي المكي عند ذكر أحد رفاقه المناضل الكبير الوفي وهو عمار بوجريدة الذي مات في حادث مأساوى في اطار التصفيات وقد تركت طريقة وفاته أثرا في نفسية سي المكى رحمهم الله جميعا في الأخير أود أن أشير إلى أن دوار زكرانة مسقط رأس المرحوم عبد الله فيلالي، احتضن الثورة المسلحة منذ بدايتها وكان الشهيد المرحوم عمي محمد فيلالي وسيدي محمود وغيرهم من العائلة من أوائل الملتحقين بالعمل الثوري المسلح، وهنا أتذكر وأنا طفل صغير وفي إحدى ليالي الشتاء وبعد صلاة المغرب، انتظم تجمع كبير في ساحة بيتنا ضم سكان المناطق المجاورة وترأسه المرحوم الشهيد زيغود يوسف وعبد الله بن طبال، وبعد إلقاء الخطب الحماسية انتهى التجمع بترديد نشيد فداء الجزائر للشاعر مفدى زكريا وهو النشيد الرسمي للحركة الوطنية، وذكر فيه اسم مصالي الحاج بالاسم ولم نر آنذاك تشنج أو اعتراض ثم تحولت زكرانة إلى أهم مراكز الثورة في الشمال القسنطينى وشهدت معارك ضارية بين فرنسا والثوار، وممن شاهدتهم يترددون على المركز علي كافي و إبراهيم حشاني ومصطفى بن عودة واحمد غرمول ومصطفى فيلالي وحمادى كرومة وحمودى حمروش وغيرهم من الشهداء، كما ذكرت في البداية دفعت عائلتنا 45 شهيد وعلى المستوى الضيق للعائلة لم يبق من الأسرة إلا المجاهد عبد الله فيلالي أطال الله في عمره رحم الله جميع شهداء الجزائر

0 commentaires:

الاعمال الخيرية

0 commentaires:

طلب الانخراط في التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي

مرحبا بكم في صفحة الانخراط، ان كنت مهتما بالعمل معنا فراسلنا حالا.

الإسم الكامل
البريد الإلكتروني
الجنس
العمر
مكان الإقامة
حسابك بالفيسبوك
الهاتف
العمل
مستوى العمل
اخبرنا القليل عن نفسك

اتصل بنا

طلب الانخراط في التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي

مرحبا بكم في صفحة الانخراط، ان كنت مهتما بالعمل معنا فراسلنا حالا.

الإسم الكامل
البريد الإلكتروني
الجنس
العمر
مكان الإقامة
حسابك بالفيسبوك
الهاتف
العمل
مستوى العمل
اخبرنا القليل عن نفسك

0 commentaires:

فرنسا

0 commentaires:

بلاد الحرمين

0 commentaires:

الاردن

0 commentaires:

مصر

0 commentaires:

موريتانيا

0 commentaires:

ليبيا

0 commentaires:

المغرب

0 commentaires:

تونس

0 commentaires:

الجزائر

0 commentaires:

مطبوعات

0 commentaires:

القناة الفضائية

0 commentaires:

المجلة

0 commentaires:

اداعة ال فيلالي

0 commentaires:

قناة اليوتيوب

0 commentaires:

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين السادة اعضاء المجموعة الرسمية لقبيلة ال فيلالي السلام عليكم جميعا ورحمته الله وبركاته فى ظل مانلمسه جميعا من تطوير وتحديث مستمرفى هذا الصرح المبارك وفى ظل المجهودات المتواصله والدؤبة سواءا من ابن العم الفاضل// هشام بن سعدون ال فيلالي " مديرالمجموعة " او من ابناء العمومة المشرفين القائمين على إدارته والتى نحتسب هذة المجهودات الطيبة المباركة فى موازين حسناتهم بإذن الله تعالى وكما تعلمون جميعا ان مانراه فى هذا الموقع من تفاعلات ايجابية بين الساده الاعضاء بجميع مستوياهم وبين ادارتها الحكيمة المتمثله فى ابن العم الفاضل// هشام ال فيلالي فقد بادر سيادته بمبادرة بشأن التحاوروالنقاش بشأن ملاحظات الأعضاء حول آلية الترقيات ونظام المجموعة وللأمانه الشديدة فنحن جميعا نرى مالانراه فى مواقع اخرى نحو هذا التلاحم الغير مسبوق ولا أريد ان اقول وكأننا ولكن بالفعل نحن جميعا أسرة واحدة يربطها ميثاق المحبة والود والاحترام المتبادل وهدفنا الاسمى هو العمل الدؤب والعطاء اللا محدود لانبتغى سوى مرضاة الله سواء فيما نقدمه وفيما نعطيه لاننا اجتمعنا على حب الله اولا ثم حب العطاء والتفانى فيما وهبنا الله تعالى اياه وقد قوبلت مبادرة ابن العم // هشام ال فيلالي بقبول حسن واول من قام بقبول هذة الدعوة الكريمة ابن العم الفاضل // جلول فيلالي /علي فيلالي / واخرين كثر الذى وبفضل الله وبفضل مجهوداتهم الطيبة المباركة اعادت البهجة والسرور الى جروب التجمع على الفيس بوك بعد ان كان خاويا تقريبا من اية موضوعات الامر الذى سيزيد من الجروب تفاعلات أكثر وأكثر من الناحية العملية والعلميه وتبادل الافكاروالمعلومات التى تساهم بشكل كبير نحو حياة افضل وتعلم ارقى ونحن كأعضاء لنا حقوق وعلينا واجبات فحقوقنا لدى المجموعة هو مانراه من تحديث وتطوير دائم لتقديم افضل الخدمات المتاحة وواجبتنا نحوه ان نتكاتف جميعا نحو ارتقائه بعطائنا اللا محدود وبحبنا اللامتناهى فيما بيننا لذا ... فضلا.... اسمحوا لى ان ادعو جميع ابناء العمومة الاعضاء كلا فيما يخصه بتقديم مالديه من افكار بنائة وفعاله على ان تكون محل دراسة لا محل تقييم من اى جانب أخروالعمل على بلورتها الى واقع ملموس واول هذا الواقع الملموس ماتروه حضراتكم الان على جروب المجموعة بالفيس بوك الذى ابتهج فرحا وإزدهارا https://www.facebook.com/groups/alfilalitribe بارك الله فيكم ...... وجزاكم الله خيرا ….. تقبلوا وافر احترامى وتقديرى

المجموعة الرسمية لقبيلة ال فيلالي

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين السادة اعضاء المجموعة الرسمية لقبيلة ال فيلالي السلام عليكم جميعا ورحمته الله وبركاته فى ظل مانلمسه جميعا من تطوير وتحديث مستمرفى هذا الصرح المبارك وفى ظل المجهودات المتواصله والدؤبة سواءا من ابن العم الفاضل// هشام بن سعدون ال فيلالي " مديرالمجموعة " او من ابناء العمومة المشرفين القائمين على إدارته والتى نحتسب هذة المجهودات الطيبة المباركة فى موازين حسناتهم بإذن الله تعالى وكما تعلمون جميعا ان مانراه فى هذا الموقع من تفاعلات ايجابية بين الساده الاعضاء بجميع مستوياهم وبين ادارتها الحكيمة المتمثله فى ابن العم الفاضل// هشام ال فيلالي فقد بادر سيادته بمبادرة بشأن التحاوروالنقاش بشأن ملاحظات الأعضاء حول آلية الترقيات ونظام المجموعة وللأمانه الشديدة فنحن جميعا نرى مالانراه فى مواقع اخرى نحو هذا التلاحم الغير مسبوق ولا أريد ان اقول وكأننا ولكن بالفعل نحن جميعا أسرة واحدة يربطها ميثاق المحبة والود والاحترام المتبادل وهدفنا الاسمى هو العمل الدؤب والعطاء اللا محدود لانبتغى سوى مرضاة الله سواء فيما نقدمه وفيما نعطيه لاننا اجتمعنا على حب الله اولا ثم حب العطاء والتفانى فيما وهبنا الله تعالى اياه وقد قوبلت مبادرة ابن العم // هشام ال فيلالي بقبول حسن واول من قام بقبول هذة الدعوة الكريمة ابن العم الفاضل // جلول فيلالي /علي فيلالي / واخرين كثر الذى وبفضل الله وبفضل مجهوداتهم الطيبة المباركة اعادت البهجة والسرور الى جروب التجمع على الفيس بوك بعد ان كان خاويا تقريبا من اية موضوعات الامر الذى سيزيد من الجروب تفاعلات أكثر وأكثر من الناحية العملية والعلميه وتبادل الافكاروالمعلومات التى تساهم بشكل كبير نحو حياة افضل وتعلم ارقى ونحن كأعضاء لنا حقوق وعلينا واجبات فحقوقنا لدى المجموعة هو مانراه من تحديث وتطوير دائم لتقديم افضل الخدمات المتاحة وواجبتنا نحوه ان نتكاتف جميعا نحو ارتقائه بعطائنا اللا محدود وبحبنا اللامتناهى فيما بيننا لذا ... فضلا.... اسمحوا لى ان ادعو جميع ابناء العمومة الاعضاء كلا فيما يخصه بتقديم مالديه من افكار بنائة وفعاله على ان تكون محل دراسة لا محل تقييم من اى جانب أخروالعمل على بلورتها الى واقع ملموس واول هذا الواقع الملموس ماتروه حضراتكم الان على جروب المجموعة بالفيس بوك الذى ابتهج فرحا وإزدهارا https://www.facebook.com/groups/alfilalitribe بارك الله فيكم ...... وجزاكم الله خيرا ….. تقبلوا وافر احترامى وتقديرى

