• قبيلة ال فيلالي
  • الشجرة العائلية الشريفة
  • تاريخ و حضارة قبيلة ال فيلالي
  • اخر المقالات

    mercredi 3 mars 2021

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الميلاد والنشأة ينحدر الشهيد حبيب الشرقاني الفيلالي من أسرة فيلالية يرجع أصلها إلى مدينة أرفود، حيث وُلد هناك في أواخر القرن التاسع عشر وانتقل مع أسرته إلى مدينة مكناس التي عاش بها ردحا مهما من حياته كعادة الكثيرين من أبناء منطقة تافيلالت الذين استقروا في مكناسة الزيتون، حيث ما تزال بيوت أفراد العائلة هناك. وقد كان الحاج الحبيب يمارس الفلاحة في البادية أياما والتجارة في باقي الأيام الأخرى، مع ما كانت تتيحه له هذه المهنة من سفر وترحال ولقاء بأصناف مختلفة من الناس. وقد ارتبط الشهيد بفلسطين ارتباطا وثيقا بحكم وجود مجموعة من أفراد آل الفيلالي بالقدس خاصة، سافروا إليها واستقروا بها على فترات مختلفة، وكذا بحكم شَدّه الرحال إليها في كل مرة كان يقوم بها بالحج في اتجاه الكعبة بالحجاز في الجزيرة العربية
    رحّالة على نهج ابن بطوطة تعددت رحلات الشهيد حبيب إلى المشرق العربي، وخاصة للحج حيث زار مكة والمدينة لهذا الغرض في المرة الأولى عن طريق البر. وفي أثناء زيارته تلك عرّج على مدينتي القدس والخليل أثناء خضوعهما حينها للسيطرة العثمانية، في رحلة استمرت ثلاث سنوات. ليعود إلى الحج ثانية عن طريق البر قبل العودة إلى مكناس. وفي المرة الثالثة، كانت الرحلة عن طريق البحر، مع زوجته فاطمة السيفي التي كانت تنتهز فرصة المرور من هناك للقاء والدها المستقر بالقدس. وكانت هذه الرحلة طويلة عكس الرحلات الأخرى، حيث استقرا بجوار الكعبة لمدة أربع سنوات، قبل أن يقررا المغادرة في اتجاه فلسطين بعد وفاة طفل صغير لهما ولد هناك وأسموه وفقا للتقاليد المغربية باسم "المكّي"، بعد دفنه بالبقيع. كما تحكي بانفعال كبير ابنة الشهيد حبيب الفيلالي الحاجة عائشة الشرقاني (وهي فوق الثمانين من العمر) التي التقيتها في بيتها بالدوحة. "حتى زواج والدتي كان بطلب من أبي الشهيد حبيب ليَدها من عمها، لأن أباها كان موجودا في القدس، فكانت الزيارة إلى هناك مناسبة للقاء والدها مباشرة لمباركة زواجهما"، تؤكد ذلك وهي تتأمل سقف البيت متذكرة قصصا عن والدتها الراحلة وأبيها الشهيد. كان وصول هذه الأسرة إلى فلسطين لحظة اندلاع الحرب الأوروبية الأولى سنة 1914 ليجتمع شمله مع مجموعة من آل الفيلالي الذين سبقوه للإقامة هناك، خاصة في مدينتي القدس والرملة؛ ومن ضمنهم الحاج عبيد المختار الفيلالي الذي كان من المشاركين في ثورة 1936 الكبرى التي انطلقت بإضراب الستة أشهر، حيث تم اعتقاله وبعد الإفراج عنه توفي نتيجة حسرته على الإهانات التي تعرض لها من لدن جيش الاحتلال البريطاني ليُدفن من سيصبح ابنه صهرا له فيما بعد في مدينة الرملة. أما زوجته الحاجة عائشة الفيلالية ابنة قصر تبوعصامت فقد دفنت بعد وفاتها في القدس. وهكذا، سيصبح مُقام العائلة ومستقرها في القدس بحي المغاربة الشهير، الذي كان ضحية أول قرار للصهاينة بعد احتلالهم لها سنة 1967 القيام بهدمه على رؤوس قاطنيه في عملية أشرف عليها الإرهابي موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها. وبالرغم من ذلك بقي في القدس المحتلة حوالي 2740 مواطنا فلسطينيا من أصول مغربية موزعين على مناطق القدس المختلفة بعد هدم حارة المغاربة. بعد استقراره في القدس، بدأ حبيب الشرقاني الفيلالي يأخذ تدريجيا مكانته داخل مجتمع أهل القدس، حيث تحول بيته إلى مرجع لجميع المغاربة الذين يقطنون فلسطين، أو أولئك الذين يعبرون من مدنها في طريقهم للحج أو للدراسة وتلقي المعارف، أو لممارسة التجارة في بلاد الشام. وهكذا، أصبح بيت الشهيد حبيب الشرقاني في حي المغاربة ملاذا لكل الأسر المغربية هناك، حيث تحدثت ابنته الحاجة عائشة الشرقاني عن العلاقات المتضامنة التي كانت تجمع العائلات المغربية هناك، مثل عائلات التواتي والجبلي والتيجاني والعروسي والفيلالي واحميدة (المنحدرة من محاميد الغزلان) والحيحي والشهيد السحار والباشا والعلوي وغانم (عائلة منحدرة من آسفي) والمراكشي وعبد الوهاب (عائلة منحدرة من منطقة بني عروس شمال المغرب) والمصلوحي والدكالي والتلمساني والمهدي المزكلدي (شيخ المغاربة الذي كان يستقبل جميع الوافدين إلى القدس من عموم المغرب العربي الكبير) والأعرج والسباعي والزواوي (عائلة من أصول جزائرية تنحدر من منطقة القبايل) والطيب (أصولهم من الزاوية الناصرية في تامكرودت).. وغيرهم أسماء كثيرة لا تتذكرها السيدة عائشة في عملية تداعي ذكرياتها البعيدة في الزمن.
    وهكذا، أصبح السيد حبيب الشرقاني من وجهاء المغاربة في القدس، صاحب مكانة وهيبة واضحة، يزور بيته كبار الشخصيات القادمة للقدس حتى بعد استشهاده، حيث إن الزعيم المغربي علالا الفاسي زار بيته في دجنبر من سنة 1953 حين قام بزيارة للقدس قبل احتلالها والتقى أبناءه هناك. هذه المكانة هي التي جعلت الشهيد حبيب مقربا من وجوه النضال الفلسطيني حينها، وخاصة مفتي القدس أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا وأبرز الوجوه الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين، حيث ما زالت ذاكرة الحاجة عائشة تستحضر كيف أن زيارة الحسيني لبيت والدها منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومشاهدته لها جعلت المفتي يطلب من أبيها ضرورة إدخالها إلى المدرسة، وهي في سن الخامسة حينها؛ وهو الطلب الذي لم يتردد الشهيد حبيب بتلبيته لصديقه المفتي، خاصة ونها كانت الابنة الوحيدة لأبويها ضمن عدد من الإخوة الذكور. وكانت صداقة الشهيد حبيب للمفتي مستمرة إلى حين استشهاده، حيث كان لهما لقاء خارج فلسطين، حين كان المفتي يعالج في مدينة الإسكندرية. أما أبناء الشهيد حبيب فقد برز منهم إبراهيم الذي كان مكلفا بتوزيع المساعدات الرسمية التي كانت تأتي من المغرب وتوزيعها على كل المغاربة الموجودين في فلسطين كلها، حيث تحكي الحاجة عائشة: "أن تلك المعونة كانت توزع على الجميع ولا تفرق بين مغاربة فلسطين مهما كانت أصولهم، من المغرب الأقصى أم من تونس أم من الجزائر بالتقسيم الحالي". وقد شارك في عدد من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية إلى حدود احتلال الصهاينة لما تبقى من فلسطين في عدوان 1967، ليضطر بعدها للخروج إلى المغرب بعد أن كان مطلوبا من لدن الصهاينة، حيث استقر به المقام في مدينة مكناس حتى وفاته سنة 2006. كما عرف الراحل إبراهيم بكونه كان مسؤولا عن أمن الحرم داخليا وخارجيا من خلال مسؤوليته عن عدد من أبواب المسجد الأقصى، تذكر منها شقيقته الحاجة عائشة: "باب المجلس وباب المغاربة وباب المدرسة وباب الحديد.."، وهي المسؤولية التي جعلته قريبا من والده لحظة استشهاده. شهادة في قلب الحرم القدسي كان للمغاربة دور مشهود في التصدي للاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ غزوها من لدن البريطانيين سنة 1917، حيث تتذكر السيدة عائشة ابنة الشهيد حبيب كيف أنه كانت توجد في حارة المغاربة بالقدس امرأة مغربية كانت تسمى الطنجاوية (نسبة لانحدارها من مدينة طنجة) كانت تفتح بيتها للمقاومين للاجتماع فيه والتخطيط لعمليات المقاومة، بسبب عدم انتباه المستعمرين الإنجليز والعصابات الصهيونية المتحالفة معهم لبيت تقطنه امرأة. وهو البيت الذي كان منطلق الكثير من العمليات الفدائية التي شارك فيها أشقاؤها، وخاصة إبراهيم. أما أبوها الشهيد حبيب فقد كان قبل استشهاده قد تهيأ لمقاومة طويلة للمحتل، حيث اقتنى رشاشا وخبأه في بيته. وأثناء اشتداد المعارك بين العصابات الصهيونية ومجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، هاجمت العصابات الصهيونية الحرم القدسي يوم 10/10/1948 وأطلقت النار على كل من يتحرك بداخله، فسقط العديد من الشهداء كان من ضمنهم السيد حبيب الشرقاني حيث كان يتوضأ في باحة الحرم الأقصى استعدادا لأداء الصلاة مع مجموعة من المغاربة هناك، لتختلط دماؤه بمياه نافورة الماء هناك.. ولأن رصاص العصابات الصهيونية التي هاجمت حارة المغاربة ومداخل المسجد الأقصى كان كثيفا، لم يتمكن مرافقوه من سحب جثته إلا بصعوبة بالغة حيث كان الرصاص يلعلع هناك. وبعد أن تم ربط ابنه إبراهيم بحبل محيط به، قام بالزحف على بطنه في اتجاه مكان النافورة ليسحب جثمان والده الذي اخترقت رأسه رصاصة من جهة الأذن لتخرج من الجهة الأخرى، وكان السحب بمساعدة رفاقه الذين تحصنوا خلف أحد الجدران القريبة، ليتم دفنه في باحة الحرم غير بعيد عن مكان استشهاده. شهيد ضمن كوكبة من المقاومين المغاربة سنة 1948 لم يكن الشهيد حبيب الشرقاني المغربي الوحيد الذي استشهد في تلك الأيام العصيبة التي سبقت إخضاع فلسطين للاستعمار الصهيوني (بين سنتي 1947 و1948)، بل كان هناك مجموعة من الأسماء أوردها الأستاذ عارف باشا العارف في موسوعته الشهيرة

