بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين، الحمد لله، نحمده ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، نستمد منه العون ونرجو أن يأخذ بناصيتنا إلى الخير وإلى الصراط المستقيم. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. وبعد، فإنني باسمي الخاص ونيابة عن العائلة، وأعنى عائلة فيلالي وعائلة بغريش، فالعائلتين عائلة واحدة في الأصل حيث أن لقب فيلالي جاء بعد بدأ سلطات الاحتلال في تسجيلات الحالة المدنية للجزائريين وينطبق هذا الأمر على سكان دوار زكرانة بلدية بنى والبان ولاية سكيكدة ولذلك فانه لاتربطنا أية علاقة بلقب فيلالي المنتشرة في الوطن وهم كثر، اذن أرحب بهذه الوجوه النيرة الحاضرة في هذا اللقاء الأول من نوعه بمناسبة الذكرى المأوية الأولى لميلاد المناضل عبد الله فيلالي. لي الشرف الكبير، أن أتناول هذه الكلمة المختصرة في حضور الشرفاء الأوفياء لروح هذا المناضل، وأشكر القائمين على تنظيم هذه الندوة التاريخية وادعوا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم . أحدثكم عن بعض المحطات القليلة التي جمعتها من بعض أفراد العائلة، وهي في معظمها شفهية تعتمد على الذاكرة، ولذا أنوه أنه نتيجة لهذه المعطيات يصعب علي الإلمام بالتاريخ الكامل لهذه الشخصية الوطنية الهامة، ولذلك اعتذر مسبقا عن التقصير، فغيابي عن الوطن لمدة عقدين من الزمن فقدت العائلة الكثير من أفرادها في هذه الفترة وأذكر منهم شقيقي المرحوم سي المكي و سي مسعود ولويزة، كذلك أود أن أنبه أن العادة في بعض العائلات أنها تطلق اسمين على أولادها، اسم رسمي في الحالة المدنية، واسم آخر هو الشائع، في حالتنا مثلا عبد الله فيلالي اسمه الحقيقي مبارك، وأخوه سي المكي اسمه الحقيقي علي، وكذلك اسم والدي الهاشمي ويعرف باسم أحمد وهكذا... مكان الميلاد عند سفح جبل المسيد، استقرت العائلة في هذا المكان الذي يسمى زكرانة، تقول بعض الروايات أن العائلة كانت تقيم في منطقة الحويمة بالقرب من بني حميدان، وكانت تمتلك أراضي شاسعة وميسورة الحال ومازال قبر أحد الأجداد القدماء في الحويمة وقد زرته في السبعينات و وجدت كتابة على اللوح، وكعادة الشرفاء في الجزائر، القبر مبنى في قبة لا أدري هل مازالت أم لا. يبدو أن سبب الانتقال إلى هذه المنطقة الجبلية الحصينة طبيعيا كان نتيجة للهروب من الظلم المسلط على الجزائريين، وأغلب الظن أن الانتقال إلى هذا الجبل هروبا من الأتراك العثمانيين، ثم فرنسا، لأن حكايات الجدات التي مازالت ترن في أذني، كانت تروي ذلك الصراع بين باي قسنطينة وسيدي محمد بن بغريش. ثم كانت الزاوية ملجأ للفارين من الظلم العثماني وقامت هذه الزاوية بدور كبير في الانتفاضة الكبرى عام 1804 والتي من أهدافها وضع حد للهيمنة العثمانية. وعائلتنا تنحدر من عائلة عريقة في النسب، وقد اطلعت على بعض الوثائق منذ سنوات طويلة تدل على أن الجد الأكبر لها كان أميرا في المغرب، ولم يكن أقل شأنا من سيدي مبارك بن مولاي يعقوب المنصور، ترك هذا الجد الإمارة في المغرب وتفرغ للدعوة والتعليم حتى وصلت به المقادير إلى هذه المنطقة، واصل أبناءه من بعده تكوين العلماء و خصوصا بمدينة قسنطينة. حدثني المرحوم الشيخ محمد الشريف بن الوزان رحمه الله، وهو من سلالة عائلة الوزان المشهورة أن جده الأكبر وجد عائلتنا كانا صديقين، وقد أتيا معا من المغرب إلى