0 commentaires:

محاضرات ادبية

0 commentaires:

فعاليات ثقافية

0 commentaires:

الاحصاء البشري

0 commentaires:

المكتبة التاريخية

0 commentaires:

الانتشار الديموغرافي

0 commentaires:

الشجرة العائلية

0 commentaires:

مسابقات

0 commentaires:

ندوات ومحاضرات

0 commentaires:

تكوين

0 commentaires:

دو رات تدريبية

0 commentaires:

اهداف المركز

0 commentaires:

التعريف بالمركز

0 commentaires:

فرنسا

0 commentaires:

الحرمين الشريفين

0 commentaires:

الاردن

0 commentaires:

مصر

0 commentaires:

موريتانيا

0 commentaires:

ليبيا

0 commentaires:

المغرب

0 commentaires:

تونس

0 commentaires:

الجزائر

0 commentaires:

استراتيجية ورؤية التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي

0 commentaires:

الميثاق الشرفي

0 commentaires:

اهداف التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي اهداف المنظمة يهدف التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي الى جمع شمل العائلة من جميع شتى اقطار العالم العربي والعالم اجمع ودلك لاحياء صلة الرحم النسب الشريف و لبعث روح العمل الخيري والتطوعي تهدف المنظمة إلى دعم كل الأنشطة الهادفة لبلورة العمل التربوي والثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و الفني و الرياضي والبيئي و التنموي لفائدة ابناء قبيلة ال فيلالي الملتزمة بالقانون الأساسي و الداخلي المنظمة التربية على حب العائلة وروح العمل الجماعي وغرس القيم الأخلاقية و الاسلامية واحترام الآخر . التربية على التعامل وفق مبدأ الحقوق والواجبات وحسن استعمال مساحة الحرية التي يتمتع بها كل فرد؛ التربية على الانفتاح على الآخر وحب العمل التشاركي والمشاركة في بلورة وإنجاز مشاريع منتجة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها؛ تقوية وتعزيز وحدة الصف وتراصها والتعايش والتآلف وتمتين العلاقات بين افراد القبيلة والجماعات والتعاون الهادف والتفاعل الاجتماعي والثقافي المثمر والبناء؛ تنمية روح التكافل والتضامن والتآزر والمبادرة الشخصية والتضحية ونكران الذات وتوطيد العلاقات ومد جسور التواصل وتعزيزها بين الأفراد والجماعات؛ صقل ملكات الخلق والإبداع وتشجيع المبادرة الشخصية في المجالات الفنية والرياضية وغيرها؛ المساهمة في التنشئة الاجتماعية للأفراد والجماعات وتعريفهم بالثقافة المحلية والاسلامية من أجل إعداد مواطنين صالحين متشبعين بالقيم الخلقية والثقافية الاسلامية؛ التعريف بالحياة الاجتماعية والتربوية والثقافية، والتوعية بخصوصياتها ومواصفاتها ودواليب مجرياتها من أجل تذويب المشاكل والصعوبات لحفز الأفراد والجماعات على المشاركة والمساهمة والانخراط في مختلف الميادين الضامنة للانفتاح والإنتاج؛ إكساب الأفراد تجارب ميدانية تمكنهم من مواجهة مختلف المشاكل والصعوبات التي تعترضهم، وذلك عن طريق التفكير العقلاني المنهجي والبحث عن الحلول الملائمة والتأقلم والتكيف مع مختلف الوضعيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها؛ القيام ببحوث وإنجاز دراسات