    حبيب الشرقاني الفيلالي .. ابن مكناس الذي استُشهد في قلب القدس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الميلاد والنشأة ينحدر الشهيد حبيب الشرقاني الفيلالي من أسرة فيلالية يرجع أصلها إلى مدينة أرفود، حيث وُلد هناك في أواخر القرن التاسع عشر وانتقل مع أسرته إلى مدينة مكناس التي عاش بها ردحا مهما من حياته كعادة الكثيرين من أبناء منطقة تافيلالت الذين استقروا في مكناسة الزيتون، حيث ما تزال بيوت أفراد العائلة هناك. وقد كان الحاج الحبيب يمارس الفلاحة في البادية أياما والتجارة في باقي الأيام الأخرى، مع ما كانت تتيحه له هذه المهنة من سفر وترحال ولقاء بأصناف مختلفة من الناس. وقد ارتبط الشهيد بفلسطين ارتباطا وثيقا بحكم وجود مجموعة من أفراد آل الفيلالي بالقدس خاصة، سافروا إليها واستقروا بها على فترات مختلفة، وكذا بحكم شَدّه الرحال إليها في كل مرة كان يقوم بها بالحج في اتجاه الكعبة بالحجاز في الجزيرة العربية
    رحّالة على نهج ابن بطوطة تعددت رحلات الشهيد حبيب إلى المشرق العربي، وخاصة للحج حيث زار مكة والمدينة لهذا الغرض في المرة الأولى عن طريق البر. وفي أثناء زيارته تلك عرّج على مدينتي القدس والخليل أثناء خضوعهما حينها للسيطرة العثمانية، في رحلة استمرت ثلاث سنوات. ليعود إلى الحج ثانية عن طريق البر قبل العودة إلى مكناس. وفي المرة الثالثة، كانت الرحلة عن طريق البحر، مع زوجته فاطمة السيفي التي كانت تنتهز فرصة المرور من هناك للقاء والدها المستقر بالقدس. وكانت هذه الرحلة طويلة عكس الرحلات الأخرى، حيث استقرا بجوار الكعبة لمدة أربع سنوات، قبل أن يقررا المغادرة في اتجاه فلسطين بعد وفاة طفل صغير لهما ولد هناك وأسموه وفقا للتقاليد المغربية باسم "المكّي"، بعد دفنه بالبقيع. كما تحكي بانفعال كبير ابنة الشهيد حبيب الفيلالي الحاجة عائشة الشرقاني (وهي فوق الثمانين من العمر) التي التقيتها في بيتها بالدوحة. "حتى زواج والدتي كان بطلب من أبي الشهيد حبيب ليَدها من عمها، لأن أباها كان موجودا في القدس، فكانت الزيارة إلى هناك مناسبة للقاء والدها مباشرة لمباركة زواجهما"، تؤكد ذلك وهي تتأمل سقف البيت متذكرة قصصا عن والدتها الراحلة وأبيها الشهيد. كان وصول هذه الأسرة إلى فلسطين لحظة اندلاع الحرب الأوروبية الأولى سنة 1914 ليجتمع شمله مع مجموعة من آل الفيلالي الذين سبقوه للإقامة هناك، خاصة في مدينتي القدس والرملة؛ ومن ضمنهم الحاج عبيد المختار الفيلالي الذي كان من المشاركين في ثورة 1936 الكبرى التي انطلقت بإضراب الستة أشهر، حيث تم اعتقاله وبعد الإفراج عنه توفي نتيجة حسرته على الإهانات التي تعرض لها من لدن جيش الاحتلال البريطاني ليُدفن من سيصبح ابنه صهرا له فيما بعد في مدينة الرملة. أما زوجته الحاجة عائشة الفيلالية ابنة قصر تبوعصامت فقد دفنت بعد وفاتها في القدس. وهكذا، سيصبح مُقام العائلة ومستقرها في القدس بحي المغاربة الشهير، الذي كان ضحية أول قرار للصهاينة بعد احتلالهم لها سنة 1967 القيام بهدمه على رؤوس قاطنيه في عملية أشرف عليها الإرهابي موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها. وبالرغم من ذلك بقي في القدس المحتلة حوالي 2740 مواطنا فلسطينيا من أصول مغربية موزعين على مناطق القدس المختلفة بعد هدم حارة المغاربة. بعد استقراره في القدس، بدأ حبيب الشرقاني الفيلالي يأخذ تدريجيا مكانته داخل مجتمع أهل القدس، حيث تحول بيته إلى مرجع لجميع المغاربة الذين يقطنون فلسطين، أو أولئك الذين يعبرون من مدنها في طريقهم للحج أو للدراسة وتلقي المعارف، أو لممارسة التجارة في بلاد الشام. وهكذا، أصبح بيت الشهيد حبيب الشرقاني في حي المغاربة ملاذا لكل الأسر المغربية هناك، حيث تحدثت ابنته الحاجة عائشة الشرقاني عن العلاقات المتضامنة التي كانت تجمع العائلات المغربية هناك، مثل عائلات التواتي والجبلي والتيجاني والعروسي والفيلالي واحميدة (المنحدرة من محاميد الغزلان) والحيحي والشهيد السحار والباشا والعلوي وغانم (عائلة منحدرة من آسفي) والمراكشي وعبد الوهاب (عائلة منحدرة من منطقة بني عروس شمال المغرب) والمصلوحي والدكالي والتلمساني والمهدي المزكلدي (شيخ المغاربة الذي كان يستقبل جميع الوافدين إلى القدس من عموم المغرب العربي الكبير) والأعرج والسباعي والزواوي (عائلة من أصول جزائرية تنحدر من منطقة القبايل) والطيب (أصولهم من الزاوية الناصرية في تامكرودت).. وغيرهم أسماء كثيرة لا تتذكرها السيدة عائشة في عملية تداعي ذكرياتها البعيدة في الزمن.
    وهكذا، أصبح السيد حبيب الشرقاني من وجهاء المغاربة في القدس، صاحب مكانة وهيبة واضحة، يزور بيته كبار الشخصيات القادمة للقدس حتى بعد استشهاده، حيث إن الزعيم المغربي علالا الفاسي زار بيته في دجنبر من سنة 1953 حين قام بزيارة للقدس قبل احتلالها والتقى أبناءه هناك. هذه المكانة هي التي جعلت الشهيد حبيب مقربا من وجوه النضال الفلسطيني حينها، وخاصة مفتي القدس أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا وأبرز الوجوه الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين، حيث ما زالت ذاكرة الحاجة عائشة تستحضر كيف أن زيارة الحسيني لبيت والدها منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومشاهدته لها جعلت المفتي يطلب من أبيها ضرورة إدخالها إلى المدرسة، وهي في سن الخامسة حينها؛ وهو الطلب الذي لم يتردد الشهيد حبيب بتلبيته لصديقه المفتي، خاصة ونها كانت الابنة الوحيدة لأبويها ضمن عدد من الإخوة الذكور. وكانت صداقة الشهيد حبيب للمفتي مستمرة إلى حين استشهاده، حيث كان لهما لقاء خارج فلسطين، حين كان المفتي يعالج في مدينة الإسكندرية. أما أبناء الشهيد حبيب فقد برز منهم إبراهيم الذي كان مكلفا بتوزيع المساعدات الرسمية التي كانت تأتي من المغرب وتوزيعها على كل المغاربة الموجودين في فلسطين كلها، حيث تحكي الحاجة عائشة: "أن تلك المعونة كانت توزع على الجميع ولا تفرق بين مغاربة فلسطين مهما كانت أصولهم، من المغرب الأقصى أم من تونس أم من الجزائر بالتقسيم الحالي". وقد شارك في عدد من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية إلى حدود احتلال الصهاينة لما تبقى من فلسطين في عدوان 1967، ليضطر بعدها للخروج إلى المغرب بعد أن كان مطلوبا من لدن الصهاينة، حيث استقر به المقام في مدينة مكناس حتى وفاته سنة 2006. كما عرف الراحل إبراهيم بكونه كان مسؤولا عن أمن الحرم داخليا وخارجيا من خلال مسؤوليته عن عدد من أبواب المسجد الأقصى، تذكر منها شقيقته الحاجة عائشة: "باب المجلس وباب المغاربة وباب المدرسة وباب الحديد.."، وهي المسؤولية التي جعلته قريبا من والده لحظة استشهاده. شهادة في قلب الحرم القدسي كان للمغاربة دور مشهود في التصدي للاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ غزوها من لدن البريطانيين سنة 1917، حيث تتذكر السيدة عائشة ابنة الشهيد حبيب كيف أنه كانت توجد في حارة المغاربة بالقدس امرأة مغربية كانت تسمى الطنجاوية (نسبة لانحدارها من مدينة طنجة) كانت تفتح بيتها للمقاومين للاجتماع فيه والتخطيط لعمليات المقاومة، بسبب عدم انتباه المستعمرين الإنجليز والعصابات الصهيونية المتحالفة معهم لبيت تقطنه امرأة. وهو البيت الذي كان منطلق الكثير من العمليات الفدائية التي شارك فيها أشقاؤها، وخاصة إبراهيم. أما أبوها الشهيد حبيب فقد كان قبل استشهاده قد تهيأ لمقاومة طويلة للمحتل، حيث اقتنى رشاشا وخبأه في بيته. وأثناء اشتداد المعارك بين العصابات الصهيونية ومجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، هاجمت العصابات الصهيونية الحرم القدسي يوم 10/10/1948 وأطلقت النار على كل من يتحرك بداخله، فسقط العديد من الشهداء كان من ضمنهم السيد حبيب الشرقاني حيث كان يتوضأ في باحة الحرم الأقصى استعدادا لأداء الصلاة مع مجموعة من المغاربة هناك، لتختلط دماؤه بمياه نافورة الماء هناك.. ولأن رصاص العصابات الصهيونية التي هاجمت حارة المغاربة ومداخل المسجد الأقصى كان كثيفا، لم يتمكن مرافقوه من سحب جثته إلا بصعوبة بالغة حيث كان الرصاص يلعلع هناك. وبعد أن تم ربط ابنه إبراهيم بحبل محيط به، قام بالزحف على بطنه في اتجاه مكان النافورة ليسحب جثمان والده الذي اخترقت رأسه رصاصة من جهة الأذن لتخرج من الجهة الأخرى، وكان السحب بمساعدة رفاقه الذين تحصنوا خلف أحد الجدران القريبة، ليتم دفنه في باحة الحرم غير بعيد عن مكان استشهاده. شهيد ضمن كوكبة من المقاومين المغاربة سنة 1948 لم يكن الشهيد حبيب الشرقاني المغربي الوحيد الذي استشهد في تلك الأيام العصيبة التي سبقت إخضاع فلسطين للاستعمار الصهيوني (بين سنتي 1947 و1948)، بل كان هناك مجموعة من الأسماء أوردها الأستاذ عارف باشا العارف في موسوعته الشهيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شطرباش فاطمة...المرأة التي استحقت لقب الخنساء عن جدارة أبصرت النور فاطمة شطرباش سنة 1902 م، بمشتة أرزحيث دوار رأس فرجيوة بلدية عين بيضاء احريش التي يغلب عليها الطابع الريفي وصعوبة التضاريس، تربت في أحضان أسرة ريفية كانت الفلاحة والمواشي المصدر الأساسي لمعيشتهم، إضافة إلى تربيتها كانت ماهرة في حرفة النسيج والصناعة التقليدية، حيث اقترنت بالسيد فيلالي بن أحمد وهومن عائلة محافظة مكتفية ذاتيا بما يحصل عليه أبناؤها من موارد زراعية، حيث أنجبت عشرة أولاد منهم ثلاث بنات وسبعة ذكور، وتولت تربيتهم تربية حسنة. فكانت هذه المرأة مثالا في التربية والسهر على أبنائها بالروح الجماعية داخل العائلة الكبيرة، وبعد أحداث الثمن ماي 1945 الفاصل الأخير الذي أكدت فيه فرنسا للشعب الجزائري أن حقه على فوهات المدافع فليختار! فاختار الشعب واختارت هذه الأسرة معه طريق الثورة والجهاد، وقدمت لثورة الأحرار (1954-1962) ما يزيد عن عشرين مجاهدا منهم ثمانية عشر سقطوا في ميدان الشرف، كان من نصيب هذه الخنساء خمسة من أبنائها وهم محمد، معمر والشهيد مسعود والمختار والهاشمي، حيث قال فيها الشاعر أحمد قاجة فاطمة شاطرباش خرجت من العير أم الخنسوات دليلهم شعار أم الخمس فحول شهداء يا جهير فيلالي في لقبهم عز الأخيار

    الخنساء زوجة السيد فيلالي فاطمة شاطباش ام الفيلاليين الشهداء الخمس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شطرباش فاطمة...المرأة التي استحقت لقب الخنساء عن جدارة أبصرت النور فاطمة شطرباش سنة 1902 م، بمشتة أرزحيث دوار رأس فرجيوة بلدية عين بيضاء احريش التي يغلب عليها الطابع الريفي وصعوبة التضاريس، تربت في أحضان أسرة ريفية كانت الفلاحة والمواشي المصدر الأساسي لمعيشتهم، إضافة إلى تربيتها كانت ماهرة في حرفة النسيج والصناعة التقليدية، حيث اقترنت بالسيد فيلالي بن أحمد وهومن عائلة محافظة مكتفية ذاتيا بما يحصل عليه أبناؤها من موارد زراعية، حيث أنجبت عشرة أولاد منهم ثلاث بنات وسبعة ذكور، وتولت تربيتهم تربية حسنة. فكانت هذه المرأة مثالا في التربية والسهر على أبنائها بالروح الجماعية داخل العائلة الكبيرة، وبعد أحداث الثمن ماي 1945 الفاصل الأخير الذي أكدت فيه فرنسا للشعب الجزائري أن حقه على فوهات المدافع فليختار! فاختار الشعب واختارت هذه الأسرة معه طريق الثورة والجهاد، وقدمت لثورة الأحرار (1954-1962) ما يزيد عن عشرين مجاهدا منهم ثمانية عشر سقطوا في ميدان الشرف، كان من نصيب هذه الخنساء خمسة من أبنائها وهم محمد، معمر والشهيد مسعود والمختار والهاشمي، حيث قال فيها الشاعر أحمد قاجة فاطمة شاطرباش خرجت من العير أم الخنسوات دليلهم شعار أم الخمس فحول شهداء يا جهير فيلالي في لقبهم عز الأخيار