قسنطينة حيث استقرا بها ولكن ابن بغريش اختار الخروج من المدينة واستقر بالحويمة التي تحدثت عنها قبل قليل، وقد بقيت العلاقة وثيقة بين العائلتين إلى عهد بداية ثورة نوفمبر حيث انقطع الاتصال بين العائلتين، وكغيرها من العائلات المتميزة بالعلم ونشره واصلت هذه العائلة بواسطة الزاوية رسالتها إلى عهد قريب بعد احتلال الجزائر من قبل فرنسا. شاركت هذه العائلة مشاركة فعالة في المقاومة المسلحة وقاد أحد أفراد هذه العائلة أو شيوخها مقاومة مسلحة حيث يذكر المؤرخ الشيخ المهدي بن شغيب في كتابهقسنطينة أم الحواضر في الماضي والحاضر أن ثورة قامت في الحروش و سكيكدة وقبائل بني تفوت وبني والبان بقيادة المرابط بغريش، والذي كانت تسميه فرنسا سلطان الجبل، هذا في الماضي أما في حرب التحرير الأخيرة فقد دفعت العائلة 45 شهيدا موثقة أسماؤهم، وقد جمعهم الهاشمي بغريش وتوجد نسخة من قائمة هؤلاء الشهداء لدى أخي الدكتور صالح فيلالي. إذن في زكرانة ولد المرحوم عبد الله فيلالي، في11 جويلية سنة 1913، أبوه الطيب بن علي وأمه فيلالي زينب بنت العربي قال لي الهاشمي بغريش، وهو ابن أخت المرحوم أن ولادة عبد الله فيلالي كانت غير طبيعية حيث وضعته أمه وهي واقفة حيث كانت تقوم ببعض الأشغال الفلاحية أمام منازل العائلة. تتكون عائلة فيلالي الساكنة بزكرانة من ثلاثة بيوت، بيت سي الطيب وبيت العربي، وبيت ثالث بعيد بعشرات الأمتار وهؤلاء يقال لهم عرب السواقي، لا أعرف بالضبط صلة القرابة معهم، وعلى الأرجح أن بيت العربي وهو جد أبي وبيت سي الطيب أخوين أو أبناء عمومة، ولكن الذي عشناه أن الرابطة الأسرية كانت قوية ومتينة، وكنا ونحن صغار ننادي من هو أكبر منا بكلمة سيدي، حيث لا يوجد في العائلة أمي، كلهم يعرفون القراءة والكتابة وحفظ جزء أو كل القرآن الكريم بما فيهم النساء. نشأ عبد الله فيلالي وترعرع في وسط عائلي مستقر، وقد كان له أخوان ذكور وهما سي مسعود وسي المكي، وأختان إحداهما أم الهاشمي بغريش، والثانية هي الويزة زوجة المرحوم المناضل أحمد نسبة المدعو القلاوي، وقد توفيت منذ سنتين تقريبا رحمها الله ورحم إخوتها. الهجرة إلى قسنطينة لا أعرف بالضبط تاريخ هجرة أو انتقال عبد الله وعائلته إلى قسنطينة، ويبدو أنها كانت في أواخر العشرينات من القرن الماضي يقول لي سي المكى لما زرته في العاصمة سنة 1972 أن انتقالنا الى قسنطينة كان بسبب المضايقات والحقرة التى تعرضوا لها من قبل بعض أفراد العائلة وقص علي حكايات لاأستطيع ذكرها هنا . في قسنطينة دخل عبد الله فيلالي المدرسة القرآنية سيدي فتح الله الكائنة بمقعد الحوت وسط المدينة، هو وأخوه سي المكي حفظ القرآن على يد الشيخ المشهور آنذاك الشيخ عبد الحفيظ الجنان. بدأت ملامح التطور والتغيير في حياة عبد الله فيلالي، حيث يروى أن الشيخ عبد الحفيظ الجنان و الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمهما الله، كانا صديقين ويلتقيان في الجامع الأخضر مرارا فاشتكى بن باديس رحمه الله من عدم ترتيب مكتبته وتنظيمها بسبب الأعمال الكبيرة التي كان يقوم بها الشيخ بن باديس من تدريس وخطابة والصحافة، فقد كان وقته لا يتسع لتنظيم أمور المكتبة، وطلب من صديقه عبد الحفيظ الجنان أن يرسل له أحد تلامذته النجباء ليساعده في تنظيم و ترتيب المكتبة، فأرسل له التلميذ عبد الله فيلالي الذي قام بالمهمة على أحسن وجه، وهنا وجد ضالته