ميدانية في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية، والمساهمة في اقتراح حلول ملائمة لتجاوز مختلف المشاكل المرتبطة بهذه المجالات. توافر النوايا الحسنة والإيمان الصادق، لدا أعضاء الجمعية، بالقضايا المشتركة والأهداف النبيلة المسطرة والمرجو تحقيقها. انخراط الأعضاء بقوة، ماديا ومعنويا، والعمل على توفير الدعم اللازم لضمان سيرورة العمل لتجمع القبيلة واستمراره وضخ دماء جديدة في عروقه، واستغلال كل فرصة، للسير قدما بالتجمع وضمان إشعاعه وازدهاره . دعم الانخراطات الشرفية وعقد شراكات مع جمعيات وهيئات ومؤسسات اجتماعية واقتصادية وثقافية ذات الأهداف المماثلة، في إطار التعاون وتبادل الخبرات والتأطير المتبادل، وكل ما يمكن التجمع من تحقيق أهدافه وإسعاد أعضائه ويعود عليه بالتقدم والازدهار. تشكيل مكتب أو مكاتب وطنية وجهوية ومحلية تسهر على السير العادي لمختلف الأنشطة المبرمجة وتعمل على التنسيق المستمر بينها وبين مختلف المؤسسات والجهات والفعاليات. تسطير ووضع برامج وفق توجهات التجمع وأهدافه تستجيب لحاجيات الفئة الجمعوية والأغراض التي من أجلها تأسس هذا التجمع، وذلك على الصعيد المحلي والجهوي والوطني. العمل وفق نظام المجالس، مع السهر على التنسيق بينها، حسب اهتمامات ومجالات اشتغال التجمع والأهداف المسطرة . تنظيم دورات تأطيرية مستمرة، في شكل لقاءات وندوات وطاولات مستديرة ورحلات دراسية وثقافية وتبادل زيارات وخبرات مع جمعيات أخرى ذات الأهداف المماثلة، وذلك من أجل تأهيل الطاقات البشرية وإقدارها على التفاعل والاستمرارية والإنتاج. العمل باستمرار، والتذكير كلما أتيحت الفرصة، بضرورة وأهمية تمتين أواصر التواصل والحوار البناء الرامي إلى تذويب الخلافات ونسج روح التآخي والتضامن والتآزر . العمل على توفير التجهيزات اللازمة والإمكانات الضرورية والبنيات التحتية والموارد البشرية والمالية الضامنة لسير عمل التجمع في ظروف عادية ودون تأخير أو تأجيل الأنشطة المبرمجة. تكثيف التظاهرات والأنشطة الإشعاعية وتنويعها من ملتقيات ومحاضرات وندوات ...محلية وجهوية ووطنية. إصدار مجلات وكتيبات ومطويات تعرف بالتجمع وأهدافها وبرامجها ومناهج اشتغالها، وتضم مواضيع ومقالات حول أنشطة التجمع وإنتاجاتها. استعمال الجرائد والصحف والمجلات الوطنية والوسائل السمعية البصرية من حين لآخر للتعريف بالتجمع أو إخبارات بنشاط معين ينظمه التجمع. الاتصال بالسلطات المحلية ومختلف المجالس المحلية والجهوية والوطنية، قصد تمتين العلاقات ونسج روابط التعاون والتنسيق المستمرين. اعتماد الوسائل الحديثة للإعلام والتواصل وإحداث موقع على الشبكة العنكبوتية واعتماد أساليب التواصل التفاعلي والتشاركي. دعم العمل الاجتماعي على الصعيد الجماعي والجمعوي و ترسيخ ثقافة التضامن و محاربة كل أنواع الإقصاء و التهميش و المساهمة في القضاء على جميع أنواع الأمية . المساهمة في كل الحملات التحسيسية الوطنية والدولية التي تتوافق و أهداف التجمع وكل مؤسسة أو جمعية ذات أهداف إنسانية و اجتماعية لغاية تحسين أوضاع الفئات المعوزة و ذوي الاحتياجات الخاصة . كتبه : هشام بن سعدون ال فيلالي

اهداف التجمع القافي لقبيلة ال فيلالي

اهداف التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي اهداف المنظمة يهدف التجمع الثقافي لقبيلة ال فيلالي الى جمع شمل العائلة من جميع شتى اقطار العالم العربي والعالم اجمع ودلك لاحياء صلة الرحم النسب الشريف و لبعث روح العمل الخيري والتطوعي تهدف المنظمة إلى دعم كل الأنشطة الهادفة لبلورة العمل التربوي والثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و الفني و الرياضي والبيئي و التنموي لفائدة ابناء قبيلة ال فيلالي الملتزمة بالقانون الأساسي و الداخلي المنظمة التربية على حب العائلة وروح العمل الجماعي وغرس القيم الأخلاقية و الاسلامية واحترام الآخر . التربية على التعامل وفق مبدأ الحقوق والواجبات وحسن استعمال مساحة الحرية التي يتمتع بها كل فرد؛ التربية على الانفتاح على الآخر وحب العمل التشاركي والمشاركة في بلورة وإنجاز مشاريع منتجة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية وغيرها؛ تقوية وتعزيز وحدة الصف وتراصها والتعايش والتآلف وتمتين العلاقات بين افراد القبيلة والجماعات والتعاون الهادف والتفاعل الاجتماعي والثقافي المثمر والبناء؛ تنمية روح التكافل والتضامن والتآزر والمبادرة الشخصية والتضحية ونكران الذات وتوطيد العلاقات ومد جسور التواصل وتعزيزها بين الأفراد والجماعات؛ صقل ملكات الخلق والإبداع وتشجيع المبادرة الشخصية في المجالات الفنية والرياضية وغيرها؛ المساهمة في التنشئة الاجتماعية للأفراد والجماعات وتعريفهم بالثقافة المحلية والاسلامية من أجل إعداد مواطنين صالحين متشبعين بالقيم الخلقية والثقافية الاسلامية؛ التعريف بالحياة الاجتماعية والتربوية والثقافية، والتوعية بخصوصياتها ومواصفاتها ودواليب مجرياتها من أجل تذويب المشاكل والصعوبات لحفز الأفراد والجماعات على المشاركة والمساهمة والانخراط في مختلف الميادين الضامنة للانفتاح والإنتاج؛ إكساب الأفراد تجارب ميدانية تمكنهم من مواجهة مختلف المشاكل والصعوبات التي تعترضهم، وذلك عن طريق التفكير العقلاني المنهجي والبحث عن الحلول الملائمة والتأقلم والتكيف مع مختلف الوضعيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها؛ القيام ببحوث وإنجاز دراسات ميدانية في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية، والمساهمة في اقتراح حلول ملائمة لتجاوز مختلف المشاكل المرتبطة بهذه المجالات. توافر النوايا الحسنة والإيمان الصادق، لدا أعضاء الجمعية، بالقضايا المشتركة والأهداف النبيلة المسطرة والمرجو تحقيقها. انخراط الأعضاء بقوة، ماديا ومعنويا، والعمل على توفير الدعم اللازم لضمان سيرورة العمل لتجمع القبيلة واستمراره وضخ دماء جديدة في عروقه، واستغلال كل فرصة، للسير قدما بالتجمع وضمان إشعاعه وازدهاره . دعم الانخراطات الشرفية وعقد شراكات مع جمعيات وهيئات ومؤسسات اجتماعية واقتصادية وثقافية ذات الأهداف المماثلة، في إطار التعاون وتبادل الخبرات والتأطير المتبادل، وكل ما يمكن التجمع من تحقيق أهدافه وإسعاد أعضائه ويعود عليه بالتقدم والازدهار. تشكيل مكتب أو مكاتب وطنية وجهوية ومحلية تسهر على السير العادي لمختلف الأنشطة المبرمجة وتعمل على التنسيق المستمر بينها وبين مختلف المؤسسات والجهات والفعاليات. تسطير ووضع برامج وفق توجهات التجمع وأهدافه تستجيب لحاجيات الفئة الجمعوية والأغراض التي من أجلها تأسس هذا التجمع، وذلك على الصعيد المحلي والجهوي والوطني. العمل وفق نظام المجالس، مع السهر على التنسيق بينها، حسب اهتمامات ومجالات اشتغال التجمع والأهداف المسطرة . تنظيم دورات تأطيرية مستمرة، في شكل لقاءات وندوات وطاولات مستديرة ورحلات دراسية وثقافية وتبادل زيارات وخبرات مع جمعيات أخرى ذات الأهداف المماثلة، وذلك من أجل تأهيل الطاقات البشرية وإقدارها على التفاعل والاستمرارية والإنتاج. العمل باستمرار، والتذكير كلما أتيحت الفرصة، بضرورة وأهمية تمتين أواصر التواصل والحوار البناء الرامي إلى تذويب الخلافات ونسج روح التآخي والتضامن والتآزر . العمل على توفير التجهيزات اللازمة والإمكانات الضرورية والبنيات التحتية والموارد البشرية والمالية الضامنة لسير عمل التجمع في ظروف عادية ودون تأخير أو تأجيل الأنشطة المبرمجة. تكثيف التظاهرات والأنشطة الإشعاعية وتنويعها من ملتقيات ومحاضرات وندوات ...محلية وجهوية ووطنية. إصدار مجلات وكتيبات ومطويات تعرف بالتجمع وأهدافها وبرامجها ومناهج اشتغالها، وتضم مواضيع ومقالات حول أنشطة التجمع وإنتاجاتها. استعمال الجرائد والصحف والمجلات الوطنية والوسائل السمعية البصرية من حين لآخر للتعريف بالتجمع أو إخبارات بنشاط معين ينظمه التجمع. الاتصال بالسلطات المحلية ومختلف المجالس المحلية والجهوية والوطنية، قصد تمتين العلاقات ونسج روابط التعاون والتنسيق المستمرين. اعتماد الوسائل الحديثة للإعلام والتواصل وإحداث موقع على الشبكة العنكبوتية واعتماد أساليب التواصل التفاعلي والتشاركي. دعم العمل الاجتماعي على الصعيد الجماعي والجمعوي و ترسيخ ثقافة التضامن و محاربة كل أنواع الإقصاء و التهميش و المساهمة في القضاء على جميع أنواع الأمية . المساهمة في كل الحملات التحسيسية الوطنية والدولية التي تتوافق و أهداف التجمع وكل مؤسسة أو جمعية ذات أهداف إنسانية و اجتماعية لغاية تحسين أوضاع الفئات المعوزة و ذوي الاحتياجات الخاصة . كتبه : هشام بن سعدون ال فيلالي

0 commentaires:

التعريف بالقبيلة

0 commentaires:

اعلانات قبيلة ال فيلالي

اعلام قبيلة ال فيلالي

مسيرة الشهيد بادن الله تعالى عبدالله فيلالي
تاريخ الشيخ الاخضر فيلالي
تاريخ مولاي علي الشريف ال فيلالي
تاريخ كفاح حبيب الشرقاني ال فيلالي
مسيرة الاستاد ابراهيم ال فيلالي رحمه الله

اداعة اف ام ال فيلالي

مواقيت الصلاة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Fourni par Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

الرجوع للأعلى