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مسيرة الاسد الهصور الشهيد حسان فيلالي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    lundi 1 mars 2021

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شهيد الثورة الجزائرالشهيد فيلالي مصطفى الذي استشهد بواد حميمين ولاية قسنطينة ،الخروب في سنة ١٩٦١

    تاريخ الشهيد مصطفى فيلالي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شهيد الثورة الجزائرالشهيد فيلالي مصطفى الذي استشهد بواد حميمين ولاية قسنطينة ،الخروب في سنة ١٩٦١

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة [quote]ظهرت جمعية العلماء المسلمين على الساحة الجزائرية بعد مضي قرن من الإستعمار الفرنسي الذي ظن أنه قدأفلح في طمس الهوية الوطنية من دين و لغة حيث هدم المساجد و حول بعضها إلى كنائس و منع تعليم اللغة العربية و ضيق على النشاط الديني الذي انحسر بفعل التجهيل في بعض الشعائر أو الأنشطة الطرقية التي لا تزيد الناس إلا تخديرا.و لكي يتمكن العلماء بقيادة الإمام ابن باديس ـ رحمه الله ـ من القيام باصلاحاتهم أسسوا جمعيات و حلقات دراسية بعضها في فرنسا ذاتها بين العمال ، كما أنشؤوا مساجد خاصة ومدارس ابتدائية لتدريس العلوم الدينية والعربية قدر عددها بمائة وثلاثين مدرسة في مختلف أنحاء القطر الجزائري ، وشجعوا طلابهم على الإرتحال في طلب العلم ، إلى جامع الزيتونة والجامع الأزهر وغيرهما من الجامعات في الوطن العربي طلبا للدراسات العليا . كما أسسوا مدرسة عليا في قسنطينة وانتشر نفوذهم بصفةة عامة في المدن الصغرى . نشاط جمعية العلماء بفرجيوة و قد أسست الجمعية ببلدة فج مزالة مدرسة للتعليم العربي كان يديرها و يدرس بها الشهيد محمد شوارفة و الشيخ عبد المجيد حيرش.كما أسست مدرسة أخرى بمشتى عين الدفلى كان يديرها و يدرس بها الشيخ خليلي البشير.و قد تشرفت بلدة فج مزالة بزيارة الإمام العلامة الشيخ الشير الإبراهيمي رحمه الله حيث ألقى درسا بمسجدها العتيق و الوحيد آنذاك.يذكر الإما ابن باديس في معرض سرده لتلاميذ الجمعية أسماء ثلاثة من أبناء منطقة فرجيوةهم:الطاهر بن يخلف ، و محمد بن الشيخ المطيش ، ومحمد شوارفة.و قد ذكر لنا الشيخ محمد يحي أنه درس على يد الإمام ابن باديس حوالي خمسين يوما بالجامع الأخضر بقسنطينة.و ذكر الشيخ محمد خير الدين الكاتب العام للجمعية في مذكراته عند تطرقه لقائمة الشيوخ الذين اعتمدتهم الجمعية للخروج من أجل الوعظ خلال شهري أوت و سبتمبر لسنة 1954 الشيخ سليمان بشنون مكلفا بمنطقة فج مزالة. طلبة منطقة فرجيوة بمعهد ابن باديس بقسنطينة إسم الطالب مكان السكن ملاحظة سراط السعيد بنات عثمان شهيدسراط محمد بنات عثمان ـ ــــــبوحنة مسعود قلالة شهيدعبد الرزاق أحمد غار الزيتون مدير مدرسة متوفىبو السكين البشير أولاد بوقرة مدير متوسطة متقاعداحريش علي الربع شهيدفيلالي محمد بنات عثمان شهيدمرمول البشير سخيفة أستاذ جامعي متقاعدلطرش الشريف الربع مدير مدرسة متوفىفيلالي اعمر بنات عثمان حارس متوسطة متوفىبلحامدي الطالب سيدي مدور تاجر متوفىبن جدو المختار عياض معلم متوفىحدمسعود مسعود القندولة مدير مدرسة متقاعد حدمسعود أحمد القندولة شهيــــد سيدي عيسى سليمان الربع ــــــــــــــــبن شريف السعيد عين الدفلى معلم متقاعدسويوط مسعود بني قشة ــــــــــــــــــــبوذراع أحمد بني قشة ـــــــــمكرود مسعود منتورة ـــــــــــــــــقشي الصديق بني قشة مدير مدرسة متقاعدملاحظة : هذه نبذة عن نشاط جمعية العلماء المسلمين و شيوخها و تلاميذها بمنطقة فرجيوة سجلتها اعتمادا على شهادة والدي الشفوية ، وأدعو كل من له اهتمام بالموضوع أن يبادر لتسجيل و جمع ما لأمكنه من معلومات و شهادات حفاظا على الذاكرة الجماعية للمنطقة نشاط جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة مُساهمة من طرف alidz في الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 20:19 في مشتة بنات عثمان ، كانت مدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و قد دشنت من طرف نائب رئيس الجمعية العلامة البشير الابراهيمي و تخرج منها عدة طلبة تابعوا دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ، و بعد تخرجهم أكملوا دراسنهم بجامع الزيتونة بتونس ، و بعد تحصلهن على شهادة النخرج ، انتقلوا الى جامع الازهر و أكملوا دراسنهم هنتك و منهم الشيخ الاسناد الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي، و المختالر الفيلالي ، الدي كان امام بعدة مسجاد و أخرها مسجد المنصورة بقسنطينة و أخوه عمار الفيلالي الدي كان امام في مسجد السوق و تخرج عل يده عدة شيوج بمسجد السويقة بقسنطيمة ، و الاسناد محمد الفيلالي ابن المدني الدي كان استاد في عدة كدارس تابعة لجمعية العلماء ، منهت مدرسة الاغواط للبنات ، ثم حول الى مدرسة باتنة ، و عند اندلاع الثورة النحق بصفوف جيش التحرير الوطني و عدد من الطلبة الدين خرجوا من هده المدرسة ملاحظة : نعلمكم ان الكاتب العام لبوعكاز حاكم منطقة فرجيوة و هو القاضي الفيلالي ابن الفيلالي و قد ورثوا هده الوظيفة ابا عن جد كمد دخول الاترتك الى قسنطينة و لدينا وثلئق و أدلى تتبث دلك و ان شاء الله الحق بهدا الموضوع صورا عن الوثائق المكتوبة على الجلد و الكتان من سنة 1600 الى 1953 و ان العلامة ابن خلدون في المجلد 11 و الثاني عشر قد دكر فرجيوة عدة مرات و من مصادر شفوية عن الاجداد و كبار السن يقال ان المهاجر ابو دينار مدفون في مقبرة مشتة بنات عثمان ن المكان المسمى بالجنان بالقرب من قبر الحاج على الفيلالي و ان مقر اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر كانت تسجل فت منزل الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي و لا زالت الكازمة او الدهليز التي يحفظون الات البث موجودة في المطبخ او المكان المسملا بالنوالة و لا زالت موجودة لحد الان رغم الدمار المتعد الدي حل بالمكان و لا زال الشهود أحياء و هم السيد فيلالي بلقاسم و اخوه السي اسماعيل و ابناء اعمامهم عبد العالي و نعمان الدين كانو ينقلون هده الالات الى رأس جبل البور الكبير تم جبل عياط و يوم أخرج في جبل زارزة ...الخ حيث ان قادة المنطقة التانية للثورة يقطنونة في هده المشتة و يسمونها بالمكان الامن ، حيث ان زعيم الولاية ، المجاهد على كافي امضى عدة ايام في مشتة بنات عتمان، مع العلم شريف بن عناني كان من ينقل الزاد من مدينة فرجيوة من طرف السيد بن عزرين و السيد طرشي تاجران بفرجيوة يزودان الجبهة بالباس و الأطعمة بطرق سرية من عدة أماكن ، وهناك كثير من المجاهدين الدين قضوا نحبهم في الستقلال او بعدهاو مازالوا احياء و لم يسجلوا انفسهم في سجل المجاهدين ، و لا زالت اثار التعديب و الرصاص في اجسامهم و منهم من ادخل السجن أثاء الثورة ، و لا يمكن نسيان هؤلاء الاشخاص و منهم : صراط العربي ، نعمان فيلالي ، عبد العالي فيلالي ، بلقاسم فيلالي ، اسماعيل فيلالي ، عبد القادر فيلالي ،شريف بلعناني و غيرهم من من شاركوا في الثورة و لم يتحصلوا على والوثائق حيث ان سيف المهاجر ابو دينار لا يزال الى حد الان في فرجيوة و كانت تورثه عائلة الفيلالي ابا عن جد و يوجد حاليا عند احفاد الشيخ العلامة المدني الفيلالي و ان شاء الله اوزودكم بأدلة تارخية عنه