باطلاعه على خزائن كتب الشيخ عبد الحميد بن باديس، فبدأ بالقراءة والاطلاع خاصة الدوريات التي كانت تأتي للشيخ عبد الحميد بن باديس من المشرق العربي، ولما كانت حالة أبيه المادية لا تسمح له بمواصلة الدراسة، وكغيره من الجزائريين في تلك الفترة المظلمة بدأ العمل كحرفي قسنطينة، ثم سافر إلى فرنسا واحتك بالحركات الجمعوية خاصة النقابية منها، ويبدو أنه في هذه الفترة تعرف على مصالي الحاج كان هذا سنة 1934، وفي عام 1936 انتخب عضو إدارة نجم شمال إفريقيا وفي شهر فيفري 1937 وبعد حل نجم شمال إفريقيا شارك في المناقشات التي أدت إلى إنشاء المنظمة الوطنية الجديدة المتمثلة في حزب الشعب الجزائري. وفي صبيحة يوم 11مارس 1937 ذهب مع مصالي الحاج إلى مقر الولاية في باريس لإيداع ملف الجمعية الجديدة وهكذا أصبح عضوا مؤسسا لحزب الشعب الجزائري، رفقة معاوية عبد الكريم و مصالي الحاج. عند إلقاء القبض على مصالي الحاج في 22 أوت، تطوع عبد الله فيلالي للعودة للجزائر من أجل إعادة تنظيم إدارة الحزب حيث استطاع خلال فترة قصيرة أن يفرض نفسه كمسير حقيقي للحزب رفقة كحال ومحمد قنانش، في هذه الفترة الزمنية كانت السلطات الأمنية الفرنسية تطارده في كل مكان بما فيها مسقط رأسه، حيث حدثتني الوالدة رحمة الله عليها، أنه في عدة مرات كانت قوات الجندرمة الفرنسية تأتى إلى زكرانة للبحث عن عبد الله فيلالي، فيأتي أبى رحمه الله بصبي صغير يحمله في يديه ويقدمه للجندرمة ويقول لهم هذا هو عبد الله الموجود لدينا، وهذا الصبي اليوم هو المجاهد عبد الله فيلالي ابن سيدي رابح شيخ الطريقة الصوفية للعائلة، وابن أخت المناضل الكبير الحسين بن ألميلي رحمه الله. من كثرة تردد المرحوم وأخيه سي المكي وابن أختهما الهاشمي بغريش على السجون الفرنسية قال لي هذا الأخير أي الهاشمي، أنه في إحدى المرات لما خرجوا من السجن وكانوا يسكنون في منطقة السويقة، وهم في طريقهم إلى مسكنهم في الشارع تجمع أهل المدينة، كنا نسميهم البلدية، وأخذوا في الضحك علينا والاستهزاء بنا، ويقولون هؤلاء الأخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر، لقد كان مطلب الاستقلال في ذلك الوقت ضرب من الجنون، في شهر نوفمبر ألقي عليه القبض وسجن بسجن بابا عروج وحكم عليه بسنة سجنا وفي 14 أكتوبر1939 وغداة إعلان الحرب العالمية الثانية، اعتقل من جديد في سجن بابا عروج مع أعضاء إدارة حزب الشعب الجزائري الذي رفض التعاون مع لحكومة الفرنسية. وفي 17مارس1941 حكم عليه في نفس القضية مع مصالي الحاج، من طرف حكومة فيشي بخمسة سنوات سجن مع النفي لمدة عشرين سنة، وبعد وصول الحلفاء يوم 8 نوفمبر سنة 1942 أطلق سراحه من سجن البرواقية، وفي البرواقية كان إلى جانبه في السجن شقيقه سي المكي. وقد حدثني وهو على فراش المرض في مستشفى القليعة، أنه وأخوه وكافة المناضلين تعرضوا لإساءات فظيعة من قبل السجانين ووصف لي كيف كانوا يخرجونهم من السجن للعمل في مزارع جني العنب وكيف كان أخو عبد الله يتلوى ألما نتيجة للتعب . في شهر فيفري سنة 1943 استأنف نضاله وذلك في إطار السرية، وما بين سنة 43=45 أشرف رفقة الأمين دباغين، أحمد بودة و أحمد مزغنة على إدارة حزب الشعب في السرية. مارس نشاطه مع مصالي الحاج الذي كان مسجونا بالحراش تحت اسم مستعار، سي منصور كعضو لجنة تنظيم حزب الشعب الجزائري المكلف بالعمل السياسي بالمنطقة الوهرانية، حيث