    تاريخ ابناء قبيلة ال فيلالي في عهد الاستعمار الفرنسي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة [quote]ظهرت جمعية العلماء المسلمين على الساحة الجزائرية بعد مضي قرن من الإستعمار الفرنسي الذي ظن أنه قدأفلح في طمس الهوية الوطنية من دين و لغة حيث هدم المساجد و حول بعضها إلى كنائس و منع تعليم اللغة العربية و ضيق على النشاط الديني الذي انحسر بفعل التجهيل في بعض الشعائر أو الأنشطة الطرقية التي لا تزيد الناس إلا تخديرا.و لكي يتمكن العلماء بقيادة الإمام ابن باديس ـ رحمه الله ـ من القيام باصلاحاتهم أسسوا جمعيات و حلقات دراسية بعضها في فرنسا ذاتها بين العمال ، كما أنشؤوا مساجد خاصة ومدارس ابتدائية لتدريس العلوم الدينية والعربية قدر عددها بمائة وثلاثين مدرسة في مختلف أنحاء القطر الجزائري ، وشجعوا طلابهم على الإرتحال في طلب العلم ، إلى جامع الزيتونة والجامع الأزهر وغيرهما من الجامعات في الوطن العربي طلبا للدراسات العليا . كما أسسوا مدرسة عليا في قسنطينة وانتشر نفوذهم بصفةة عامة في المدن الصغرى . نشاط جمعية العلماء بفرجيوة و قد أسست الجمعية ببلدة فج مزالة مدرسة للتعليم العربي كان يديرها و يدرس بها الشهيد محمد شوارفة و الشيخ عبد المجيد حيرش.كما أسست مدرسة أخرى بمشتى عين الدفلى كان يديرها و يدرس بها الشيخ خليلي البشير.و قد تشرفت بلدة فج مزالة بزيارة الإمام العلامة الشيخ الشير الإبراهيمي رحمه الله حيث ألقى درسا بمسجدها العتيق و الوحيد آنذاك.يذكر الإما ابن باديس في معرض سرده لتلاميذ الجمعية أسماء ثلاثة من أبناء منطقة فرجيوةهم:الطاهر بن يخلف ، و محمد بن الشيخ المطيش ، ومحمد شوارفة.و قد ذكر لنا الشيخ محمد يحي أنه درس على يد الإمام ابن باديس حوالي خمسين يوما بالجامع الأخضر بقسنطينة.و ذكر الشيخ محمد خير الدين الكاتب العام للجمعية في مذكراته عند تطرقه لقائمة الشيوخ الذين اعتمدتهم الجمعية للخروج من أجل الوعظ خلال شهري أوت و سبتمبر لسنة 1954 الشيخ سليمان بشنون مكلفا بمنطقة فج مزالة. طلبة منطقة فرجيوة بمعهد ابن باديس بقسنطينة إسم الطالب مكان السكن ملاحظة سراط السعيد بنات عثمان شهيدسراط محمد بنات عثمان ـ ــــــبوحنة مسعود قلالة شهيدعبد الرزاق أحمد غار الزيتون مدير مدرسة متوفىبو السكين البشير أولاد بوقرة مدير متوسطة متقاعداحريش علي الربع شهيدفيلالي محمد بنات عثمان شهيدمرمول البشير سخيفة أستاذ جامعي متقاعدلطرش الشريف الربع مدير مدرسة متوفىفيلالي اعمر بنات عثمان حارس متوسطة متوفىبلحامدي الطالب سيدي مدور تاجر متوفىبن جدو المختار عياض معلم متوفىحدمسعود مسعود القندولة مدير مدرسة متقاعد حدمسعود أحمد القندولة شهيــــد سيدي عيسى سليمان الربع ــــــــــــــــبن شريف السعيد عين الدفلى معلم متقاعدسويوط مسعود بني قشة ــــــــــــــــــــبوذراع أحمد بني قشة ـــــــــمكرود مسعود منتورة ـــــــــــــــــقشي الصديق بني قشة مدير مدرسة متقاعدملاحظة : هذه نبذة عن نشاط جمعية العلماء المسلمين و شيوخها و تلاميذها بمنطقة فرجيوة سجلتها اعتمادا على شهادة والدي الشفوية ، وأدعو كل من له اهتمام بالموضوع أن يبادر لتسجيل و جمع ما لأمكنه من معلومات و شهادات حفاظا على الذاكرة الجماعية للمنطقة نشاط جمعية العلماء المسلمين بفرجيوة مُساهمة من طرف alidz في الإثنين 21 سبتمبر 2009 - 20:19 في مشتة بنات عثمان ، كانت مدرسة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و قد دشنت من طرف نائب رئيس الجمعية العلامة البشير الابراهيمي و تخرج منها عدة طلبة تابعوا دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ، و بعد تخرجهم أكملوا دراسنهم بجامع الزيتونة بتونس ، و بعد تحصلهن على شهادة النخرج ، انتقلوا الى جامع الازهر و أكملوا دراسنهم هنتك و منهم الشيخ الاسناد الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي، و المختالر الفيلالي ، الدي كان امام بعدة مسجاد و أخرها مسجد المنصورة بقسنطينة و أخوه عمار الفيلالي الدي كان امام في مسجد السوق و تخرج عل يده عدة شيوج بمسجد السويقة بقسنطيمة ، و الاسناد محمد الفيلالي ابن المدني الدي كان استاد في عدة كدارس تابعة لجمعية العلماء ، منهت مدرسة الاغواط للبنات ، ثم حول الى مدرسة باتنة ، و عند اندلاع الثورة النحق بصفوف جيش التحرير الوطني و عدد من الطلبة الدين خرجوا من هده المدرسة ملاحظة : نعلمكم ان الكاتب العام لبوعكاز حاكم منطقة فرجيوة و هو القاضي الفيلالي ابن الفيلالي و قد ورثوا هده الوظيفة ابا عن جد كمد دخول الاترتك الى قسنطينة و لدينا وثلئق و أدلى تتبث دلك و ان شاء الله الحق بهدا الموضوع صورا عن الوثائق المكتوبة على الجلد و الكتان من سنة 1600 الى 1953 و ان العلامة ابن خلدون في المجلد 11 و الثاني عشر قد دكر فرجيوة عدة مرات و من مصادر شفوية عن الاجداد و كبار السن يقال ان المهاجر ابو دينار مدفون في مقبرة مشتة بنات عثمان ن المكان المسمى بالجنان بالقرب من قبر الحاج على الفيلالي و ان مقر اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر كانت تسجل فت منزل الشهيد مخمد الطاهر الفيلالي و لا زالت الكازمة او الدهليز التي يحفظون الات البث موجودة في المطبخ او المكان المسملا بالنوالة و لا زالت موجودة لحد الان رغم الدمار المتعد الدي حل بالمكان و لا زال الشهود أحياء و هم السيد فيلالي بلقاسم و اخوه السي اسماعيل و ابناء اعمامهم عبد العالي و نعمان الدين كانو ينقلون هده الالات الى رأس جبل البور الكبير تم جبل عياط و يوم أخرج في جبل زارزة ...الخ حيث ان قادة المنطقة التانية للثورة يقطنونة في هده المشتة و يسمونها بالمكان الامن ، حيث ان زعيم الولاية ، المجاهد على كافي امضى عدة ايام في مشتة بنات عتمان، مع العلم شريف بن عناني كان من ينقل الزاد من مدينة فرجيوة من طرف السيد بن عزرين و السيد طرشي تاجران بفرجيوة يزودان الجبهة بالباس و الأطعمة بطرق سرية من عدة أماكن ، وهناك كثير من المجاهدين الدين قضوا نحبهم في الستقلال او بعدهاو مازالوا احياء و لم يسجلوا انفسهم في سجل المجاهدين ، و لا زالت اثار التعديب و الرصاص في اجسامهم و منهم من ادخل السجن أثاء الثورة ، و لا يمكن نسيان هؤلاء الاشخاص و منهم : صراط العربي ، نعمان فيلالي ، عبد العالي فيلالي ، بلقاسم فيلالي ، اسماعيل فيلالي ، عبد القادر فيلالي ،شريف بلعناني و غيرهم من من شاركوا في الثورة و لم يتحصلوا على والوثائق حيث ان سيف المهاجر ابو دينار لا يزال الى حد الان في فرجيوة و كانت تورثه عائلة الفيلالي ابا عن جد و يوجد حاليا عند احفاد الشيخ العلامة المدني الفيلالي و ان شاء الله اوزودكم بأدلة تارخية عنه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من أمجاد الثورة بمدينة فج مزالة << ولا تحسبن الدين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون >> اشرأبت مطامع فرتسا لجزائرنا الفتية و موقعها المغري ، فلفقت التهم و نسجت الأكاديب وخلقت منها مبررا كافيا لوطء و احتلال أرضها و الانتفاع بخيراتها و كنوزها ، و الاضطهاط و الركوع و الانصياع وراء الكلام المزيف لكنه أبي رفض الدل و الهوان ، وفجر البركان فانسكب منه الغضب و ثار في وجهها بثوراث متقدة أوقدوها قي كل شبر من أرض الجزائر ، و لم تهدأ هدأة الشعب الغاضب حت هل نوفمبر بمشعله الوهاج حمله رجالا وحدت كلمتهم و قويت عزيمتهم و أيمانهم و شد جأشهم فأشعلوها ثورة حامية أوصلت ألسنة لهيبها الى كل أنحاء المعمورة ، و لم تخمد حتى انسحب الطغاة خاسرين يجرون اديال الخيبة و الفشل فماضي الجزائر العريق المعبأ بالبطولة و ألامجاد جزء من المواطن الجزائري الحر ، لدلك يجدر به أن يمجد و يدكر لأن الدكرى تنفع الصامتين و نسطر دكريات كفاحنا المرير و تضحيات شعبنا الكثيرة ، لنتباها بها أمام الشعوب و لتكون نبراسا للمستضعفيين من العالم و قدوة للأجيل المتداركة عبر الأعصار و الأمصار ومن بين آلاف الشهداء الأشداء نستشف بطلا عملاقا مخلصا لبى النداء و بلغ الرسالة و فضل الموت مقابل الحياة للجيل المستقبل انه المكافح الفد ، و الامام الجليل و القاضي العادل : الشهيدمحمد الطاهر فيلالي ولد الشهيد في بلدية فرجيوة ، في عام 1912 ، شب بين ربوعها و تلقى فيها دروس على يد مشاييخ القرية حتى اشتد عوده و انتقل الى قستطينة لهل من تعاليم الشيخ عبد الحميد بن باديس و مبادئه الرشيدة ما يشبع رغبته التواقة الى مستوى علمي عال ،و بعدها ادى الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي كظابط في فرقة الخيالة ، تم رحل الى تونس لاكمال دراسته بجامع الزيتونة، و منها الى مصر ، و لما تحصل على ما كان يصبوا اليه ، رجع الى موطنه الجزائر ليكافح بجانب اخوانه الأتقياء ، حيث كان مدرسا في مدرسة جمعية العلماء في قرية بنات عثمان و اماما بمدينة فرجيوة . أقبل أطفال القرية ينهلون من العلم ما يأهلهم لمستقبل زاهر ، و لم يعبأ بتلقين المعلومات بل زاد على دلك دعوة الشباب الى الالتزام بالقويمية الوطنيةو تحريضهم على النهوض ضد الأعداء الفرنسيين و رفض العبودية كيف ما كانت شكالها ،و انضمامهم الى حزب الشعب، و تسربت رائحة التجسس و الفتنة الى أنوف العدو الماكر ، فأوقفوه بتهمة التحريض و بلبلة عقول الشباب على الكفاح ، فنفته الى عين الصفرآء عام 1945 فضل شهورا طويلة في غياهب سجونها الحارة ، و حين انقضت مدة حبسه ، عاد الى منبت فرعه و كله عزم في مواد النضال ، فجدد المدرسة و بث في نفوس تلامدتها الوعي السياسي و الشعور بالمسؤولية، حيث كان من أول من أدخل الكشافة ااسلامية الجزائرية الى منطقة فرجيوة رسالة من طرف السيد على كافي الى الشهيد محمد الطاهر فيلالي بتاريخ 3 أفريل 1958 ،و بعداندلاع الثورة سنة 1954 انضم الى صفوف المجاهدين لمشاطرة الكفاح الثوري ، و يعنبر الشهيد من أوائل المنخرطيين في جبهة النحرير الوطني و كان منزله مؤوى للمجاهدين و مخبأ كان للعتاد المستعمل في اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر ، و راح يناضل جهرا حتى ضاق العدو به درعا فألقى عليه بالقبض و زج به في سجن قسنطينة أين حكم عليه بالاعدام ، و خيل لفرنسا انها قد خمدت صوتا لا رجعة لصداه بل هو غرور مفرط فقد غرس الشهيد في قلب بلاده شجرة كفاحه ، سقاها بدمه و رعاها بقلمه و علمه حتى آخر رمق من حياته ، فأثمرة رجالا أوفياء بالعهد كانوا لفرنسا بالمرصاد ، فلقنوها دروسا و سمموا عيشها فخنعت و عكفت راجعة الى بلدها دليلة مهانة الشهيد فرحات فيلالي -1924- تدرب في الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي قبل 1954 ثم انخرط في صفوف الجبهة و أصيح مسؤولا عسكريا كومندوس – فرجيوة – القسم الخامس الشهيد مسعود فيلالي -1936- : استشهد برنية قائد مجموعة سنة -1960- بالقسم الخامس و قد شب الفتى على روح التمرد ضد الاستعمار و سلطته و رموزه فبعد حفظه القرآن الكريم و دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ، لم يجد أمامه غير سبيل الثورة التي اندفع اليها كالسهم سنة 57 بعد نشاط سياسي حثيث ضمن جبهة التحرير الوطني التي كان الانضمام اليها نمد ظهوها تلقائيا و المشاركة في نشاطها أمر طبيعي و عادي جدا ، و قد اشتهر مسعود ، مثل أخيه المختار ، بالعمليات الفدائية الجريئة ضد المواقع الحساسة للاسنعمار و المعمرين و الخونة الشهيد محمد فيلالي 1925- / ولد سنة 1925 خفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه ، انتقل ال قسنطينة فتحصل على شهادة الأهلية من معهد عبد الحميد بن باديس و منها الى تونس فتخرج بشهادة التطويع من جامع الزيتونة و جامع الازهر بالقاهرة و كان في تلك الفترة دائم الاتصال و الاسهام في ارهاصات الحركة الوطنية ،اعداد للثورة و استعدادا لها ، خاصة بعد عودته الى الوطن حيث عين معلما و مشرفا في مدينة الأغواط ، و لم يكن نشاطه في هدا الميدان يشفي غليله في مقارعة الاستعمار ، فترك مهنة التعليم و توجه ليلتحق بطاتئع نوفمبر بجبال الناحية و تدرج في المهام السياسية و العسكرية الى ان القي عليه القبض جريخا في معارك سنة 1960 فعدب تعديبا مبرحا قبل ان يعدم في الستة تفسها الشهيد مختار فيلالي – من مواليد سنة 1937 سقط في ميدان الشرف سنة 1959 بنواحي شلغوم العيد و لم تسلم جثته من المثيل بها من طرف جمود و ضباط العدو امام المواطنين في حين وصفته صحيفتا فرنسوا و لديبش بأنه من أكبر ارهابي الشرق الجزائري و لقد كان دللك فعلا بالنسبة للاحنلال الفرنسي ثار الدين سبقوه و الدين لحقوه على درب الفدى فقد كان يتسلل لتنفيد عملياته الفدائية بشتى الطرق و الوسائل منها انتحاله صفة المتسول اما ضيعات المعمريين و هو الأسلوب الدي مكنه من القضاء على بعض الطغاة منهم الشهيد يوسف فيلالي -1937- رئيس مجلس دوار اولاد كباب الشهيدطاهر فيلالي – 1939 – مسؤول رجال الدرك القسم الأول الشهيد محمد الطيب فيلالي 1932 – مسؤول التموين بفرجيوة الشهيد الهاشمي فيلالي 1935 – استشهد في جبل البور الكبير خلال عملية تمشيط واسعة قام بها العدو و تميز نشاطه النضالي في جبهة التحرير بحيوية فائقة الشهيد محمد فيلالي 1939 كانب بادارة القسم الأول الشهيد موسى فيلالي 1927 مسؤول الاتصال و الأخبار العسكرية الشهيد طاهر بن محمد فيلالي 1941 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد عبد المجيد فيلالي 1943 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد موسى فيلالي 1937 كومندوس سجن أربعة اسهر و مباسرة انضم الى جيش التحرير الشهيد معمر فيلالي 1941 كان على هدونه الظاهر يحمل في اعماقه على الظلم و القهر الاستعمار ، فلم يصبر على مواصلة الدراسة في تونس الا سنة واحدة ليلتحق بعد عودته مباشرة بجيش التحرير سنة 1957 و لم يمنعه صغر سنه من تحمل المشاق و الصعاب و تدرج في المهام ككاتب في قيادة الناحية الى ان سقط شهيدا برتبة قائد كتيبة سنة 1960 هده لـمحة مختصرة عن هؤلاء الشهداء و هي كما سبق القول تشكل عينة واحدة لآلاف مثلها في الأسر الجزائرية ، فرحم الله كل شهداء الحرية و الكرامة و الخلود لهما و العزة للوطن المفدى و على هدا الأساس فان تحرير البلاد من مخالب الطغاة قد رفعوا رايتها رجالا أوفياء عاهدوا الله عهدا وثيقا و ما بدلوا به تبديلا حتى أدركوا هدفهم فخالوا مناهم و سلموها معززة محررة لجيس الاستقرار و الحرية ليكمل المسيرة و ينمم لثورة البناء و التعمير .............. منقول Voir moins 10

    هدا ما بقي منزل الشهيد محمد الطاهر فيلالي الدي كان مقرا و مأوى للمجاهدين....

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من أمجاد الثورة بمدينة فج مزالة << ولا تحسبن الدين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون >> اشرأبت مطامع فرتسا لجزائرنا الفتية و موقعها المغري ، فلفقت التهم و نسجت الأكاديب وخلقت منها مبررا كافيا لوطء و احتلال أرضها و الانتفاع بخيراتها و كنوزها ، و الاضطهاط و الركوع و الانصياع وراء الكلام المزيف لكنه أبي رفض الدل و الهوان ، وفجر البركان فانسكب منه الغضب و ثار في وجهها بثوراث متقدة أوقدوها قي كل شبر من أرض الجزائر ، و لم تهدأ هدأة الشعب الغاضب حت هل نوفمبر بمشعله الوهاج حمله رجالا وحدت كلمتهم و قويت عزيمتهم و أيمانهم و شد جأشهم فأشعلوها ثورة حامية أوصلت ألسنة لهيبها الى كل أنحاء المعمورة ، و لم تخمد حتى انسحب الطغاة خاسرين يجرون اديال الخيبة و الفشل فماضي الجزائر العريق المعبأ بالبطولة و ألامجاد جزء من المواطن الجزائري الحر ، لدلك يجدر به أن يمجد و يدكر لأن الدكرى تنفع الصامتين و نسطر دكريات كفاحنا المرير و تضحيات شعبنا الكثيرة ، لنتباها بها أمام الشعوب و لتكون نبراسا للمستضعفيين من العالم و قدوة للأجيل المتداركة عبر الأعصار و الأمصار ومن بين آلاف الشهداء الأشداء نستشف بطلا عملاقا مخلصا لبى النداء و بلغ الرسالة و فضل الموت مقابل الحياة للجيل المستقبل انه المكافح الفد ، و الامام الجليل و القاضي العادل : الشهيدمحمد الطاهر فيلالي ولد الشهيد في بلدية فرجيوة ، في عام 1912 ، شب بين ربوعها و تلقى فيها دروس على يد مشاييخ القرية حتى اشتد عوده و انتقل الى قستطينة لهل من تعاليم الشيخ عبد الحميد بن باديس و مبادئه الرشيدة ما يشبع رغبته التواقة الى مستوى علمي عال ،و بعدها ادى الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي كظابط في فرقة الخيالة ، تم رحل الى تونس لاكمال دراسته بجامع الزيتونة، و منها الى مصر ، و لما تحصل على ما كان يصبوا اليه ، رجع الى موطنه الجزائر ليكافح بجانب اخوانه الأتقياء ، حيث كان مدرسا في مدرسة جمعية العلماء في قرية بنات عثمان و اماما بمدينة فرجيوة . أقبل أطفال القرية ينهلون من العلم ما يأهلهم لمستقبل زاهر ، و لم يعبأ بتلقين المعلومات بل زاد على دلك دعوة الشباب الى الالتزام بالقويمية الوطنيةو تحريضهم على النهوض ضد الأعداء الفرنسيين و رفض العبودية كيف ما كانت شكالها ،و انضمامهم الى حزب الشعب، و تسربت رائحة التجسس و الفتنة الى أنوف العدو الماكر ، فأوقفوه بتهمة التحريض و بلبلة عقول الشباب على الكفاح ، فنفته الى عين الصفرآء عام 1945 فضل شهورا طويلة في غياهب سجونها الحارة ، و حين انقضت مدة حبسه ، عاد الى منبت فرعه و كله عزم في مواد النضال ، فجدد المدرسة و بث في نفوس تلامدتها الوعي السياسي و الشعور بالمسؤولية، حيث كان من أول من أدخل الكشافة ااسلامية الجزائرية الى منطقة فرجيوة رسالة من طرف السيد على كافي الى الشهيد محمد الطاهر فيلالي بتاريخ 3 أفريل 1958 ،و بعداندلاع الثورة سنة 1954 انضم الى صفوف المجاهدين لمشاطرة الكفاح الثوري ، و يعنبر الشهيد من أوائل المنخرطيين في جبهة النحرير الوطني و كان منزله مؤوى للمجاهدين و مخبأ كان للعتاد المستعمل في اداعة صوت الجزائر من قلب الجزائر ، و راح يناضل جهرا حتى ضاق العدو به درعا فألقى عليه بالقبض و زج به في سجن قسنطينة أين حكم عليه بالاعدام ، و خيل لفرنسا انها قد خمدت صوتا لا رجعة لصداه بل هو غرور مفرط فقد غرس الشهيد في قلب بلاده شجرة كفاحه ، سقاها بدمه و رعاها بقلمه و علمه حتى آخر رمق من حياته ، فأثمرة رجالا أوفياء بالعهد كانوا لفرنسا بالمرصاد ، فلقنوها دروسا و سمموا عيشها فخنعت و عكفت راجعة الى بلدها دليلة مهانة الشهيد فرحات فيلالي -1924- تدرب في الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي قبل 1954 ثم انخرط في صفوف الجبهة و أصيح مسؤولا عسكريا كومندوس – فرجيوة – القسم الخامس الشهيد مسعود فيلالي -1936- : استشهد برنية قائد مجموعة سنة -1960- بالقسم الخامس و قد شب الفتى على روح التمرد ضد الاستعمار و سلطته و رموزه فبعد حفظه القرآن الكريم و دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ، لم يجد أمامه غير سبيل الثورة التي اندفع اليها كالسهم سنة 57 بعد نشاط سياسي حثيث ضمن جبهة التحرير الوطني التي كان الانضمام اليها نمد ظهوها تلقائيا و المشاركة في نشاطها أمر طبيعي و عادي جدا ، و قد اشتهر مسعود ، مثل أخيه المختار ، بالعمليات الفدائية الجريئة ضد المواقع الحساسة للاسنعمار و المعمرين و الخونة الشهيد محمد فيلالي 1925- / ولد سنة 1925 خفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه ، انتقل ال قسنطينة فتحصل على شهادة الأهلية من معهد عبد الحميد بن باديس و منها الى تونس فتخرج بشهادة التطويع من جامع الزيتونة و جامع الازهر بالقاهرة و كان في تلك الفترة دائم الاتصال و الاسهام في ارهاصات الحركة الوطنية ،اعداد للثورة و استعدادا لها ، خاصة بعد عودته الى الوطن حيث عين معلما و مشرفا في مدينة الأغواط ، و لم يكن نشاطه في هدا الميدان يشفي غليله في مقارعة الاستعمار ، فترك مهنة التعليم و توجه ليلتحق بطاتئع نوفمبر بجبال الناحية و تدرج في المهام السياسية و العسكرية الى ان القي عليه القبض جريخا في معارك سنة 1960 فعدب تعديبا مبرحا قبل ان يعدم في الستة تفسها الشهيد مختار فيلالي – من مواليد سنة 1937 سقط في ميدان الشرف سنة 1959 بنواحي شلغوم العيد و لم تسلم جثته من المثيل بها من طرف جمود و ضباط العدو امام المواطنين في حين وصفته صحيفتا فرنسوا و لديبش بأنه من أكبر ارهابي الشرق الجزائري و لقد كان دللك فعلا بالنسبة للاحنلال الفرنسي ثار الدين سبقوه و الدين لحقوه على درب الفدى فقد كان يتسلل لتنفيد عملياته الفدائية بشتى الطرق و الوسائل منها انتحاله صفة المتسول اما ضيعات المعمريين و هو الأسلوب الدي مكنه من القضاء على بعض الطغاة منهم الشهيد يوسف فيلالي -1937- رئيس مجلس دوار اولاد كباب الشهيدطاهر فيلالي – 1939 – مسؤول رجال الدرك القسم الأول الشهيد محمد الطيب فيلالي 1932 – مسؤول التموين بفرجيوة الشهيد الهاشمي فيلالي 1935 – استشهد في جبل البور الكبير خلال عملية تمشيط واسعة قام بها العدو و تميز نشاطه النضالي في جبهة التحرير بحيوية فائقة الشهيد محمد فيلالي 1939 كانب بادارة القسم الأول الشهيد موسى فيلالي 1927 مسؤول الاتصال و الأخبار العسكرية الشهيد طاهر بن محمد فيلالي 1941 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد عبد المجيد فيلالي 1943 جندي في جيش التحرير الوطني الشهيد موسى فيلالي 1937 كومندوس سجن أربعة اسهر و مباسرة انضم الى جيش التحرير الشهيد معمر فيلالي 1941 كان على هدونه الظاهر يحمل في اعماقه على الظلم و القهر الاستعمار ، فلم يصبر على مواصلة الدراسة في تونس الا سنة واحدة ليلتحق بعد عودته مباشرة بجيش التحرير سنة 1957 و لم يمنعه صغر سنه من تحمل المشاق و الصعاب و تدرج في المهام ككاتب في قيادة الناحية الى ان سقط شهيدا برتبة قائد كتيبة سنة 1960 هده لـمحة مختصرة عن هؤلاء الشهداء و هي كما سبق القول تشكل عينة واحدة لآلاف مثلها في الأسر الجزائرية ، فرحم الله كل شهداء الحرية و الكرامة و الخلود لهما و العزة للوطن المفدى و على هدا الأساس فان تحرير البلاد من مخالب الطغاة قد رفعوا رايتها رجالا أوفياء عاهدوا الله عهدا وثيقا و ما بدلوا به تبديلا حتى أدركوا هدفهم فخالوا مناهم و سلموها معززة محررة لجيس الاستقرار و الحرية ليكمل المسيرة و ينمم لثورة البناء و التعمير .............. منقول Voir moins 10

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ابراهيم فيلالي رحمه الله ******************* نقلا عن الدكتور جمال ضو ************** كم من مرة فتحت التلفزيون على قناة العصر وأجد أمامي شخصا ذا سمت هاديء ..في صوته بحة غريبة...عربيته سليمة سلسة..يتكلم بألم..وهو يتحدث ويعطي شهادته للتاريخ...لم أكن أعرفه وعرفته من خلال حلقات شهادته هذه... هذا الرجل رحل بالأمس...في بلجيكا..من أراد أن يعرفه أكثر فهذه رسالته التي أرسلها منذ 5 سنوات... بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، يشرفني أن أبعث لكم بهذا المقال راجيا نشره على موقعكم، وهو موجّه للرأي العام كي يطّلع على وضعية مواطن جزائري شريف يعتزّ بوطنيته، فقد حُرم هذا المواطن من حقّه في الحصول على جواز سفر حتى يتمكّن من العودة إلى وطنه. في البداية أودّ أن أُلفت الانتباه إلى أنني لا أبتغي من هذا العرض الشهرة أو مقاصد أخرى وأنّ ما أقوله هو عبارة عن أحاسيس ومشاعر نبيلة وصادقة عمّا يخالج نفسي من تعسّف وظلم من سلطات وطني. أنا المواطن إبراهيم فيلالي، من مواليد بلدية بني والبان، ولاية سكيكدة سنة 1950، شغلتُ عدة وظائف أهمها متصرّف إداري بمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة ثمّ مدير الشؤون الدينية لولاية جيجل ثم محام. ليست لديّ أية سوابق عدلية. منفيّ في بلجيكا منذ سبعة عشرة سنة. بعد إقرار دستور 23 فيفري 1989 من طرف الشعب الجزائري والذي سمح بالتعدّدية السياسية، ظهرت في الجزائر عدة جمعيات سياسية كما كان يسميها القانون آنذاك، وتنفّس الشعب الجزائري بعد غمّ ونكد وغلق كل المجالات من طرف حكام ما كان يُعرف بالشرعية الثورية وهي منهم براء. اختار الجزائريون بحسب إرادتهم الحرة الانتماء إلى الجمعيات الناشئة والتي بلغ عددها فيما أعلم 60 جمعية أو حزبا. كمواطن حرّ الإرادة وبدون إكراه، كما تخيّل لي، اخترت الانتماء إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ كما اختار جزائريون آخرون الانتماء إلى أحزاب أخرى ناشئة وفرحنا بهذه الخطوة وعاش الجزائريون مدة عام ونصف في نعمة الحرية ودخلت الأحزاب السياسية في تنافس محموم بغية اكتساب الرأي العام وكنّا نحلم أننا نبني دولة قوية يختار شعبُها حكامه، دولة ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية كما نصّ على ذلك بيان أوّل نوفمبر. وكان حلمي دائما هو رؤية وطني شامخا، عزيزا، قويّا بالحق والعدل، مرفوع الرأس بين أمم الدنيا، ومازال هذا الحلم يراودني حتى هذه اللحظة. لماذا؟ لأنّ شعبنا يستحقّ أن يعيش في هذه الدولة الحلم بكل جدارة واستحقاق بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه من أجل افتكاك حريته من المحتلّ الغاصب وقد دفعتْ عائلتي ثمنا باهظا سواء في الأرواح أو الممتلكات. كيف لشخص مثلي نشأ وتربّى وسط عائلة جهاد وكفاح ورافق وهو طفل صغير أبطال الجزائر أن لا يحلم بجزائر حرة قوية وفية للتضحيات الجسام وللشهداء؟ ولذلك أرجو أن يسمح لي القراء بإلقاء بعض الضوء على جانب من حياتي والتعريف بشخصي الضعيف وليس هذا من باب حبّ الشهرة أو تزكية النفس فالله أعلم بالمقصود من هذا الموضوع. انتمي إلى عائلة شريفة معروفة في الشمال القسنطيني بمقاومتها للظلم والطغيان، فقد قاوم أجدادي الاستبداد وطغيان بعض حكام الأتراك العثمانيين، ثم مقاومة الاحتلال الفرنسي، لِما كان لها من نفوذ روحي واجتماعي، وهي عائلة بن بغريش، فأحد أجدادي هو المرابط بغريش الذي قاد مقاومة مسلّحة عنيفة سنة 1862 في منطقة الحرُّوش وسكيكدة، ساندته فيها قبائل بني توفوت وبني والبان وغيرها من القبائل وهم أتباعه ومريديه، فقد كانت العائلة صوفية وكانت فرنسا تطلق على هذا الثائر اسم سلطان الجبل. وبالرغم من قصر المدة الزمنية لهذه المقاومة إلاّ أنها كانت مثل مقاومة المقراني وبلحداد وغيرهما من الثورات، وقد استمرّت العائلة في التعليم ونشر الوعي الديني بالطريقة الصوفية المعروفة آنذاك إلى قيام الثورة المسلحة، وقد شاهدت آخر حلقات الذكر في الجامع الملاصق لبيتنا عام 1955. أما في العهد الحديث، عهد المقاومة السياسية، فقد كان أحد أبناء عمومة أبي رحمه الله هو الرجل الثاني في الحركة الوطنية، بعد مصالي الحاج رحمه الله، وهو المرحوم مبارك فيلالي المعروف باسم عبد الله وَهُمَا، أي مصالي وفيلالي، من أسّسا حزب الشعب الجزائري يوم 11 مارس 1937. وأنا في سن الخامسة من العمر عشتُ وشاهدتُ ما تشيب له الولدان من طرف الاحتلال الفرنسي ولا يتّسع المجال لتسجيل هذه المشاهدات ولكني أذكر بعضها وباختصار شديد. بعد اندلاع الثورة المباركة كان بيت أبي رحمه الله، المناضل القديم في حزب الشعب الجزائري، مركزا من أهم مراكز الثورة في الولاية الثانية، "زكرانة"، وكان المسؤول عن المركز شقيق أبي، عمي الشهيد محمد فيلالي رحمه الله. بالإضافة على إشرافه على المركز من حيث التموين وإعداد الطعام للمجاهدين والإيواء كان عمّي رحمه الله مسؤولا سياسيا لجبهة وجيش التحرير وكان قاضيا للثورة يفصل في الخصومات وكان ذا سمعة كبيرة ويلقى الاحترام من الجميع، وكنت أراه يحمل سلاحا خفيفا، عبارة عن مسدّس، والشيء الذي مازال يحزننا أننا لم نعرف كيف وأين استشهد. رحمك الله أيها العمّ الشهيد. وقد شاهدتُ في بداية الثورة الشهيد زيغود يوسف رحمه الله وهو يقف في مكان مرتفع قليلا وسط ساحة بيت العائلة وبجانبه لخضر بن طوبال والشهيد يخطب في جمع كبير من سكان المنطقة يحرّضهم على الالتفاف حول الثورة وأتذكر جيدا أن التجمّع كان ليلا بعد المغرب بقليل وفي نهاية التجمّع انطلقت الزغاريد وترديد نشيد فداء الجزائر روحي ومالي... وبعد اشتداد المعارك تعرّض المركز إلى الحرق والتدمير، ثم يجدّد بناؤه ثم يدّمر من جديد عدة مرات، ومن أغلى وأثمن ما كان فيه المكتبة التي أحرِقت عن آخرها، وقد كانت تحتوي على مخطوطات وكتب قيّمة حتى أنّ المرحوم المجاهد صهرنا محمد رويبح المدعو بلمرخي لما اطّلع عليها وهو خريج معهد بن باديس بقسنطينة قال لي بعد الاستقلال أنّ المكتبة التي كانت عندكم لم أر مثلها في قسنطينة. وشاهدت بأمّ عيني ذات صباح كيف كان علي كافي وهو يمتطي حصانا وسلاحه أمامه وقد أوقظ من النوم مسرعا والمجاهدون من حوله يحرسونه ليهرّبوه إلى الغابة المجاورة حيث علمت قوات الاحتلال بوجوده في المركز، وبعد مدة قليلة حاصرت قوات الاحتلال المركز ونشبت معركة بين من تبقّى من المجاهدين وقوات الاحتلال ونجا علي كافي. ومن المعارك التي وقعت بالمركز والتي أتذكّرها جيّدا، لا أدري العام بالضبط ولكن في يوم شتوي ممطر نشبت معركة استمرت يوما كاملا بعد أن أجلى المجاهدون النساء والأطفال وكانت نتيجتها آنذاك أكثر من مائة قتيل في صفوف القوات الفرنسية ولم يسقط ولا شهيد واحد. ومن قادة الثورة الذين رأيتُهم مصطفى بن عودة الذي كان يحب الإقامة بمركز بني صبيح المجاور عند أحد أصدقائه. ومن القادة أيضا المجاهد إبراهيم حشاني الذي كان يجنّد الشباب للالتحاق بالثورة وممّن جنّدهم أحد أعمامي هو أخي المجاهد عبد الله فيلالي ومازال على قيد الحياة وهو الوحيد ممّن بقي من أفراد العائلة ويقيم بمدينة قسنطينة في شقة من غرفتين دخلها يوم استقلّت البلاد ومازال فيها إلى اليوم وهو بالمناسبة ابن أخت المناضل الكبير الحسين بن الميلي الصديق الشخصي لبوضياف وعبان رمضان. ومن ذكريات الطفولة الجميلة أن كان هناك في المركز مجاهدان شابّان كلّهما حيوية ونشاط كان أحدهما يُدعى حمّادي والآخر حمّودي ونحن صغار كانت تختلط علينا الأسماء من قام بهذا العمل فيقول أحدنا حمّادي ويقول الآخر حمّودي. وكان حمّادي يصعد إلى جبل المسيد وتنطلق حنجرته بالأناشيد الوطنية والحماسية حتى يُسمع صداها على نطاق واسع وأظنّ أنّ الشهيدين الشابّين هما حمّادي كرومة وحمّودي حمروش رحمهما الله. ومن المواقف الرائعة التي تُسجّل بأحرف من ذهب والتي لا أنساها أبدا ذلك الذي رأيته بأمّ عيني من الشهيد البطل مصطفى فيلالي وهو بالمناسبة ليس من العائلة وإنما من منطقة مجاورة تسمى أولاد محمد فقد تزوّج حديثا وكان عريسا وجاء بزوجته لتقيم معنا في المركز. ذات صباح اقتربت القوات الفرنسية من المركز وكان الشهيد يحمل في يديه أناء فيه ماء بغرض الوضوء للصلاة فقالت له الوالدة رحمها الله يا سي مصطفى العسكر اقترب فتحرّك، فقال لها رحمه الله، إذا تركتُ الصلاة فسأترك الجهاد ثم توضّأ وصلّى في هدوء ثم انصرف والتحق بإخوانه المجاهدين. رحمك الله يا سي مصطفى وأعتقد أنّ حيّ فيلالي بقسنطينة اليوم يحمل اسم الشهيد البطل. ومن المعارك الهامّة التي قادها أحد أفراد العائلة، أحد الأعمام وهو المرحوم الشهيد سيدي محمود فيلالي، بوسط مدينة حامّة بوزيان قرب مدينة قسنطينة حيث قاد معركة وسط النهار بعد وشاية من صاحب المنزل الذي كان المجاهدون مجتمعين فيه، وكانت معركة بطولية بحقّ استبسل فيها المجاهدون وكبّد العدو خسائر كبيرة ولا أدري تاريخها بالضبط ولكن اللوح التذكاري للمعركة موجود وفيه التفاصيل. وقبل استشهاد سيدي محمود كان ولده البكر بلقاسم استشهد قبله هو أيضا وترك ابنا واحدا مازال على قيد الحياة ولم يستفد من الدولة الجزائرية ولا دينارا واحدا ولا سكنا ولا شيء مما يتهافت عليه القوم، فإنه ترك ثلاثة بنات كلّهن مجاهدات إضافة إلى أمهم الحاجة بيبية المجاهدة. أما والدتي رحمة الله عليها فقد كانت بمثابة المشرفة على المركز فيما يتعلّق بإعداد الطعام وكل ما يتعلّق بشؤون المجاهدين ولم تطلب بعد الاستقلال حتى شهادة اعتراف بالعضوية في جبهة وجيش التحرير الوطني وماتت ولم تأخذ شيئا من الدولة الجزائرية. ومن المشاهدات الجميلة ذلك الإيثار الذي كنا ننعم به وسط مشاهد إنسانية قمّة في النبل والكرامة يعجز القلم عن وصفها فقد كنّا يتامى ولكن كانت يد المجاهدين الحنونة علينا تنسينا بؤس اليتم وكان المجاهدون دائما يحثوننا على التعلم ودائما يردّدون على مسامعنا: أنتم مستقبل الجزائر فنحن ذاهبون وأنتم من يشيد هذا الوطن بعد الاستقلال. والشيء المتاح للتعليم آنذاك هو حفظ القرآن الكريم والكتابة ومبادئ اللغة العربية، وبالرغم من تواصل المعارك وقصف الطائرات المستمرّ فقد كنّا نحمل ألواحنا مع معلّمنا وندرس تحت الأشجار في الصيف والمغارات في الشتاء ولم نتخلّ عن التعليم رغم الظروف القاسية. في عام 1972 جاءني أحد أفراد العائلة وهو المناضل الكبير الهاشمي بغريش رفيق مصالي الحاج في سجن لامبيز وأعطاني قائمة مكتوبة بخط اليد طالبا مني طبعها على الآلة الراقنة وهذه القائمة عبارة عن عدد شهداء العائلة تحمل الأسماء وتواريخ الميلاد وتاريخ الاستشهاد لكل واحد، ووجدتُ أنّ عددهم 45 شهيدا وقد احتفظتُ بنسخة من هذه القائمة آنذاك، وأظن أنها موجودة عند أخي الدكتور صالح فيلالي. وعلى ذكر المناضل الهاشمي بغريش فقد حدّثني أنه في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي وبسبب النشاط السياسي، أدخلته فرنسا سجن الكدية بقسنطينة صحبة خاليه المناضلين عبد الله فيلالي وسي المكي فيلالي وكان الثلاثة يقطنون بحي السويقة الشعبى بمدينة قسنطينة. قال: ولمّا خرجنا من السجن، وفي طريقنا إلى منزلنا، كان الناس على طول الطريق يشيرون إلينا ويستهزئون بنا ويردّدون هؤلاء الثلاثة أخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر. هكذا نشأت وترعرعت في هذا الوسط الذي جعلني أحلم بطوباوية زائدة عن اللزوم، أحلم بوطن ليس ككل الأوطان، وطن فديناه بكلّ ما نملك، وطن الشهداء، وطن الكرامة. جاء الاستقلال نتيجة التضحيات آنفة الذكر وفرحنا وسعدنا وتعلّمنا، وشخصيا تحصلّت على شهادة الليسانس في الحقوق وتوظّفت وعملت كإطار في الدولة الجزائرية، وفتح المجال السياسي كما سبقت الإشارة وانخرطتُ في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحصل ما حصل، حتى وجدت نفسي في معتقل عين أمقل في دولة رئيسها علي كافي الذي نام في بيتنا ذات يوم. في عين أمقل، حُشرنا كما تُحشر الحيوانات بالقرب من مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد إطلاق سراحي رفضت السلطات إعادتي إلى منصبي في العمل فالتحقتُ بسلك المحاماة وبعد نهاية التدريب تسارعت الأحداث واعتقلتُ من جديد على يد مصالح الأمن العسكري في ظروف يعجز القلم عن وصفها، حيث تمّ وضعنا في زنزانات منفردة هي أقرب للقبر منها إلى زنزانة، ومن الإخوان الذين اعتقلوا معي الأخ عبد الحميد عبادة رئيس بلدية قسنطينة، وهو من تلاميذ مالك بن نبي رحمه الله، والأخ الشهيد بلقاسم بومعزة الذي اعتُقل معنا وبعد إطلاق سراحنا أعيد اعتقاله من جديد ثم عذّبوه وقتلوه ورموا جثثه أمام سكنه. بعد 17 يوما من الاعتقال أخذوا لنا صوَرا بعد أن أصبحنا ملتحين، بعد يومين جيء بفوج آخر من المعتقلين فسألناهم عن الوضع في البلاد فأفادونا أنّ رضا مالك أصبح رئيس الحكومة وأنّ الإخوان المتّهمون في قضية المطار نفّذ فيهم حكم الإعدام وأنّ قاصدي مرباح اغتيل في كمين، وبعد أيام أُطلق سراحُنا، ولما التقينا ببعض الإخوان تفاجأوا كيف أُطلق سراحنا، وقد حدثني المرحوم الأخ نور الدين بليبل أننا كنا ننتظر خروجكم على شاشة التليفزيون لتعترفوا بأنكم أنتم من قتل قاصدي مرباح، خاصة وأنّ بيانا صادرا عن الجماعة المسلحة صدر من قسنطينة يتبنّى مقتل قاصدي مرباح، وهكذا مرّت الأيام ثم تعفّن الوضع فأصبحت الجثث المجهولة تُرمى في الشوارع فاضطررتُ إلى الخروج من الوطن وها أنا ذا في المنفى لمدة تقارب سبعة عشرة سنة. في عام 2010 أصبتُ بمرض خطير وهو مرض السرطان، عافاكم الله، وقد تكون الإصابة نتيجة مكوثي مدة زمنية في معتقل عين أمقل بجانب مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد الإصابة بهذا الداء تاقت نفسي وجال بخاطري حنين العودة إلى وطني فتقدّمت إلى قنصلية الجزائر في بروكسل بطلب الحصول على جواز سفر وذلك يوم 19 جانفى 2010، وبعد مرور عام كامل عاودتُ الاتصال فطلبوا مني إمضاء وثيقة ما يسمى بالمصالحة الوطنية فرفضتُ إمضاءها بالرغم مما أعانيه من ألم. كيف لي أن أمضي وثيقة أتنازل فيها عن مواطنتي كجزائري شريف يعتزّ بوطنيته وكرامته خير من الكثير ممن هم في السلطة؟ ومازلت أنتظر إلى اليوم. هذه حالتي وأرجو من يقرأ هذا الكلام أن يدعو لي بالشفاء. إبراهيم فيلالي بروكسل، يوم 28 جانفي 2011

    مسيرة الاستاد ابراهيم ال فيلالي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ابراهيم فيلالي رحمه الله ******************* نقلا عن الدكتور جمال ضو ************** كم من مرة فتحت التلفزيون على قناة العصر وأجد أمامي شخصا ذا سمت هاديء ..في صوته بحة غريبة...عربيته سليمة سلسة..يتكلم بألم..وهو يتحدث ويعطي شهادته للتاريخ...لم أكن أعرفه وعرفته من خلال حلقات شهادته هذه... هذا الرجل رحل بالأمس...في بلجيكا..من أراد أن يعرفه أكثر فهذه رسالته التي أرسلها منذ 5 سنوات... بسم الله الرحمن الرحيم السيد رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد، يشرفني أن أبعث لكم بهذا المقال راجيا نشره على موقعكم، وهو موجّه للرأي العام كي يطّلع على وضعية مواطن جزائري شريف يعتزّ بوطنيته، فقد حُرم هذا المواطن من حقّه في الحصول على جواز سفر حتى يتمكّن من العودة إلى وطنه. في البداية أودّ أن أُلفت الانتباه إلى أنني لا أبتغي من هذا العرض الشهرة أو مقاصد أخرى وأنّ ما أقوله هو عبارة عن أحاسيس ومشاعر نبيلة وصادقة عمّا يخالج نفسي من تعسّف وظلم من سلطات وطني. أنا المواطن إبراهيم فيلالي، من مواليد بلدية بني والبان، ولاية سكيكدة سنة 1950، شغلتُ عدة وظائف أهمها متصرّف إداري بمديرية الشؤون الدينية لولاية قسنطينة ثمّ مدير الشؤون الدينية لولاية جيجل ثم محام. ليست لديّ أية سوابق عدلية. منفيّ في بلجيكا منذ سبعة عشرة سنة. بعد إقرار دستور 23 فيفري 1989 من طرف الشعب الجزائري والذي سمح بالتعدّدية السياسية، ظهرت في الجزائر عدة جمعيات سياسية كما كان يسميها القانون آنذاك، وتنفّس الشعب الجزائري بعد غمّ ونكد وغلق كل المجالات من طرف حكام ما كان يُعرف بالشرعية الثورية وهي منهم براء. اختار الجزائريون بحسب إرادتهم الحرة الانتماء إلى الجمعيات الناشئة والتي بلغ عددها فيما أعلم 60 جمعية أو حزبا. كمواطن حرّ الإرادة وبدون إكراه، كما تخيّل لي، اخترت الانتماء إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ كما اختار جزائريون آخرون الانتماء إلى أحزاب أخرى ناشئة وفرحنا بهذه الخطوة وعاش الجزائريون مدة عام ونصف في نعمة الحرية ودخلت الأحزاب السياسية في تنافس محموم بغية اكتساب الرأي العام وكنّا نحلم أننا نبني دولة قوية يختار شعبُها حكامه، دولة ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية كما نصّ على ذلك بيان أوّل نوفمبر. وكان حلمي دائما هو رؤية وطني شامخا، عزيزا، قويّا بالحق والعدل، مرفوع الرأس بين أمم الدنيا، ومازال هذا الحلم يراودني حتى هذه اللحظة. لماذا؟ لأنّ شعبنا يستحقّ أن يعيش في هذه الدولة الحلم بكل جدارة واستحقاق بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه من أجل افتكاك حريته من المحتلّ الغاصب وقد دفعتْ عائلتي ثمنا باهظا سواء في الأرواح أو الممتلكات. كيف لشخص مثلي نشأ وتربّى وسط عائلة جهاد وكفاح ورافق وهو طفل صغير أبطال الجزائر أن لا يحلم بجزائر حرة قوية وفية للتضحيات الجسام وللشهداء؟ ولذلك أرجو أن يسمح لي القراء بإلقاء بعض الضوء على جانب من حياتي والتعريف بشخصي الضعيف وليس هذا من باب حبّ الشهرة أو تزكية النفس فالله أعلم بالمقصود من هذا الموضوع. انتمي إلى عائلة شريفة معروفة في الشمال القسنطيني بمقاومتها للظلم والطغيان، فقد قاوم أجدادي الاستبداد وطغيان بعض حكام الأتراك العثمانيين، ثم مقاومة الاحتلال الفرنسي، لِما كان لها من نفوذ روحي واجتماعي، وهي عائلة بن بغريش، فأحد أجدادي هو المرابط بغريش الذي قاد مقاومة مسلّحة عنيفة سنة 1862 في منطقة الحرُّوش وسكيكدة، ساندته فيها قبائل بني توفوت وبني والبان وغيرها من القبائل وهم أتباعه ومريديه، فقد كانت العائلة صوفية وكانت فرنسا تطلق على هذا الثائر اسم سلطان الجبل. وبالرغم من قصر المدة الزمنية لهذه المقاومة إلاّ أنها كانت مثل مقاومة المقراني وبلحداد وغيرهما من الثورات، وقد استمرّت العائلة في التعليم ونشر الوعي الديني بالطريقة الصوفية المعروفة آنذاك إلى قيام الثورة المسلحة، وقد شاهدت آخر حلقات الذكر في الجامع الملاصق لبيتنا عام 1955. أما في العهد الحديث، عهد المقاومة السياسية، فقد كان أحد أبناء عمومة أبي رحمه الله هو الرجل الثاني في الحركة الوطنية، بعد مصالي الحاج رحمه الله، وهو المرحوم مبارك فيلالي المعروف باسم عبد الله وَهُمَا، أي مصالي وفيلالي، من أسّسا حزب الشعب الجزائري يوم 11 مارس 1937. وأنا في سن الخامسة من العمر عشتُ وشاهدتُ ما تشيب له الولدان من طرف الاحتلال الفرنسي ولا يتّسع المجال لتسجيل هذه المشاهدات ولكني أذكر بعضها وباختصار شديد. بعد اندلاع الثورة المباركة كان بيت أبي رحمه الله، المناضل القديم في حزب الشعب الجزائري، مركزا من أهم مراكز الثورة في الولاية الثانية، "زكرانة"، وكان المسؤول عن المركز شقيق أبي، عمي الشهيد محمد فيلالي رحمه الله. بالإضافة على إشرافه على المركز من حيث التموين وإعداد الطعام للمجاهدين والإيواء كان عمّي رحمه الله مسؤولا سياسيا لجبهة وجيش التحرير وكان قاضيا للثورة يفصل في الخصومات وكان ذا سمعة كبيرة ويلقى الاحترام من الجميع، وكنت أراه يحمل سلاحا خفيفا، عبارة عن مسدّس، والشيء الذي مازال يحزننا أننا لم نعرف كيف وأين استشهد. رحمك الله أيها العمّ الشهيد. وقد شاهدتُ في بداية الثورة الشهيد زيغود يوسف رحمه الله وهو يقف في مكان مرتفع قليلا وسط ساحة بيت العائلة وبجانبه لخضر بن طوبال والشهيد يخطب في جمع كبير من سكان المنطقة يحرّضهم على الالتفاف حول الثورة وأتذكر جيدا أن التجمّع كان ليلا بعد المغرب بقليل وفي نهاية التجمّع انطلقت الزغاريد وترديد نشيد فداء الجزائر روحي ومالي... وبعد اشتداد المعارك تعرّض المركز إلى الحرق والتدمير، ثم يجدّد بناؤه ثم يدّمر من جديد عدة مرات، ومن أغلى وأثمن ما كان فيه المكتبة التي أحرِقت عن آخرها، وقد كانت تحتوي على مخطوطات وكتب قيّمة حتى أنّ المرحوم المجاهد صهرنا محمد رويبح المدعو بلمرخي لما اطّلع عليها وهو خريج معهد بن باديس بقسنطينة قال لي بعد الاستقلال أنّ المكتبة التي كانت عندكم لم أر مثلها في قسنطينة. وشاهدت بأمّ عيني ذات صباح كيف كان علي كافي وهو يمتطي حصانا وسلاحه أمامه وقد أوقظ من النوم مسرعا والمجاهدون من حوله يحرسونه ليهرّبوه إلى الغابة المجاورة حيث علمت قوات الاحتلال بوجوده في المركز، وبعد مدة قليلة حاصرت قوات الاحتلال المركز ونشبت معركة بين من تبقّى من المجاهدين وقوات الاحتلال ونجا علي كافي. ومن المعارك التي وقعت بالمركز والتي أتذكّرها جيّدا، لا أدري العام بالضبط ولكن في يوم شتوي ممطر نشبت معركة استمرت يوما كاملا بعد أن أجلى المجاهدون النساء والأطفال وكانت نتيجتها آنذاك أكثر من مائة قتيل في صفوف القوات الفرنسية ولم يسقط ولا شهيد واحد. ومن قادة الثورة الذين رأيتُهم مصطفى بن عودة الذي كان يحب الإقامة بمركز بني صبيح المجاور عند أحد أصدقائه. ومن القادة أيضا المجاهد إبراهيم حشاني الذي كان يجنّد الشباب للالتحاق بالثورة وممّن جنّدهم أحد أعمامي هو أخي المجاهد عبد الله فيلالي ومازال على قيد الحياة وهو الوحيد ممّن بقي من أفراد العائلة ويقيم بمدينة قسنطينة في شقة من غرفتين دخلها يوم استقلّت البلاد ومازال فيها إلى اليوم وهو بالمناسبة ابن أخت المناضل الكبير الحسين بن الميلي الصديق الشخصي لبوضياف وعبان رمضان. ومن ذكريات الطفولة الجميلة أن كان هناك في المركز مجاهدان شابّان كلّهما حيوية ونشاط كان أحدهما يُدعى حمّادي والآخر حمّودي ونحن صغار كانت تختلط علينا الأسماء من قام بهذا العمل فيقول أحدنا حمّادي ويقول الآخر حمّودي. وكان حمّادي يصعد إلى جبل المسيد وتنطلق حنجرته بالأناشيد الوطنية والحماسية حتى يُسمع صداها على نطاق واسع وأظنّ أنّ الشهيدين الشابّين هما حمّادي كرومة وحمّودي حمروش رحمهما الله. ومن المواقف الرائعة التي تُسجّل بأحرف من ذهب والتي لا أنساها أبدا ذلك الذي رأيته بأمّ عيني من الشهيد البطل مصطفى فيلالي وهو بالمناسبة ليس من العائلة وإنما من منطقة مجاورة تسمى أولاد محمد فقد تزوّج حديثا وكان عريسا وجاء بزوجته لتقيم معنا في المركز. ذات صباح اقتربت القوات الفرنسية من المركز وكان الشهيد يحمل في يديه أناء فيه ماء بغرض الوضوء للصلاة فقالت له الوالدة رحمها الله يا سي مصطفى العسكر اقترب فتحرّك، فقال لها رحمه الله، إذا تركتُ الصلاة فسأترك الجهاد ثم توضّأ وصلّى في هدوء ثم انصرف والتحق بإخوانه المجاهدين. رحمك الله يا سي مصطفى وأعتقد أنّ حيّ فيلالي بقسنطينة اليوم يحمل اسم الشهيد البطل. ومن المعارك الهامّة التي قادها أحد أفراد العائلة، أحد الأعمام وهو المرحوم الشهيد سيدي محمود فيلالي، بوسط مدينة حامّة بوزيان قرب مدينة قسنطينة حيث قاد معركة وسط النهار بعد وشاية من صاحب المنزل الذي كان المجاهدون مجتمعين فيه، وكانت معركة بطولية بحقّ استبسل فيها المجاهدون وكبّد العدو خسائر كبيرة ولا أدري تاريخها بالضبط ولكن اللوح التذكاري للمعركة موجود وفيه التفاصيل. وقبل استشهاد سيدي محمود كان ولده البكر بلقاسم استشهد قبله هو أيضا وترك ابنا واحدا مازال على قيد الحياة ولم يستفد من الدولة الجزائرية ولا دينارا واحدا ولا سكنا ولا شيء مما يتهافت عليه القوم، فإنه ترك ثلاثة بنات كلّهن مجاهدات إضافة إلى أمهم الحاجة بيبية المجاهدة. أما والدتي رحمة الله عليها فقد كانت بمثابة المشرفة على المركز فيما يتعلّق بإعداد الطعام وكل ما يتعلّق بشؤون المجاهدين ولم تطلب بعد الاستقلال حتى شهادة اعتراف بالعضوية في جبهة وجيش التحرير الوطني وماتت ولم تأخذ شيئا من الدولة الجزائرية. ومن المشاهدات الجميلة ذلك الإيثار الذي كنا ننعم به وسط مشاهد إنسانية قمّة في النبل والكرامة يعجز القلم عن وصفها فقد كنّا يتامى ولكن كانت يد المجاهدين الحنونة علينا تنسينا بؤس اليتم وكان المجاهدون دائما يحثوننا على التعلم ودائما يردّدون على مسامعنا: أنتم مستقبل الجزائر فنحن ذاهبون وأنتم من يشيد هذا الوطن بعد الاستقلال. والشيء المتاح للتعليم آنذاك هو حفظ القرآن الكريم والكتابة ومبادئ اللغة العربية، وبالرغم من تواصل المعارك وقصف الطائرات المستمرّ فقد كنّا نحمل ألواحنا مع معلّمنا وندرس تحت الأشجار في الصيف والمغارات في الشتاء ولم نتخلّ عن التعليم رغم الظروف القاسية. في عام 1972 جاءني أحد أفراد العائلة وهو المناضل الكبير الهاشمي بغريش رفيق مصالي الحاج في سجن لامبيز وأعطاني قائمة مكتوبة بخط اليد طالبا مني طبعها على الآلة الراقنة وهذه القائمة عبارة عن عدد شهداء العائلة تحمل الأسماء وتواريخ الميلاد وتاريخ الاستشهاد لكل واحد، ووجدتُ أنّ عددهم 45 شهيدا وقد احتفظتُ بنسخة من هذه القائمة آنذاك، وأظن أنها موجودة عند أخي الدكتور صالح فيلالي. وعلى ذكر المناضل الهاشمي بغريش فقد حدّثني أنه في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي وبسبب النشاط السياسي، أدخلته فرنسا سجن الكدية بقسنطينة صحبة خاليه المناضلين عبد الله فيلالي وسي المكي فيلالي وكان الثلاثة يقطنون بحي السويقة الشعبى بمدينة قسنطينة. قال: ولمّا خرجنا من السجن، وفي طريقنا إلى منزلنا، كان الناس على طول الطريق يشيرون إلينا ويستهزئون بنا ويردّدون هؤلاء الثلاثة أخوين وابن أختهما يريدون إخراج فرنسا من الجزائر. هكذا نشأت وترعرعت في هذا الوسط الذي جعلني أحلم بطوباوية زائدة عن اللزوم، أحلم بوطن ليس ككل الأوطان، وطن فديناه بكلّ ما نملك، وطن الشهداء، وطن الكرامة. جاء الاستقلال نتيجة التضحيات آنفة الذكر وفرحنا وسعدنا وتعلّمنا، وشخصيا تحصلّت على شهادة الليسانس في الحقوق وتوظّفت وعملت كإطار في الدولة الجزائرية، وفتح المجال السياسي كما سبقت الإشارة وانخرطتُ في صفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحصل ما حصل، حتى وجدت نفسي في معتقل عين أمقل في دولة رئيسها علي كافي الذي نام في بيتنا ذات يوم. في عين أمقل، حُشرنا كما تُحشر الحيوانات بالقرب من مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد إطلاق سراحي رفضت السلطات إعادتي إلى منصبي في العمل فالتحقتُ بسلك المحاماة وبعد نهاية التدريب تسارعت الأحداث واعتقلتُ من جديد على يد مصالح الأمن العسكري في ظروف يعجز القلم عن وصفها، حيث تمّ وضعنا في زنزانات منفردة هي أقرب للقبر منها إلى زنزانة، ومن الإخوان الذين اعتقلوا معي الأخ عبد الحميد عبادة رئيس بلدية قسنطينة، وهو من تلاميذ مالك بن نبي رحمه الله، والأخ الشهيد بلقاسم بومعزة الذي اعتُقل معنا وبعد إطلاق سراحنا أعيد اعتقاله من جديد ثم عذّبوه وقتلوه ورموا جثثه أمام سكنه. بعد 17 يوما من الاعتقال أخذوا لنا صوَرا بعد أن أصبحنا ملتحين، بعد يومين جيء بفوج آخر من المعتقلين فسألناهم عن الوضع في البلاد فأفادونا أنّ رضا مالك أصبح رئيس الحكومة وأنّ الإخوان المتّهمون في قضية المطار نفّذ فيهم حكم الإعدام وأنّ قاصدي مرباح اغتيل في كمين، وبعد أيام أُطلق سراحُنا، ولما التقينا ببعض الإخوان تفاجأوا كيف أُطلق سراحنا، وقد حدثني المرحوم الأخ نور الدين بليبل أننا كنا ننتظر خروجكم على شاشة التليفزيون لتعترفوا بأنكم أنتم من قتل قاصدي مرباح، خاصة وأنّ بيانا صادرا عن الجماعة المسلحة صدر من قسنطينة يتبنّى مقتل قاصدي مرباح، وهكذا مرّت الأيام ثم تعفّن الوضع فأصبحت الجثث المجهولة تُرمى في الشوارع فاضطررتُ إلى الخروج من الوطن وها أنا ذا في المنفى لمدة تقارب سبعة عشرة سنة. في عام 2010 أصبتُ بمرض خطير وهو مرض السرطان، عافاكم الله، وقد تكون الإصابة نتيجة مكوثي مدة زمنية في معتقل عين أمقل بجانب مفرغة النفايات النووية الفرنسية. بعد الإصابة بهذا الداء تاقت نفسي وجال بخاطري حنين العودة إلى وطني فتقدّمت إلى قنصلية الجزائر في بروكسل بطلب الحصول على جواز سفر وذلك يوم 19 جانفى 2010، وبعد مرور عام كامل عاودتُ الاتصال فطلبوا مني إمضاء وثيقة ما يسمى بالمصالحة الوطنية فرفضتُ إمضاءها بالرغم مما أعانيه من ألم. كيف لي أن أمضي وثيقة أتنازل فيها عن مواطنتي كجزائري شريف يعتزّ بوطنيته وكرامته خير من الكثير ممن هم في السلطة؟ ومازلت أنتظر إلى اليوم. هذه حالتي وأرجو من يقرأ هذا الكلام أن يدعو لي بالشفاء. إبراهيم فيلالي بروكسل، يوم 28 جانفي 2011

    اعلانات قبيلة ال فيلالي

    اعلام قبيلة ال فيلالي

    مسيرة الشهيد بادن الله تعالى عبدالله فيلالي
    تاريخ الشيخ الاخضر فيلالي
    تاريخ مولاي علي الشريف ال فيلالي
    تاريخ كفاح حبيب الشرقاني ال فيلالي
    مسيرة الاستاد ابراهيم ال فيلالي رحمه الله

    اداعة اف ام ال فيلالي

    مواقيت الصلاة

    بحث هذه المدونة الإلكترونية

    Fourni par Blogger.

    أرشيف المدونة الإلكترونية

    الرجوع للأعلى