قام ودائما تحت اسم سي منصور بإعطاء كلمة السر للعمل المسلح لمنطقة وهران قبل 8 ماي 1945. في نهاية عام 1945 حضر متنكرا في زي قسيس جلسة المحاكمة التي حاكمته هو وإخوانه، حيث كان في حالة فرار في ذلك الوقت وأصر على حضور المحاكمة وتحمل كل المخاطر بما فيها إمكانية اكتشافه ، خاصة عندما نطق رئيس المحكمة بالحكم الصادر في حقه وهو الحكم بالإعدام، وما كان القاضي يدري أنه حكم على شخص موجود معه في القاعة. انتشرت الأعمال الباهرة التي قام بها عبد الله فيلالي وسط الحزب والمناضلين، حيث شوهد متنكرا كراعي غنم يتصل بالمناضلين والمسئولين المعتقلين بمراكز الشرطة، من أجل إخبارهم بتعليمات الحزب ويزودهم بأخباره أي الحزب، ومناضلو حزب الشعب في الجهة الغربية يعرفون جيدا من هو سي منصور. كما شوهد المرحوم في الجزائر العاصمة متجولا في زي رائد عسكري أمريكي والجنود يحيونه وهو يرد التحية العسكرية وبقي على هذه الحال أي متنكر في زي رائد عسكري وبهذه الصفة دخل إلى تونس عام1946. بعد الإعفاء عنه في مارس 1946 قررت الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية ترشيحه في الانتخابات بمدينة سطيف، ولكن والي ولاية قسنطينة رفض قائمة مدينة سطيف كلية، حيث ادعى بعدم قابلية الترشيح للمرشح الثاني في القائمة وهو السيد عبد الله فيلالي. لقد كان عبد الله فيلالي مثال المناضل الملتزم الصارم، و من الأمور التي حدثني عنها سي المكي رحمه الله أن شقيقه كان ذات يوم في مهمة إلى سكيكدة، وكان معه في المهمة المرحوم المناضل أحمد مزغنة ، وكان للحزب نظام متبع بما فيها مصاريف الأكل والنوم والنقل عند تناولهما طعام الغداء بالمبلغ المحدد في ذلك الوقت قال المرحوم احمد مزغنة أنا لم أشبع وأريد شيئا من الطعام، فأجابه عبد الله فيلالي، إذا أردت المزيد من الأكل ادفعه من جيبك، أما أموال الحزب فلا. بالنسبة لوالدى رحمه الله فقد كان صديق المرحوم عبد الله فيلالي وكانا يلتقيان مرارا في قسنطينة بحكم ان الوالد كان يمارس تجارة بسيطة بين الريف والمدينة وكان يحثه عل ترك هذه التجارة والانضمام للنضال من اجل تحرير الجزائر سافر أبي مع عبد الله إلى فرنسا ولم يستطع البقاء كثيرا وسرعان ما رجع إلى الجزائر، ربما بسبب ارتباطاته العائلية فقد كانت له زوجة وأولاد صغار، أما المرحوم عبد الله فقد كانت الجزائر شغله الشاغل، ولم يفكر حتى في الزواج وكان يقول إن اليوم الذي فيه 24 ساعة لا يكفيني وتمنى أن يكون الوقت أطول لينجز أعماله. رجل المهمات الصعبة إن مسؤول الجهاز السري رجل المهمات الصعبة والخطيرة استطاع أن يخلق جوا من الغموض الذي أربك العدو، ونظرا لصفات المنظم الباهر التي يتحلى بها في مجال النشاطات الغير شرعية في نظر العدو، فإن كل المناضلين في المنظمة الخاصة لوس الذين يتلقون صعوبات في مهامهم يلتجئون إليه، وفي ذلك الوقت اتخذ اسم حركي آخر هو الخفيف . بعد قضية سرقة بريد وهران، طلب منه بن بلة الذي كان مطاردا أن يتكفل بعملية تهريبه إلى فرنسا، ومنها إلى القاهرة، وكذلك الشأن بالنسبة لحسين آيت أحمد ومحمد خيضر، وهذا بالرغم من أن اللجنة المركزية للحزب طلبت من خيضر الاستسلام للشرطة، إلا أن فيلالي قرر بمساعدة أمحمد يزيد نقل خيضر إلى الخارج. على اثر الخلافات الخطيرة التي نشأ ت بين مصالي والمركزيين، قرر العودة إلى السرية وفي شهر أفريل سنة 1953 ،عزل من اللجنة المركزية وأصبح منذ ذلك الوقت الركيزة الأساسية والناطق باسم مصالي الحاج. وفي 11مارس 1954 وفي نداء لمصالي الحاج يشرح فيه الخلافات مع اللجنة المركزية، كون لجنة شعبية كان على رأسها عبد الله فيلالي الذي أعطيت له كل الصلاحيات من أجل حل الأزمة بين مصالي والمركزيين. إن الانشقاق الذي تعرض له الحزب كان السبب في انعقاد مؤتمر بلجيكا من 13 إلى15 جويلية 1954 المنعقد من طرف أنصار مصالي وانتخب فيه عبد الله فيلالي كمنظم لهذا المؤتمر ثم عضو المكتب السياسي للحركة من اجل انتصار الحريات الديمقراطية. وفي هذا المؤتمر حسب ما علمنا من بعد، قرر البدء في العمل المسلح وحدد لذلك تاريخ جانفي 1955 ولكن المقادير جرت في طريق آخر، والبقية أتركها لأهلها من الأساتذة والمجاهدين والشهود. قبل الختام أود تسجيل مآثر من الوفاء والحب لرفقاء النضال وهذا ما لمسته من سي المكي عند ذكر أحد رفاقه المناضل الكبير الوفي وهو عمار بوجريدة الذي مات في حادث مأساوى في اطار التصفيات وقد تركت طريقة وفاته أثرا في نفسية سي المكى رحمهم الله جميعا في الأخير أود أن أشير إلى أن دوار زكرانة مسقط رأس المرحوم عبد الله فيلالي، احتضن الثورة المسلحة منذ بدايتها وكان الشهيد المرحوم عمي محمد فيلالي وسيدي محمود وغيرهم من العائلة من أوائل الملتحقين بالعمل الثوري المسلح، وهنا أتذكر وأنا طفل صغير وفي إحدى ليالي الشتاء وبعد صلاة المغرب، انتظم تجمع كبير في ساحة بيتنا ضم سكان المناطق المجاورة وترأسه المرحوم الشهيد زيغود يوسف وعبد الله بن طبال، وبعد إلقاء الخطب الحماسية انتهى التجمع بترديد نشيد فداء الجزائر للشاعر مفدى زكريا وهو النشيد الرسمي للحركة الوطنية، وذكر فيه اسم مصالي الحاج بالاسم ولم نر آنذاك تشنج أو اعتراض ثم تحولت زكرانة إلى أهم مراكز الثورة في الشمال القسنطينى وشهدت معارك ضارية بين فرنسا والثوار، وممن شاهدتهم يترددون على المركز علي كافي و إبراهيم حشاني ومصطفى بن عودة واحمد غرمول ومصطفى فيلالي وحمادى كرومة وحمودى حمروش وغيرهم من الشهداء، كما ذكرت في البداية دفعت عائلتنا 45 شهيد وعلى المستوى الضيق للعائلة لم يبق من الأسرة إلا المجاهد عبد الله فيلالي أطال الله في عمره رحم الله جميع شهداء الجزائرlundi 1 mars 2021
تاريخ المجاهد عبد الله فيلالي المدعو سي مبارك
Posted by قبيلة ال فيلالي |  at mars 01, 2021
شارك المقال: الارشيف

اسم الكاتب هنا ..
اعلانات قبيلة ال فيلالي
اعلام قبيلة ال فيلالي
مسيرة الشهيد بادن الله تعالى عبدالله فيلالي
تاريخ الشيخ الاخضر فيلالي
تاريخ مولاي علي الشريف ال فيلالي
تاريخ كفاح حبيب الشرقاني ال فيلالي
مسيرة الاستاد ابراهيم ال فيلالي رحمه الله
اداعة اف ام ال فيلالي
الاقسام
روابط مهمة
مواقيت الصلاة
بحث هذه المدونة الإلكترونية
Fourni par Blogger.
أرشيف المدونة الإلكترونية
- mars 2021 (51)
التسميات
-
بسم الله الرحمن الرحيم شهيد الثورة الجزائرالشهيد فيلالي مصطفى الذي استشهد بواد حميمين ولاية قسنطينة ،الخروب في سنة ١٩٦١
-
بسم الله الرحمن الرحيم الميلاد والنشأة ينحدر الشهيد حبيب الشرقاني الفيلالي من أسرة فيلالية يرجع أصلها إلى مدينة أرفود، حيث وُلد هناك ف...
-
بسم الله الرحمن الرحيم ابراهيم فيلالي رحمه الله ******************* نقلا عن الدكتور جمال ضو ************** كم من مرة فتحت التلفزيون عل...
0 commentaires: